ويعرف هذا المنتدى، الذي يترأسه كل من المغرب وألمانيا، مشاركة مسؤولين رفيعي المستوى من الحكومتين المغربية والألمانية ووزراء ونائبي وزراء من جميع مناطق العالم، وكذا العديد من أصحاب القرار والمختصين يمثلون أزيد من 100 دولة عضو بالأمم المتحدة، والمجتمع المدني والقطاع الخاص ومنظمات أخرى معنية بقضايا الهجرة .
ويتضمن جدول أعمال المنتدى، مناقشة ثلاثة مواضيع رئيسية في إطار عدة جلسات عامة تتناول ” من الهشاشة إلى القدرة على المقاومة : الاعتراف بالمهاجرين كفاعلين في التنمية” و”تسخير إمكانيات المهاجرين الحالية لتعزيز القدرة على التكيف” و”التحويلات المالية للمهاجرين : الاستفادة من الأثر الإنمائي للمهاجرين وتعزيز مشاركتهم العابرة للحدود ” و”مواءمة الحكامة مع الدوافع الراهنة للهجرة ” و”وضع حكامة جيدة للهجرة من أجل تنمية مستدامة” و” دعم التنقل الإقليمي وتنسيق السياسات لخدمة التنمية ” و”التنقل جنوب- جنوب: الاتجاهات، الأنماط ونقل الخبرات”.
كما يتضمن برنامج المنتدى جلسات خاصة حول أرضية الشراكة للمنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية ومستقبل المنتدى ، وفضاء مشترك ولقاءات أعمال وأحداث موازية.
ويقام المنتدى برئاسة مشتركة بين حكومة المملكة المغربية وحكومة الجمهورية الفيدرالية الألمانية ( 2017 و 2018 ).
وتركز الرئاسة المشتركة المغربية الألمانية للمنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية، حول مساهمة المنتدى في المسلسل الذي تشرف عليه الأمم المتحدة من أجل ميثاق عالمي حول هجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة ، ودراسة تفعيل الالتزامات في مجال الهجرة المتضمنة في برنامج التنمية المستدامة في أفق 2030.
وجاء اقتراح احداث منتدى استشاري حول الهجرة والتنمية من قبل الأمين العام للأمم المتحدة
خلال الحوار رفيع المستوى حول الهجرة العالمية والتنمية المنعقد يوم 14 و15 شتنبر 2006 بالجمعية العامة للأمم المتحدة.
وناقشت أزيد من 140 دولة عضو خلال الحوار رفيع المستوى ، تداعيات الهجرة الدولية على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتفاعل بين الهجرة والتنمية ، والأسلوب الأنجع لنهج حكامة جيدة في مجال الهجرة يمكن من المساهمة في تحقيق التنمية
وخلال كلمة له بالمناسبة ،أكد السيد الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، عبد الكريم بنعتيق ، أن المغرب، بفضل الرؤية الملكية النيرة، أصبح مقتنعا بضرورة الانتقال من التدبير الوطني لملف الهجرة، الى التدبير القاري.
وأضاف السيد الوزير المنتذب أن الرؤية الملكية التي قدمت بالقمة ال 30 للاتحاد الافريقي بأديس أبابا كانت رؤية استباقية، إذ اعتبرت تدبير افريقيا للهجرة يجب أن يكون وفق منظور توافقي مبني على مرتكزات تتمثل ، على الخصوص، في اعتبار هذه الظاهرة رافعة للتنمية، وأنها لن تحد إلا بتعاون جنوب جنوب، وافريقي افريقي.
كما أضاف أن الهجرة تساعد على بناء روح تضامنية بين كل الدول الافريقية، التي من شأنها الاسهام في إيجاد أجوبة لأسئلة افريقية مطروحة على المستوى القاري، مذكرا أن المغرب، تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، اقترح إحداث مرصد افريقي حول الهجرة كآلية علمية لمواكبة الهجرة، والذي يروم، أيضا، التفكير والعمل والاستباقية في التعاطي مع مسألة الهجرة بالنظر إلى كونها ظاهرة معقدة.
وبعد أن أبرز أن المقاربة التي تبناها المغرب منذ مدة لمواكبة حضور المغاربة بالخارج (خمسة ملايين مهاجر مغربي ) وتسوية وضعية المهاجرين المقيمين بالمغرب، أكد السيد بنعتيق أن هذا المنتدى يعد فرصة مواتية لخلق تعاون جيد بين الدول، انطلاقا من وجود قناعة راسخة بكون تدبير هذا الموضوع لا يعني بلدا لوحده ولا منطقة لوحدها أو قارة بعينها، بل هو شأن كوني يستدعي مقاربة تشاركية بين كل الدول.
وأكد على أن الهجرة أصبحت إحدى أهم تعقيدات القرن ال 21، مضيفا أن هناك 258 مليون مهاجر يعيشون خارج أوطانهم، ويمثلون 3 في المائة من ساكنة العالم ويساهمون في تنشيط الاقتصاد العالمي ( 9 في المائة من الناتج الداخلي الخام بالعالم).
أوكي..