9 ماي ( مانفستو )الإعتقال و الزمن الهارب
الأنوال بريس بقلم مليكة طيطان
بعد أربعة عقود من الصمت والكر والفر وإعادات النظر والانتظار تعود (ذات) إلى نفسها وشركاء اللحظات النادرة المسروقة من راهنية حالكة لا تسع الحلم المؤجل باستطراد بعد الحين .
هي لحظات تود ( ذات ) أن تقتسمها وبدهشة وفي غفلة من واقع فكري قاحل قاتم يضيق بالاختلاف إلم أقل بالاقتتال ...واقع يرعاه حراس تهميش كل المبادرات الابداعية الفكرية التنظيرية ولو تعلق الأمر بتغيير الأسماء دون إخبار الأمهات ذات مبادرة تحقيق قدمته ( ذات ) تستقرىء فيه تاريخ الأمجاد , وبتنسيق مع من جهر مؤخرا يقدم مظلومية احتقار نخبته المثقفة له بدعوى ارتمائه في حضن لا يناسب المقام ...غير منتبه إلى موسوعيته الانتهازية المسترسلة في ريع الدواوين والامتيازات ، وعلى الرغم من تضليل الأبكم حتى جهر مؤخرا تبقى ميزة (ذات )ألا تندرج مبادراتها الفكرية اللحظية والسالفة في النسق المكرس للارتزاق ، فطموحها ترغب من خلاله أن يتوجه إلى أكثرية نادرة تجيد الإصغاء فالهمس بل حتى درجة الحفيف , مع إمعان النظر في الهامش النضالي الخصب الموؤود تتمناه أن يصير مختبرا للمستقبل , يمر الآن بتجارب اقتراحات وأشكال بديلة من أجل المصالحة والتجميع ...
لا أخفيكم سرا أعترف لكم وبعد قطع القطيعة صادفت في طريقي أقلية معنوية تنتمي و (ذات ) لنفس العصر وأسئلته ، تحبهم رغم فجيعتهم حينما غرس في عمق مشاعرهم سهام الغذر والفجيعة حتى درجة وأد الحلم فصارت أيام نضالاتهم ليالي فقط وغابت نهارات العنفوان ...
أنا هي (ذات )تعيد وإياهم في صمت النظر و التأمل في القوالب الجاهزة وأشكال الانتقام , حتى تلك الأسطورة القصة الأزلية المنزلة في كافة الملل والنحل قصة العزيز الذي رموه إخوته في جب عميق أعيد إنتاجها بتقنيات أكثر دراماتيكية سوداوية عبثوا من خلالها بالعِرْض وأرض النضال ... هل هي قاعدة سائدة ؟ ...إن كان الأمر كذلك تلك هي إشكالية يَعَنُ فيها الفهم واستيعاب ما حصل .
قد يبدو هذا الكلام خطابيا في حين إنه أقرب إلى (مانفستو) الإرهاق الفكري والوقت الهارب ...أيضا قد يبدو ايديولوجيا على رغم قطيعته الحادة مع كل أشكال الدوغمائية والأحكام المعيارية التي ترسم حدود اليقين .
نعم هذا الكلام سياسي يتصدر قسطا من سيرة مناضلة و (مطلقة ) كما قدفها أحد العوائق انسلت من شقوق انتماء يعاني من الغباء إلى حد التدمير ... (ذات) لا تحتمل منطق الفيتو لا تعترف بالمحرمات الفكرية ولا تخاف النظر إلى الضفة الأخرى .
طموحها مشروع وتبقى متمسكة بالتربة النضالية إطارا ومصبا تراهن على الحاضر تركب فيه عناصر الترياق ...
(ذات ) أنا تكتب لتبحث مع الأقلية النادرة عن تحديدات جديدة للكلمات القديمة انطلاقا من أن (الحرية هي فهم الضرورة )
نعم حرية نضال تصير مادة أولية بجينات ماضوية لكنها مجيدة .
والأساسي مع الحرية من هنا تبدأ إعادة بناء الروح المتصدعة .
قطعة من ملحمة سيرة مناضلة
أوكي..