المشرك: عن أي إستراتيجية تنموية يتحدثون؟
الأنوال بريس - محمد الغزال -
أول ما يتبادر إلى ذهن الزائر بجماعة المشرك التابعة لإقليم سيدي بنور هو الصورة النمطية التي تتميز بها المشهد الراكد الذي تتحلى به، فلا شيء تغير بتغير الزمن، وما تراه اليوم هو سيطالعك غذا وبعد غذا.
قد يكون للبعض من الناس رأي مخالف في الموضوع، بل قد يجادلك بحدة كبيرة وبخشونة وتعنت معتزا برأيه، غير أن المتبصر بالأمور، العالم بالخفايا، يدرك تماما أن إنجاح التدبير الاستراتيجي الساعي للرقي بالمجال الترابي، لابد وأن يعتمد على منهجية علمية رصينة تعتمد على التشخيص والتدقيق للاكراهات التي لا زالت تضعف قدرة المجالس المنتخبة على القيام بدورها الرئيسي في صنع المستقبل التنموي الاقتصادي، وأيضا على إعطاء للأولويات الملحة مع الاعتماد على بعض التجارب الناجحة التي عرفتها مدن وجهات المملكة.
لقد ظهر مؤخرا من يتساءل عن جدوى ترقيع بعض الطرق في الوقت التي تعاني فيه أغلب الطرق تعيش التهميش والإهمال فأين هي الحكمة في إقصاء فضاءات حيوية تعج بالحركة على حساب أخرى يجعل مجموعة من سكان المشرك تتساءل باستغراب، أو بمعنى أدق بارتياب حول مسار التنمية المحلية ونوع الإستراتيجية المعتمدة في ذلك وهل حقا يخضع لمقاربة شمولية أم أن الاعتبارات الشخصية، والمقاربة الفردية تطغى على تنزيل المخطط الجماعي المحلي.
وأشار فاعل جمعوي للحالة التي تتخبط فيها جل الدواوير وسط أوحال الشتاء إلا أن حالة المشرك لا يزال على حاله جعل الإهمال والنسيان والإقصاء عوامل اشتركت في صنع الحياة اليومية لسكانها. وأضاف في حديث مع الجريدة أن جماعة المشرك تتوفر على مستوصفين صحيين من شأنهما تقديم الخدمات الصحية لمرضاهم أحسن الوجه المطلوب، هذا ما جعلهم يعانون الأمرين نقصان الموارد البشرية مما يعرض حياة المرضى للخطر في حال حدوث بعض الحالات التي تستدعي التدخل العاجل، كما تعاني الساكنة من انعدام النظافة، إذ تشهد انتشارا واسعا للقاذورات والنفايات، فهم يطالبون من السلطات المعنية وخصوصا الإقليمية بضرورة الالتفاتة الجادة وبرمجة مشاريع تنموية من شأنها إخراجهم من العزلة وإيجاد سبل تكفل لهم حياة كريمة تخرجهم من دائرة الحرمان والبؤس.
إن ما يحز في نفس كل غيور على جماعة المشرك هو ما ظلت تعيشه هذه المنطقة من تهميش وإقصاء من المشاريع التنموية، الإقصاء الذي تعبر عنه هشاشة الطرق المؤدية من والى مدينة سيدي بنور، ورغم كل هذه المعاناة اليومية لا زالت الجهات المسؤولة واقفة وقفة المتفرج.
محمد الغزال
أوكي..