مقبرة البوشتيين بالقنيطرة : إهمال المجلس البلدي أداةٌ لطمس التاريخ

الأنوال بريس -محمد مرابط القنيطرة -
تعود مقبرة البوشتيين إلى تاريخ قديم، قد لا تُمَيَّز أنها قبور لشدة اهترائها، وقِدمها ونقص العناية بها لسنوات طويلة سمحت للأعشاب الضارة والرمال أن تكون سيدة الموقف في مقبرة البوشتيين التاريخية، فيما تعرضت حرمتها لانتهاكات متكررة من طرف المتسكعين يجدون ضالتهم في المقبرة كوكر لهم لشرب الخمر والعبث بها حيث غيرتْ عوامل المشهد وأصبحتْ المقبرة أشبه بِخربة أثرية، من كونها مقبرةً حديثة لاستخدام.
معظمها مما يُوحي أن لها مكانة تاريخية مهمة باعتبارها جزءا من تراث شعبي، واجتماعي، ولكن نقص التوثيق وشحّ المعلومات حول المقبرة ومكانها، بالإضافة إلى عدم اهتمام المؤسسات الحكومية المسؤولة .
جارَالزمن على مقبرة البوشتيين ومنطقتها التي شكلت خلال بدايات القرن الماضي محطة للاستراحة، وكانت مكانا للِّقاء بين الأفراد والجماعات، فكانت مكانا حيويا يعكس الحياة الاجتماعية.
ما تزال تشغل حيزا مهما في ذاكرةِ كبار السن في النقب، وحيزا في ذاكرة الأبناء، الذين سمعوا القصص المُتعلّقة بهما من الأجيال السابقة، التي عمدت إلى ذكرهما والاستشهاد بهما فيما يتعلّق بقصص الزمن الماضي "الحكواتي "قربة المقبرة.
الأوساخ وحالة الإهمال للمقبرة، وهدم قبورتاريخية ،تجعل من الساكنة توجه رسالة مباشرة للمسؤولين الإداريين والسياسيين لإيجاد حل لهذه المعضلة الكارثية وان ياخذوا بعين الاعتبارالمقاييس الشاملة والجزئية للموضوع، عوض الحلول التي يقترحونها المشتتة والغير واضحة.
ويذكر التقريرالدولي "أن المقابرالأحسن وضعا هي تلك التي تصونها الجمعيات الخاصة، مثل المقابر اليهودية والمسيحية إذا ما قورِنتْ المقابرالمغربية بالمقابر اليهودية، سوف نرى ما يُخيف حقا، إذ أن مقابر اليهود، تحظى بعناية دولية وعالميّة(...) ومقابرنا ليست موجودة على سلم أولويات أحد، وقد يتم محاربتها أيضا لما تختزلهُ من تاريخ".
وقال أحد الساكنة : "مقبرة البوتشيين ليست بالقضية الشائكة، نحن نعيش هنا ونرى ما يحدث، المجلس البلدي ليس مُلما بالقضية ويعلم حيثياتها وتفاصيلها، كما توجه له العديد من المواطنين على مدار السنوات من كامل الأطياف والعائلات لحل مشكلة المقبرة، قد يكون المجلس البلدي ببساطة غير معني في إصلاح الحال فإنها لا تحظى باهتمام ويقال أن المكان يتحول ليلا إلى نقطة لبيع المخدرات".
وعن أكبر المشاكل التي يراها الساكنة في قضية المقبرة، بشكل غير مريح وخطر أيضا، لعدم قدرة المقبرة على استيعاب المشيّعين.
لكنّ المشاكل التي تواجه أكبر بكثير، فقد وصلتْ حالةُ إهمال للمقبرة، إلى درجة دفعت النّاس للمشي فوق بعض قبورها ، لاستحالة تمييز الحجارة المتناثرة، فيما إذا كانت مُجرّد حجارة أم كانت هياكلَ قبورٍ قديمة.
وجب على توجيه النقاش الاجتماعي والضغط الشعبي في اتجاه السلطات المسؤولة، للحصول على اعتراف بكون المنطقة أثرية، وذلك لإجبار المؤسسات المسؤولة على الاعتناء بها بحكم القوانين الدولية التي تنصّ على حماية الأماكن الأثرية.
أوكي..