"يوم الأرض" مناسبة للتعبير عن الغضب المستمر تجاه السياسات العنصرية في مصادرة الأراضي الفلسطينية
الأنوال بريس
يحيي الفلسطينيون اليوم السبت "يوم الأرض"، تلك المناسبة السنوية التى توافق الذكرى الثالثة والأربعين للأحداث التي شهدها شهر مارس العام 1976، عندما قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي ذات الملكية الخاصة أو المشاع في المناطق ذات الأغلبية السكانية الفلسطينية، وعلى إثرها عم إضراب عام واندلعت مسيرات من الجليل إلى النقب ، ومواجهات أسفرت عن سقوط ستة فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات، حيث يعد هذا اليوم مناسبة للتعبير عن الغضب المستمر تجاه السياسات العنصرية في مصادرة الأراضي الفلسطينية بغير وجه حق.
ويوم "الأرض الفلسطينى"، الذى تحل ذكراه اليوم، يحييه الفلسطينيون سنويا، باعتباره حدثا محوريا في الصراع على الأرض، وفي علاقة المواطنين العرب بالجسم السياسي الصهيوني، وهذه هي المرة الأولى التي يحتفل به بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل، وسمى بهذا الاسم تعبيرا وتأكيدا على تمسك الفلسطينيين بأرضهم وهويتهم الوطنية.
وارتبط الشعب الفلسطيني بالأرض التى نشأ وترعرع فيها كباقي شعوب العالم ارتباطا عاطفيا، فالأرض تحتل جانبا مهما من حياة الإنسان واهتماماته، بالإضافة إلى تميزه بممارسة الزراعة قبل قيام إسرائيل على أراضي الدولة الفلسطينية، فقد كان عرب فلسطين شعبا مزارعا إلى حد كبير، وكان 85 في المائة منهم يحصل على رزقه من الأرض، وبعد نزوح الفلسطينيين نتيجة نكبة عام 1948، بقيت الأرض تلعب دورا هاما في حياة ١٥٦ ألفا من العرب الفلسطينيين الذين بقوا داخل ما بات يعرف "بدولة إسرائيل"، وبقيت الأرض مصدرا مهاما لانتماء الفلسطينيين العرب إليها.
وتبنت الحكومة الإسرائيلية في عام 1950 قانون العودة لتسهيل الهجرة اليهودية إلى إسرائيل واستيعاب اللاجئين اليهود، وسنت فى المقابل قانون أملاك الغائبين الإسرائيلي، الذي قام بمصادرة الأراضي التابعة لللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا أو طردوا من المنطقة التي أصبحت إسرائيل في عام 1948، وكان يستخدم أيضا لمصادرة أراضي المواطنين العرب في إسرائيل "موجودة داخل الدولة، بعد تصنيفها في القانون على أنها "أملاك غائبة" ، وكان يبلغ عدد "الغائبين الحاضرين" أو الفلسطينيين المشردين في الداخل نحو 20 في المائة من مجموع السكان العرب الفلسطينيين في إسرائيل، حيث سمح القانون لإسرائيل بمصادرة أراضي الفلسطينيين الذين تم طردهم، حيث صادرت أراضي عرابة، وسخنين، ودير حنا، وعرب السواعد، وغيرها من الأراضي، بالإضافة إلى أراضي عرب الداخل من المناطق الإسرائيلية.
ورافق قرار الحكومة بمصادرة الأراضي إعلان حظر التجوال بالأراضى التى تم مصادرتها من الساعة الخامسة مساء يوم 29 مارس عام 1976 ، ودعا العرب من الحزب الشيوعي الإسرائيلي، مثل توفيق زياد والذي شغل أيضا منصب رئيس بلدية الناصرة، ليوم من الاضرابات العامة والاحتجاجات ضد مصادرة الأراضي والتي نظمت للمرة الأولى يوم 30 مارس من ذات العام.
كما صادرت أراضي مناطق الجليل، عن طريق إصدارها لمشروع باسم (تطوير الجليل)، الذي كان هدفه الأساس تهويد هذه المنطقة، والسيطرة عليها، ولحق ذلك منع تجوال أهالي مناطق سخنين، وعرابة، ودير حنا، وطرعان، وكابول، واحتج الأهالي على ذلك بالمسيرات والمظاهرات، حيث تم إعلان الإضراب الشامل في تاريخ 30 مارس 76، وازدادت حده المواجهات؛ ما أدى إلى استخدام إسرائيل الدبابات والمجنزرات في اقتحام القرى الفلسطينية وسقط العديد من الشهداء.
وإحياء لهذه الأحداث أصبح يوم الأرض يوما وطنيا فلسطينيا يرفع فيه الشعب الفلسطيني شعاراته ضد الاستيطان الإسرائيلي، ويقوم بالعديد من الفعاليات رغم الصعوبات والتحديات التي يواجهها من قبل الاحتلال، وتتمثل هذه الفعاليات في المظاهرات، والمسيرات الحاشدة من كافة المناطق الفلسطينية باتجاه مناطق الاستيطان والتماس، والإضرابات الشاملة، وتصميم جداريات ومجسمات تعبر عن فلسطين بشكل عام، والقدس بشكل خاص، وزراعة أشجار الزيتون في الأراضي التي تم جرفها على يد الاحتلال، وافتتاح معارض تتضمن منتجات تراثية فلسطينية، وأشغالا يدوية، وتنظيم حملات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، بالإضافة إلى إقامة المهرجانات الوطنية المختلفة.
أوكي..