حل العيد .. عن هول ما جرى أحدثكم
الانوال بريس : بقلم مليكة طيطان
سأنطلق من حيث فصل من فصول الفجيعة , قد تكون الانطلاقة سؤالا من خلاله أقيس مستوى استيعابكم للفصل الأول من سيرة البطولة ودعوني من تشفي الجبناء ...الحياة انطلقت من رحاب خارج مقيد بصيغة كذبة أن الحرية هواء ...
العيد والقيد والغنج والرماد في حد ذاته موجود بترجمة الردم ... ينبعث تحت سقيفة العنابر والساحة وماء القزان الساخن وإناء الألمنيون المضغوط المتعدد الاستعمال من الغسل والوضوء و ماء ساخن لشاي ممسوخ يسكب في كأس بلاستيكي لا غير ...
حدث هذا حتى في يوم العيد
خارج العنبر حيث الساحة المثلثة وبعض أشجار الزيتون ونبتة القصب العشوائية وأكوام الخبز اليابس مرتع جردان سمينة بالكاد تتحرك ... مهلا ودائما حكاية الخبز اليابس شكل لغزا ، طالما حيرني عن سر الإصرار على تركه مرتعا في الصيف والشتاء . لماذا لا ينظف الحيز إلا لماما ؟؟ ...ذات مناسبة الاستفسار ، ردت علي زميلة العنبر اليهودية العزيزة (جورجيت ) - سبق وخصصت لها المناسب من السرد - قريبا سيأتي اليوم الذي تفهمين السر لا تتسرعي عزيزتي ... ذات ظهيرة موعب توزيع خبزة الجوع لكل سجينة تنادي الكابرانات وبأمر من السجانات لا خبز انطلاقا من يومه ، حينها عرفت السر المكنون من أجل الاحتفاظ ببقايا كسور خبز يغسل يرطب بالماء الساخن تضاف إليه قطع بصل و فصوص توم وبعض البهرات و ثلاث أو أربع قطع من سمك معلب ... بحكم درايتي تأكدت أن ما يوزع على البئيسات لا يعدو أن تكون (روطا) سردين معلب في أردل المصانع ، بل في الأصل وقبل تصنيعه ممنوع أن يجد طريقه إلى معامل التصبير قصد الاستهلاك ، يؤشر عليه أن الحمولة مكانها معامل خاصة بالمتلاشيات صالحة لكي تدمج مع مواد عضوية مخصصة للأسمدة لا غير (GOUANOU) ... ألا تتذكرون فضيحة أحد الفاسدين الكلبيين Bougriane بمدينة أسفي حينما أثبتت التحريات والفحص أن الأمر يتعلق بفاسد كان يرشي الجهة المسؤولة وينقل في سرية عفونة البحر إلى معامل تصبيره ؟ ...نعم كان لي موعد على أن أكتشفها باللون ورائحة (كوانو )الكريهة في عين المكان صحيح صدق من قال : كسرتا خبز وما بينهما من كامخ ; والمصطلح الأخير غيرته بالروطا وكوانو الصابون البلدي المهيأ لتنظيف الأرصفة.
يوم العيد أيضا فرحت ( حبيبة الجلباوي) بنت جامع لفنا البوهيمية المحكومة بسنتين بعد أن اختلست دريهمات جارتها العجوز المتسولة ... سوف لن تعاقب بالكاشو لأنها ضبطت تشرب أو تنفث من عقب سجائر مرتال أصلا هي لا تعرف من هو رمضان أو السيد شعبان .
حتى في العيد لا تلغى أذوات الرعب فالحرس والسجان بالمذكر والمؤنث البندقية والرشاش تداعبها أيادي حراس السطح وممرات الطواف ... مقتنعون باختيارهم لكي يكونوا تحت أقبية الخيمة الاسمنتية ...إنهم اختاروا وظيفة تتأرجح بين الصمت المطبق والانفجار المدوي ...
لحظات قد تطول بحجم المراقبة العظيمة قد يختلس فيها الحارس نظرات ألى أجساد عارية تبدو من كوات في حجم نافذة متوسطة ...
أحيانا أختار قضاء ليلة سمر جامع الفنا في درب عمر أو شرع الباشا والمناسبة وفود جديدة من البوجاديات .
كم مرة وفي قيض زمن الحرارة والحمراء ما ترددت أو استكنت أو انتبهت ... صعدت سقف السرير استلقيت ...تجاوزت دائرة الحلم وصرت خط تماس مع الفجيعة ...أحيانا أخال نفسي مكشوفة على العالم الخارجي وحتى ربوع الكون من خلال ما أرصده من نجوم تداعب بصري محاولة أن أضبطها لا أن تظهر وتختفي أو هكذا يتخيل لي ...أحيانا قطرات مطر لقيط عصرته حرارة الحمراء تزيد من فورة الأرض صارت كسكس ترفعه من نار تسقيه بماء بارد ... قطرات وزمنها ضيق أعتبرها في عز الصيف استراحة نوستالجيا الانسان ورائحة تراب طبعا لا علاقة بينه وبين تراب قبيلتي عبدة المعطاء ...
في العيد أيضا تلجيم الأبواب مصحوبا بقرع مفاتيح تحدث قرعا مدويا فوق سطح وجذران وفولاد مقبرة الأحياء .
كم مرة تخيلت نفسي أسمالا عبثت بها أيادي غذر من هيأ ورتب كرب زفاف يوم القيامة الدنيوي .
ذات أنا في العيد أيضا خيالي الواسع هام بي لكي أعتبر نفسي دمية أو قطعة نقد ممحوة أو منديلا أو حزاما ارتخت ثقوبه ولم يعد يستطيع جمع الأسمال ....نعم يحدث حتى يوم العيد .
يتبع ...
أوكي..