استراحة محارب .. جيتك من الدنيا و الالام هارب
الأنوال بريس
في شهر نوفمبر الماضي أقفلت ستين سنة من عمري.واربعين سنة من مساري المهني في حقل التربية والتعليم. خلال هذه المسافة الزمنية الطويلة قضيت نصفها في التدريس والنصف الثاني في الإدارة. ويكفيني فخرا أن يزورني بمكتبي مسؤول قضائي ليعيد لي كتابا سلمته له منذ أزيد من عشرين سنة داخل الفصل.
واعتز بمراقب في القطار يعانقني بحرارة وياخذني من الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى ليعبر لي تلميذي عن حبه. وافتخر بطبيب من تلامذتي يحتفظ في عيادته بصورة جماعية للقسم الذي درسته به .
واتواصل هنا مع تلاميذ فرقت بيننا سبل الحياة واعتز بصداقتهم. وفي الإدارة زادت صداقاتي غنى بحب الناس بعدما تكلفت بالاتصال والعلاقات العامة والشراكة والإعلام.
فكان تعاملي ينبني على الإحترام مع الجميع:جمعيات ونقابات وجماعات ترابية ووسائل الإعلام وسلطات محلية ومديرين ومفتشين ومقتصدين وأساتذة وتلاميذ وعموم المواطنين وكافة الزملاء من أعوان وموظفين ونواب الوزارة.... كم كانت سعادتي كبيرة وانا اوزع آلاف المحافظ والدراجات الهوائية والنظارات الطبية بقرى الإقليم رفقة زملائي..
وكم كانت فرحتي كبيرة وانا أرى آلاف التلميذات والتلاميذ في القرى يستقلون حافلات النقل المدرسي بعد نجاح شراكاتنا مع الجماعات الترابية والجمعيات...
لم يقتصر عملي بالإقليم بل رافقت وزراء في لقاءات عدة حيث جبت المغرب من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه وخصوصا مع اصدقائي في قسم الإتصال في الوزارة في عهد إسماعيل العلوي والحبيب المالكي ولطيفة العابدة وعبدالله الساعف وغيرهم. وكان لي شرف تأطير العديد من اللقاءات والتكوينات والمهرجانات .
آن لي أن أستريح وانا أحتفظ بأجمل الذكريات لأناس عبدوا لي الطريق وانا اعمل بجانبهم سواء في الصحراء أو البادية أو المدينة ففي كل منطقة لدي أصدقاء هم أثمن كنز ادخرته في حياتي....
أوكي..