رسالة مفتوحة إلى إبليس(2) .. عبد النبي الشراط

الانوال بريس -سلسلة يكتبها: عبد النبي الشراط -
(..وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا ولأضلنهم ولأمنينهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله.ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا)
هي بداية مسيرة إبليس مع ابناء البشر الذين تحولوا من مرحلة اللاعقل إلى مرحلة العقل.حيث كان الناس موجودين قبل هذه المرحلة ولكنهم كانوا أشبه ببقية المخلوقات الأخرى التي لا تعقل، فاختار الله مجموعة منهم تضم الذكور والإناث ثم اصطفى منهم رجلا وسمي باسم المجموعة(آدم) واجتباه الله فكان نبيا عليهم حيث علمه الله الأسماء التي لم تكن الملائكة تعلمها، وتلك قدرة الله وحكمته وعلمه إذ يهب العلم والحكمة لمن يشاء ( ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب).
كان إبليس ضمن مجموعة الخلق في جنة - حديقة على الأرض - وليس داخل الجنة التي الموعودة في الآخرة، لأن تلك الجنة أعدت للمؤمنين بالله وهي خغية عنهم حتى يوم القيامة، بخلاف ما أوهمنا به المفسرون الذين نقلوا قصة خلق آدم من التوراة حرفيا، وهذا ليس موضوعنا الآن ومن أراد أن يطلع على تفاصيل خلق آدم فليرجع إلى أحدث نظرية تهم قصة الخلق والتطور في كتاب بعنوان: آذان الأنعام، دراسة قرآنية علمية لبحوث داروين في الخلق والتطور للباحث الدكتور عماد حسن رحمه الله.
الشيطان..
مشكلة هذا المخلوق الذي ينتمي لفصيلة الجن أنه قارن بين النار التي خلق منها وبين الطين الذي خلق منه آدم..ورجح أن النار أفضل من الطين ( قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) هكذا رأى إبليس القصة فهو لم يكفر بالله بخلاف ما هو سائد بل إعترف أن الله هو الذي خلقه وبما أن الله أمره بتحية آدم فهو رفض بناء على هذا الاعتقاد.
بينما أطاعت الملائكة أمر الله بعد جدال ونقاش، اقتنعت بعده الملائكة أن علم الله حق وأنه سبحانه يعلم ما لا يعلمه بقية خلقه.
وقد أخذ الشيطان على عاتقه إغراء هذا المخلوق الآدمي وذريته بعص صك وقعه الله إليه بناء على طلبه ( قال رب أنظرني إلى يوم يبعثون.قال إنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم). وهاهو الشيطان باق ينفذ وعده ووعيده (قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين). في كل مرة يذكر اسم الله ويقسم بعزة الله وهذا يعني أن الشيطان مؤمن بالله بنص آيات القرآن الكريم ولكنه عصى الله احتقارا لآدم وذريته..وهو ماض في مهمته بلا هوادة ومعه وعد الله بأن يبقيه حيا إلى يوم يبعث الله فيه الخلق من جديد وهو يوم القيامة ولا شك.
دور الشيطان:
يتوقف دور الشيطان هنا على إغواء بني آدم وتحريضهم على العصيان والتمرد على ربهم كثنيهم عن عبادة الله وعدم فعل الخير (فزين لهم الشيطان أعمالهم وصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين)
إنهم يرون أن ما يقومون به يخالف الفطرة الإلهية التي فطر الله الناس عليها، ولكنهم مستمرون في التحريض على المنكر والدعوة للابتعاد عن فعل الخير والمعروف..وهم - أي الناس- يعلمون في دواخل أنفسهم أنهم يدعون إلى الشر والمنكر ويوسوسون لغيرهم من عباد الله باتباعهم (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) هذه الفئة من ذرية آدم التي آلت على نفسها أن تعمل ليل نهار على تبخيس الأعمال الخيرة التي تقودها الفئة المؤمنة من عباد الله مهما كانت هذه الأعمال نافعة لعباد الله بغض النظر عن قيمة هذه الفائدة قليلة أو كثيرة (لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها) وتستمر هذه الفئة الشريرة في شيطنة كل أعمال الفئة المؤمنة لأن الشيطان يزين لأفراد تلك الفئة الشريرة عملها ويوهمها إبليس بأنها على حق..فتزداد تلك الفئة تمردا وعصيانا لله كما فعل إبليس من قبل.
(للقصة بقايا)
أوكي..