العثماني: المغرب يعيش لحظة سياسية مهمة ولا خوف على الأغلبية الحكومية
الأنوال بريس
قال رئيس الحكومة المغربية إن بلاده تعيش لحظة سياسية مهمة «تحققت فيها منجزات كبيرة»، من دون أن يعني ذلك بأن «لا توجد هناك نواقص وعيوب، والتي نعمل جاهدين على تجاوزها حسب المستطاع، ولكن هناك برامج ومنجزات لا بد أن نحمد الله عليها».
وقال سعد الدين العثماني إن المغرب يعتبر البلد الأول إفريقياً في مجموعة من الأمور، كجاذبية الاستثمار، والطريق السيار، والموانئ الكبيرة، وشبكات السكك الحديدية. وهذه الأمور «ليست بسيطة، فهناك منجزات إيجابية تحققت ولا بد من تثمينها، وهناك أمور أخرى يجب أن نجتهد جميعاً لتداركها، فلا ننكر النواقص، ولكن لا بد أن نثمن الموجود ونسعى بشكل دائم لمعالجة ما ينقصنا».
وقال العثماني، في افتتاح الملتقى الأول للأمانة العامة والإدارة العامة لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه، أن لا خوف على أغلبية حكومته الحكومية، وأن مشاكلها واختلافاتها لن تؤثر على العمل الحكومي.
وأوضح: «رغم كل المشاكل والاختلافات التي تعاني منها الأغلبية الحكومية، إلا أنهم اتفقوا على ألا يكون لذلك تأثير على العمل الحكومي».
وأضاف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، (ذي المرجعية الإسلامية والحزب الرئيسي في الحكومة) أن الاختلاف ضروري في أي تحالف، ولو لم يكن هناك اختلاف بين أحزاب الأغلبية «لأسسوا حزباً واحداً وارتاحوا»، مشدداً على أن اختلافهم لن يصل لالتراشق بالأطباق، وقال: «رغم اختلافنا، لن نضرب بعضنا بعضاً»، وقال: «إن الاختلافات الحزبية لا تُؤثر على الأداء الحكومي الموسوم بالفعالية والحيوية، ولو لم يكن الحد من الانسجام لما أخرجت تلك الإنجازات إلى الواقع».
ويضم التحالف الحكومي 6 أحزاب ذات توجهات سياسية مختلفة، وتعرف فيما بينها حملات إعلامية، وقال العثماني: «كنضاربوا بالأفكار..ماشي بطباسل» (نتضارب بالأفكار وليس بالأطباق)، مشيرًا إلى أن حكومته التي يقودها تقوم بالدور «التاريخي» خلال هذه اللحظة، وتابع: «إن لكل حزب من أحزاب الأغلبية مرجعيته وبرنامجه ومقاربته السياسية، التي من الضروري أن يحافظ عليها، وينتقد الحزب الآخر، معتبراً الانتقاد بين أحزاب الأغلبية أمراً إيجابياً وحيوياً للحياة السياسية، ومحركاً للإنجاز والفعالية والأفكار، شريطة ابتعاده عن التهجم الشخصي على الأشخاص والهيئات».
وقال إن هناك من يضخم الأمور بتدوينات من جهة حزبه أو الأحزاب الأخرى، «هناك من يضخم الأمور بعض الشيء بتدوينات من عندنا ومن عندهم، ولكن سامحهم الله»، مؤكداً أهمية النقد في العمل الحكومي، إذ لا يمكن للحياة السياسية أن تحيى دون نقد، وأن حزب العدالة والتنمية سيستمر في تحمله وممارسته، ونقد نفسه ولغير في حدود القانون والأدب، وفي حدود ما يجعله «عملاً سياسياً إيجابياً للمستقبل، بفعالية وحماسة وأمل في المستقبل، ما سيمكن من القيام بدورنا التاريخي مع شركائنا».
وأكد العثماني أن حزبه «لا يشتغل للانتخابات ولا يعتبرها هاجساً حاضراً في كل محطات اشتغاله»، وأن «الانتخابات المقبلة ليست هاجساً للحزب؛ لأن «الهدف الأساسي للحزب نيل ثقة المواطنين من خلال تنفيذ ما تعهد به في البرنامج الحكومي والقرب الدائم من انشغالات المواطنين».
وقال إن حزبه جاء لخدمة المواطنين ولا يشتغل من أجل الانتخابات، و«يتمتع بفعالية وديناميكية مهمة، ودليل ذلك الأنشطة بمختلف الأقاليم والجهات، والتواصل مع المواطنين»، والأهم أن حزبه لا يختار الناس الذين سيحضرون لأنشطته ولا يدفع لهم المال، «نمنحهم حرية الكلام، ونسمع للانتقادات، ونجيب قدر المستطاع»، وأكد: «نريد حياة سياسية حقيقية ودينامية وحية وواقعية ومتفاعلة مع للمواطنين، ولا مشكل ولا مركب نقص عندنا لننصت لنبض الشارع».
وتابع: «مهمتنا أن ننفخ الروح في الحياة السياسية، ويجب أن نكون قادرين على أن ننفخ الحيوية في الحياة السياسية، وإن استطعنا أن نعطيها هذا الروح، ستقوم الأحزاب السياسية بدورها».
أوكي..