هذا ماقاله التامك بخصوص وضعية وواقع المراة في السجن
الانوال بريس
كلمة السيد محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، خلال الجلسة الافتتاحية للقاء الوطني لفائدة النزيلات، المنظم بالسجن المحلي عين السبع 2 بالدار البيضاء، تحت شعار: "المرأة المعتقلة والتنمية المستدامة... الواقع والآفاق".
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين السيدة وزيرة الأسرة والتضامن والتنمية الاجتماعية؛ السيد الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان؛ السيد منسق مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء؛ السيدة ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ السيدة الممثلة الدائمة لمنظمة الأمم المتحدة المعنية بالمرأة في شمال افريقيا؛ حضرات السيدات والسادة يطيب لي في البداية أن أرحب بالحضور الكريم ضمن فعاليات اللقاء الوطني لفائدة السجينات بالسجن المحلي عين السبع 2 بالدار البيضاء والذي تنظمه لأول مرة المندوبية العامة ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبشراكة مع وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية والمجلس الوطني لحقوق الانسان ومنظمة الأمم المتحدة المعنية بالمرأة، تحت شعار "المرأة السجينة والتنمية المســــتدامة: الواقـــع والآفاق".
يصادف هذا اللقاء الحمــلة الـــدولية " 16 يوما من العمل لمكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي"، هذه الحملة التي أعطيت انطلاقتها لأول مرة سنة 1991 من طرف القيادات النسائية العالمية، وتم اختيار فترة تنظيمها ما بين 25 نونبر المصادف لليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة و10 دجنبر المصادف لليوم العالمي لحقوق الإنسان.
حضرات السيدات والسادة يروم هذا اللقاء تسليط الضوء على واقع مقاربة النوع داخل المؤسسات السجنية وكذا استشراف السبل الكفيلة لتعزيز هذا الخيار الاستراتيجي الذي تبنته المندوبية العامة من خلال عقد جلستين، الأولى حول "دور السياسات العمومية في مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي" والثانية ستحاول الإجابة على السؤال التالي:"أي خطة للارتقاء بواقع المرأة السجنية".
وستساهم في تنشيط هاتين الجلستين مجموعة من الأسماء والفعاليات الفكرية والفنية والرياضية النسوية اللامعة. ويندرج هذا الملتقى، بالإضافة إلى برامج تأهيلية إدماجيه أخرى ضمن مقاربة مندمجة أعدتها المندوبية العامة تروم تهيئ نزيلات ونزلاء المؤسسات السجنية بجميع فئاتهم للإدماج بعد الإفراج من خلال تثمين قدراتهم المكتسبة وتمكينهم من مهارات نوعية تساعدهم على التفاعل بشكل إيجابي مع مستجدات الحياة اليومية. وتماشيا مع السياسة الحكومية الرامية إلى إحلال المرأة المكانة التي تستحقها في المجتمع، أولت المندوبية العامة أهمية خاصة للنزيلات ضمن مخططها الاستراتيجي من خلال المحور المتعلق بالنوع والهشاشة، حيث راعت في برامجها وضعية النزيلة باعتبارها تندرج في إطار الفئات الهشة التي تستلزم عناية خاصة ترتكز على رؤية مختلفة تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات المرتبطة بها كامرأة أولا ووضعيتها رهن الاعتقال ثانيا، مما يستدعي اعتماد برامج نوعية تعد بما يكفي من الاحترافية والتخصص، سواء تعلق الأمر بالدعم النفسي والاجتماعي أو بالتهيئ لإعادة الإدماج. وتأسيسا على ما سبق، وبالرغم من كون نسبة النزيلات من مجموع الساكنة السجنية لا تتجاوز 2.4%، عملت المندوبية العامة على وضع برامج نوعية تراعي خصوصية المرأة النزيلة وتنهل من باقي البرامج التي يستفيد منها باقي النزلاء، وهي على سبيل الذكر لا الحصر:
1- البرنامج الوطني للمسابقات الثقافية والرياضية والدينية. خلال سنة 2018 شمل هذا البرنامج 16 مسابقة خاصة بالنزيلات كمسابقة الطبخ ومسابقة الأشغال الفنية اليدوية ومسابقة كرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة وكرة الطاولة، بالإضافة إلى مسابقات في الموسيقى والشعر والزجل وغيرها. وقد بلغ العدد التراكمي للنزيلات المشاركات 5356.
وقد فازت نزيلات السجن المحلي الأوداية بمراكش بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للمسرح في نسخته الثانية الذي نظم بالسجن المحلي بطنجة خلال يومي 17و18 أكتوبر2018، وفازت نزيلة بالجائزة الوطنية للقصة القصيرة خلال فعاليات المسابقة الوطنية للكتابة الأدبية الذي نظم بالسجن المحلي بتطوان خلال يومي 25و26 يوليوز 2018، وهما مسابقتان يتم تنظيمهما سنويا لفائدة الذكور والاناث على حد سواء.
2- برنامج الجامعة في السجون: والذي عرفت دوراته الخمسة السابقة مشاركة وازنة للنزيلات المتابعات لدراستهن بالتعليم العالي واللواتي أظهرن عن علو كعبهن في الحوار والنقاش إلى جانب نظرائهن من الطلبة الذكور. وقد بلغت نسبة مشاركات النزيلات خلال الدورة الأخيرة من برنامج الجامع بالسجون 7% من المجموع العام لفئة النساء. هذا، فضلا عن انخراطهن في برامج التعليم والتكوين ومحو الأمية بشكل فعال، مما مكنهن من الانتقال من وضع كن فيه قلة إلى وضع التساوي مع النزلاء الذكور، بل وإلى التفوق العددي عليهم، إذ انتقلت نسبة استفادتهن من هاته البرامج إلى %70 من مجموع النزيلات خلال الثلاث السنوات الأخيرة.
ولا يخفى عليكم أن المؤسسات السجنية تأوي معتقلات مرفقات بأطفالهن، بلغ عددهن 74 إلى غاية متم شهر شتنبر 2018. اعتبارا لذلك، بادرت المندوبية العامة الى إحداث داريين للأمهات بكل من السجن المحلي عين السبع 2 بالدارالبيضاء والسجن المحلي الأوداية بمراكش، روعي في تصميمهما المصلحة الفضلى للطفل والتخفيف من وطأة ومظاهر السجن، بحيث تشملان مرافق تضمن السلامة والصحة لفائدة النزيلات الحوامل والمرفقات بأطفالهن.
كما أن الغرف الخاصة بالإيواء بهما مجهزة بأسرة خاصة بالأم وأخرى خاصة بالطفل، بالإضافة إلى مرفق صحي مخصص للاستحمام اليومي يستجيب للحاجيات الخاصة للطفل والأم. ولكي تتمكن هذه الفئة من النزيلات من الحصول على وجبات بمواصفات خاصة، فإن دار الأمهات تتوفر على غرفة لتسخين الأكل ومتطلبات الرضاعة وثلاجة لحفظ الطعام وعلى روض خاص بالأطفال مجهز بلعب للصغار إلى غاية الخمس سنوات المقررة قانونا لبقاء الطفل الى جانب أمه النزيلة.
أوكي..