الإعلام مهنة سامية لخدمة السلام
الأنوال بريس
السلام يتضمن عدة معاني توصل الإنسان للشعور بحالة من الاستقرار والسعادة والهدوء بعيدا عن كل مظاهر العنف والحروب التي تهدد حالة السلام وتجعل البشرية في حالة خوف دائم بسبب هذه الاضطرابات، ما دفع المجتمعات الإنسانية إلى البحث عن سبل حفظ السلام بكل أنواعه ومظاهره، في المقابل يشكل الإعلام جدلا كبيرا في تأثيره على السلام من خلال الدور السيء الذي لعبه في كثير من الأزمات من خلال زرع الفتن والترويج للأكاذيب لزعزعة الأوضاع في الدول والأنظمة والمجتمعات، ولا ننسى أن أكثر الأزمات والحروب والصراعات تبدأ من منبر إعلامي و أن نجعل من الإعلام سببا في نشوب الحروب وتهديد السلام العالمي، بل على العكس من ذلك فإن مهنة المتاعب هدفها السامي هو تحقيق حرية الإنسان والدفاع عن كرامته ليعيش في استقرار وأمان من كل مظاهر الاستعباد والعنف، فالإعلام الحقيقي الذي لا حسابات سياسية وأغراض مشبوهة له مبلغ طموحه خدمة الإنسان وقضاياه، وعلينا أن لا ننسى أن الكثير من الصحافيين عرضوا حياتهم للخطر وللموت، بل إن عددا منهم يغتال أثناء أداء مهمتهم بشهامة، كل ذلك لأجل مجتمعاتهم وتضحية لرسائل إنسانية نبيلة، ومن هنا نؤكد على أن المشكلة لم تكن في يوم من الأيام في الإعلام في حد ذاته، بل في كيفية توظيفه وتوجيهه وفي مستخدميه، لذلك لا بد من التمييز بين الإعلام الحر الناصع النبيل الذي يرفع على عاتقه أمانة ومسؤولية كبيرة على قدر الجبال، والإعلام الأسود الذي ينشرالظلام والخوف حيثما وجد.
إن منطقتنا والعالم يعانيان من عدم الاستقرار والفوضى واشتعالهما بالحروب بسبب الصراعات على النفوذ، ما جعل السلام العالمي مهددا باستمرار، وهي مرحلة تمر بها حضارات الأمم وتاريخها، ما استدعى الكثيرين إلى البحث عن سبل كفيلة لمواجهة هذه التهديدات الفعلية التي تضع مستقبل البشرية في خطر، وعلى رأس هذه السبل تفعيل خطاب إعلامي جل هدفه تحقيق مصلحة الأفراد والمجتمعات، وإيجاد رؤية شاملة وواضحة لهذا الخطاب، كما ينبغي أن يكون الإعلام أداة لنشر قيم ومبادئ العدالة التي تسهم في إرساء الأمن والاستقرار والسلام، كما ينبغي أن ينأى ىبنفسه عن كل أمر يتسبب في إشاعة اللأمنواللااستقرار وألا يكون وسيلة قذرة بيد هواة الحروب، فيسقط البشرية في بحر لجي لاخروج.
أوكي..