كيف عالج الإسلام مشكلة الفقر
الأنوال بريس
يمكن القول أنّ الفقر أحد أكثر المشاكل الاجتماعية والاقتصادية انتشاراً في أنحاء العالم، فلا تكاد يوجد بلدٌ من البلدان غنياً كان أم فقيراً، متطوراً أم متخلّفاً، إلا وفيه نسبةٌ من الفقر، كما أنّ للفقر آثار تهلك الكثيرين في حال عدم التصدي له؛ ولذلك عالج الإسلام الفقر بوسائل عديدةٍ، منها: المساواة بين جميع الطبقات، والأجناس، والألوان في الكرامة الإنسانيّة؛ بحيث تكون المفاضلة على أساس التقوى، والإنتاج، والعمل الصالح، بالإضافة إلى ترسيخ مبادئ التكافل الاجتماعي .
ويعرف الفقر على أنه حالة تنسب إلى الشخص الذي لا يمتلك مبلغ مقبول إجتماعياً سواء كان من المال أم الممتلكات المادية، كما أن الفقر يعني عدم مقدرة الأفراد في الحصول على احتياجاتهم الأساسية، ويعنى بالإحتياجات الأساسية جميع الأمور التي تعتبر ضرورية للإنسان من أجل البقاء، وتعكس مستوى المعيشة السائد في المجتمع، لذلك عندما يراد تحديد فئة الفقراء الذين يعيشون في مجتمع ما؛ يتم أولاً البحث عن جميع الأشخاص الذين وصلوا إلى حدود المجاعة، والمعرضين للموت، ثم بعد ذلك يتم البحث عن جميع الأشخاص الذين يمتلكون الغذاء والمسكن والملبس اللاتي تمكنهم من البقاء على قيد الحياة، ولكن ليس بالمستوى المقبول الذي يعيش به باقي أفراد المجتمع، ويؤثر الفقر على العديد من مناحي الحياة، حيث يؤدي إلى التقليل من مستويات التعليم في المجتمع، ويؤدي أيضاً إلى سوء الصحة، وعدم القدرة على العمل، وتقليل الرغبة في القيام به، كما أنه يؤدي إلى إرتفاع معدلات التخريب والفوضى في المجتمع
يوجد العديد من الطرق التي يمكن اللجوء إليها من أجل التخلص من الفقر ومنها: إلتزام حكومات الدول النامية في القيام بواجباتها من خلال وضع خطط وطنية لمعالجة الفقر، بحيث يجب عليهم وضع خطط إستراتيجية يتم من خلالها تحديد كيفية التعامل مع موارد القطاع العام والخاص، بالإضافة إلى تحديد كيفية استخدام المساعدات للحد من الفقر المدقع. الحصول على بيانات دقيقة حول الفقر، حيث أن أغلب البلدان النامية تتعامل مع بيانات غير كافية وغير محدثة حول الفقر، لذلك لابد من الحصول على معلومات صحيحة حول الأماكن التي يعيش بها مواطنوها الفقراء، وتحديد أهم الإحتياجات التي يجب توفيرها لهم، بالإضافة إلى مراقبة الأبعاد والمناحي المتعددة للفقر، وسؤال الفقراء عن ماهية أولوياتهم. تقديم التبرعات المالية، حيث أنه لو قام كل شخص بالتبرع ولو بمقدار صغير من المال، فإن ذلك سيؤدي إلى القضاء على الفقر في جميع أنحاء العالم بشكل كبير، كما أنه سيحقق إنجازاً كبيراً في حصول الفقراء على الغذاء والكساء، حيث يمكن لكميات صغيرة من التبرعات إحداث فروق كبيرة. التبرع بالملابس والأشياء المخزنة في الأدراج، والتي لا يتم استخدامها، حيث يمكن للفقراء الإستفادة منها.وضع صندوق لجمع الصدقات أو الزكاة في المنزل، بحيث يمكن للأهل والزوار المساهمة به، والمشاركة في القضاء على الفقر.
يوجد العديد من الحقائق المرتبطة بظاهرة الفقر ومنها: يعيش أكثر من ثلاثة مليارات شخص في العالم على أقل من 20.50 درهما يومياً، كما يعيش أكثر من مليار وثلاثمئة مليون شخص على أقل من 10.25 درهما يومياً.
يعاني أكثر من مليار طفل من الفقر حول العالم، كما يؤدي الفقر إلى وفاة ما يقارب الإثنان وعشرون ألف طفل يومياً. يعاني حوالي 805 مليون شخص من عدم المقدرة على الحصول على كميات كافية من الغذاء، كما يعاني أكثر من 705 مليون شخص من عدم المقدرة على الحصول على مياه شرب نقية. تأثر أكثر من مئة وخمسة وستون طفل في عام 2011م من حالة التقزم بسبب سوء التغذية المزمن. يعيش ما يقارب الثمانين بالمئة من سكان العالم بأقل من عشر دولارات يومياً. يعتبر الفقر السبب الأول للوفاة في العالم، وتقدر منظمة اوسكام أنها تحتاج إلى ما يقارب الستين مليار دولار سنوياً للقضاء على الفقر في العالم.
أوكي..