قناة مقربة من الرئاسة تهاجم المخابرات.. وتجدد التساؤلات عن صراع في “دهاليز” النظام بالجزائر
قال تلفزيون “النهار” (خاص) في الجزائر إن فرقة أمنية تابعة لجهاز الاستخبارات قامت صباح الثلاثاء باعتقال أحد صحافيي موقع إخباري يتبع لمجمع « النهار » في الوقت الذي كان فيه الصحافي يستعد لدخول المبنى الذي يوجد به مقر الموقع أعالي العاصمة، مشيرا إلى أن الصحافي تم اعتقاله بسبب مقال تطرق فيه إلى قائد جهاز الاستخبارات، وأن مجموعة التحريات التابعة للاستخبارات كانت قد اتصلت بالصحافي مباشرة بعد نشر المقال الاثنين وهددت باعتقاله.
وبث تلفزيون « النهار » صورا كاميرات المراقبة التابعة للمؤسسة والتي تظهر مجموعة من الأشخاص بالزي المدني وهم يعترضون طريق الصحافي إسماعيل جربال الذي يعمل في موقع « الجزائر24 » التابع لمجمع النهار الإعلامي، قبل أن يتم اقتياده نحو سيارة مدنية، وقد حاول شرطيان التدخل لكنهما انسحبا بعد أن عرف الرجال الذين جاءوا لتوقيف الصحافي بأنفسهم. وقال المصدر ذاته إن الصحافي جربال تعرض للتوقيف ب »طريقة همجية » وأن ذلك تم « بأمر من قائد جهاز الاستخبارات » بدون أمر قضائي، بسبب مقال نشر في الموقع وأزعج قائد الجهاز، مؤكدة في شريط الأخبار الخاص بها أن الصحافي « كان يمجد ويثني على إنجازات رئيس الجمهورية في كل مقالاته »، قبل أن يعلن تلفزيون « النهار » أن الصحافي تم الإفراج عنه بعد ساعات قليلة من توقيفه. وكان أنيس رحماني مدير « النهار » قد نشر على صفحته بموقع تويتر يقول « اعتقال الزميل إسماعيل جربال من طرف مصالح المخابرات إنتهى. القانون يأخذ مجراه. أشكر السلطات العليا التي رفعت الظلم واتخذت الإجراءات القانونية اللازمة”. وأضاف: “أنا حزين لما يحدث منذ أمس من تهديد ووعيد، لم أكن أرغب في رؤية مثل هذه الأشياء الفظيعة في الجزائر. ثقتي في الرئيس بوتفليقة كبيرة”.
جدير بالذكر أن « النهار » وهي مؤسسة إعلامية خاصة أكثر وسيلة إعلامية محسوبة على الرئاسة، ومن أشد المدافعين عن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وعن سياساته، بما في ذلك عملية إعادة هيكلة جهاز الاستخبارات، وإبعاد الفريق محمد مدين المعروف باسم الجنرال توفيق القائد السابق للجهاز، لكن المقال الذي نشر الاثنين تضمن انتقادات لقائد جهاز الاستخبارات الحالي اللواء عثمان طرطاق الذي تساءل صاحب المقال عن عدم قيامه « بدوره » في إطفاء الأزمة التي يعيشها البرلمان، مذكرا بالدور الذي كانت الاستخبارات تلعبه خلال عهد الجنرال توفيق الذي غادر منصبه خريف 2015، والذي صاحبته عملية إعادة هيكلة كرست وضع جهاز الاستخبارات تحت سلطة رئاسة الجمهورية.
وقد جددت هذه التطورات التساؤلات وعززت التكهنات بوجود “حرب مواقع” في أعلى هرم السلطة حول الولاية الخامسة لبوتفليقة ورهان الانتخابات الرئاسية المقررة في ربيع 2019، وقد طفت هذه الصراعات بين أجنحة السلطة بشكل واضح تحت قبة البرلمان مع رفض رئيسه الاستقالة برغم الضغوط الممارسة عليه.
أوكي..