الحرس القديم يخشى على كراسيه ومناصبه
الانوال بريس -محمد أديب السلاوي -
شدد خطاب العرش لهذه السنة(2019)على معالجة المعيقات، وايجاد الحلول الضرورية لمشاكل التنمية، وعلى ضخ دماء جديدة في شرايين الحكومة والسلطة، لدخول المغرب مرحلة جديدة، بدماء جديدة، لان الدولة اصبحت في حاجة الى كفاءات جديدة لتدبير الشان العام. اذ كلف جلالة الملك بهذا الخصوص رئيس الحكومة برفع مقترحات لاغناء وتجديد مناصب المسؤولية، وهو مايعني بوضوح ،ان النخبة السياسية المتحكمة في دواليب الدولة اصبحت مغيبة، او انتهت صلاحيتها، ما يتطلب تجديد النخب/تجديد مناصب المسؤولية /الاستعانة بالخبرات الشبابية في المواقع القيادية، والاستفادة من امكانات الشباب وطموحاتهم في مختلف المجالات،/ استجابة لعهد الثقافة الكونية الجديدة، التي اصبحت من اهم مقومات النظام العالمي الجديد.
ان دعوة جلالة الملك ضخ دماء جديدة في شرايين الدولة ،لا يعني فقط الابتعاد عن نمادج التفكير والسلوك التقليدي التي تعمل خارج مفاهيم الالفية التالتة،الحداتة والعولمة والتواصل المتعدد الوسائط والتنافسية، ولكنها ايضا تستجيب لتوجه عالمي ناجح ومتميز في عهد الثقافة الكونية التي تعتبر طاقة الشباب اساسية وضرورية لبناء التنمية والاستجابة لشروطها الموضوعية.
ومما لاشك فيه ان وصول اوضاع المغرب الى ماوصلت اليه من ازمات وانحدار وفساد متعدد الصفات، لا يعود فقط الى هيمنة الدين حولوا مناصبهم الى منابع للريع والغنى، ولكنه يعود ايضا الى الدين يخشون من مفاهيم الديمقراطية والحداتة وحقوق الانسان باعتبارها مفاهيم مستبعدة لاي تنظير، لاي عمل سياسي او فكري، ولاي منظور انفتاحي وتكاملي واع للتنمية وشروطها، حتى يبقى المغرب محاصرا بالاتباعية والعشوائية والتخبط والدوران في الحلقات المفرغة، وايضا لتبقى مفاهيم التجديد والاصلاح والمحاسبة والتحديت والتنمية، مفاهيم فاقدة لاي تجدر في الواقع، فاقدة لاي معنى.
في المغرب الراهن الذي يعاني الازمات المتعددة الاسماء والصفات، يمتل شبابه المخزون الديمغرافي الاهم، اذ يشكل في الهرم السكاني (مابين 15و34سنة)ازيد من 35% اي حوالي12 مليون نسمة، وهو مايعني ان شباب المغرب مخزون استراتيجي، ومصدر اساسي لتجديد المجتمع، وعامل مؤتر في وضعية التنمية البشرية.
ومن اجل هذه التروة التي لا تقدر بتمن، دق جلالة الملك اكثر من مرة ناقوس الخطر حول واقع الشباب المغربي، حيت تؤكد الاحصائيات الرسمية، ان مشاركة الشباب في العمل السياسي اصبحت لا تتعدى 1%وهو ما جعل الملك يعلن امام البرلمان(الدورة الاولى من السنة التشريعية التالتة من الولاية التشريعية العاشرة) ان.وضعية الشباب لا ترضيه، وان على الحكومة معالجة اوضاع الشباب بابتكار مبادرات ومشاريع ملموسة، تحرر طاقتهم، وتضمن لهم الاستقرار، وتمكنهم من المساهمة البناءة في تنمية الوطن.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه الحالة بقوة : .لماذا لم تلتفت لا الاحزاب ولا الحكومات المتعاقبة الى شبابنا لياخدوا موقعهم كاجيال فاعلة، قادرة على القيادة، قادرة على الابتكار والابداع والتواصل مع الحداتة والعولمة وكل توجهات زمن الالفية الثالثة... ؟
ان تاهيل جيل جديد من القيادات الشابة، من اجل ضخ دماء جديدة في عروق الاجهزة الحكومية ودواليب الدولة،اصبح امرا ضروريا من اجل ضمان السير السليم للتنمية الشاملة، التي ينتظرها المغرب الراهن.
المشكلة التي ستواجه هذه الرغبة ،ليس فقط الاستراتيجية التي سيصنع بها المغرب القيادات الشابة ،التي تتطلب رؤية شاملة للاصلاح /استرتيجية متكاملة للتعليم والتكوين، ولكن عدم رغبة الحرس القديم في الانسحاب، واتاحة الفرصة للاجيال الصاعدة/الشابة لتاخد موقعها في القيادة.
انهم يخشون على كراسيهم ومناصبهم.... يا مولاي.
أوكي..