القنيطرة: عمال النظافة .. جنود خفاء يسهرون على نظافة البيئة خلال عيد الأضحى المبارك

الأنوال بريس محمد مرابط القنيطرة -
تزداد معاناة عمال النظافة وجمع النفايات المنزلية وكناسي الشوارع والأزقة قبيل وإبان عيد الأضحى أو بعده، ويمنحون مزيدا من أوقاتهم لجعل فضاءات المدن تكتسي حلة جميلة وتدب فيها الحياة من جديد، ساهرين على نظافة البيئة وراحة المواطنين. فقبيل حلول أول أيام عيد الأضحى، تغلق الأسواق المخصصة لبيع الأضاحي والدكاكين التي تبيع الفحم والقش وأعلاف الأكباش ومستلزمات العيد ويجمع الباعة المتجولون سلعهم، وذلك للتفرغ للاحتفال بهذه المناسبة الدينية بعد كسبهم القليل من الربح أو الكثير منه كل حسب مستوى يقظته وعمله الدؤوب، لكن عمل عمال النظافة يبدأ ويستمر على مدى أيام.
جنود الخفاء .. كلمة يطلقها المواطنون على عمال النظافة، لأن عملهم يتم في غفلة من المواطنين الذين لا أحد يساعدنهم على أداء مهامهم وتسهيل مأموريتهم في أيام العيد، لأن الجميع منشغل بذبح الأضحية والاستمتاع بما لذ وطاب من الحلويات والمشروبات المتنوعة وأصناف المأكولات التي يتم تحضيرها بهذه المناسبة الدينية، بينما عامل النظافة والكنس يسارع عقارب الساعة لجمع أكوام النفايات الناتجة عن رمي بقايا الأضاحي وشي رؤوسها وقوائمها.
تبدأ معاناة عمال النظافة قبيل أول أيام العيد بعد ترك أكوام من النفايات في الشوارع والأزقة ودروب المدن وفضاءات الباعة المتجولين، تكون غالبا ناتجة عن استغلال بعض الفضاءات العامة من طرف بائعي الفحم والقش وأعلاف الأكباش ومستلزمات العيد والخضر والفواكه، وكذا الفضاءات المحيطة بالأسواق المخصصة لبيع الأضاحي. هكذا يجد عمال النظافة أنفسهم في مواجهة هذه الأكوام، التي تؤرق الساكنة بسبب الرائحة الكريهة التي تنبعث منها والحشرات الضارة التي تنمو فيها، خصوصا في المساكن القريبة من هذه الفضاءات، حيث يكون عمال النظافة “في قلب المعركة” لمواجهة هذه النفايات “بأسلحة تقليدية”، تتجلى في المكنسات وبعض الأجهزة المتواضعة. فخلال يوم العيد، يضاعف عمال النظافة مجهوداتهم لتنظيف الساحات والحدائق والمصلى وجمع النفايات المنزلية، نظرا لتكاثرها في هذا اليوم بسبب رمي بقايا الذبائح وبقايا الأضاحي ما يشكل عبئا كبيرا على عمال النظافة. أما في اليوم الثاني من أيام العيد، فإن هذه الفئة تجد نفسها مضطرة إلى بذل مزيد من الجهود وقضاء وقت أطول في جمع النفايات المنزلية التي تكون ممزوجة بجلود الأكباش التي غالبا ما يتم التخلص منها من طرف الأسر.
غير أن ما يجعل هذه الفئة تواصل عملها بجدية وجلد وصبر هو فسحة الأمل التي تمنحها لها السلطة الإقليمية والمحلية والمنتخبون والقطاع الخاص والمجتمع المدني، إيمانا منهم بأهمية الحفاظ على المجال البيئي.
وفي تصريح للسيد عبد الكبير عسكري رئيس مصلحة مكلف بتطهير الصلب بجماعة القنيطرة، إن عمل هذه الفئة يتضاعف خلال أيام عيد الأضحى، وذلك بسبب كثرة النفايات الناتجة عن أسواق بيع الأضاحي والباعة المتجولين وكذا بقايا الذبائح وجلود الأكباش وبقايا رؤوس وقوائم الأضاحي، مشيرا إلى أن الجماعة الحضرية اتخذت العديد من التدابير والإجراءات، بشراكة مع السلطة الإقليمية والمحلية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، "من أجل جعل عيد الأضحى لهذه السنة بدون نفايات"، والتي تتجلى، أساسا، في توزيع الأكياس البلاستيكية على المواطنين، مما يسهل على عمال النظافة جمع النفايات خلال أيام العيد بالنجاعة المطلوبة وبكل أريحية.
ويضيف نهيب من الساكنة أن تعمل على إخراج نفايات ذبيحتها مباشرة بعد عملية الذبح ووضعها بالأماكن المخصصة لذلك، وأن الجماعة ستعمل على مرحلتين الأولى تنطلق مباشرة بعد أداء الصلاة حوالي الساعة الثانية والنصف زوالا بطاقم يصل لحوالي 100 فرد من عمال للنظافة والكنس وسائقين وتقنيين يقسمون على 14 منطقة، وباليوم الموالي سنعمل على إعادة جمع باقي المتلاشيات والنفايات التي تم رميها بعد مرور الشاحنة على أن يكون هو يوم الحسم مع نفايات العيد، ولا تفوتني الفرصة أن أشكر كل عمال النظافة والكنس الذين يبذلون كل جهدهم لأجل جعل مدينة القنيطرة مدينة نظيفة.
أوكي..