الاحتفال الذي أقامته ملحقية الدفاع بسفارة مصر في المغرب بمناسبة الذكرى 45 لانتصارات أكتوبر

الانوال بريس
يحتفل الشعب المصرى فى مثل هذا اليوم من كل عام بذكرى انتصار السادس من أكتوبر، فهو يوم لا ينسى حقق فيه الجندي ما انتظروه على مدار 6 سنوات منذ هزيمة 67 وانتصروا على الجيش الإسرائيلى فتمكنوا من عبور قناة السويس في الجهة الجنوبية وتدمير خط بارليف، وتدمير مواقع الجيش الإسرائيلي، وكسر شوكتهم الذين سقطوا قتلى وأسرى على يد جيش مصر لتتهاوى معه أسطورة الجيش الذى لا يقهر وليعرف العالم كله حقيقة جيش إسرائيل.
وبهذه المناسبة أقامت ملحقية الدفاع بسفارة مصر في المغرب؛ في أحد فنادق مدينة الرباط؛ احتفالا يخلد الذكرى 45 لانتصارات أكتوبر المجيدة، وذلك بحضور سفير مصر بالمغرب أشرف إبراهيم؛ والسفير فؤاد أخريف مدير دائرة الشرق والخليج والمنظمات العربية والإسلامية بوزارة الخارجية المغربية؛ وعدد من السفراء العرب؛ وممثلي القوات المسلحة الملكية المغربية؛ وملحقي الدفاع العرب والأجانب المعتمدين بالمملكة؛ وقادة الفكر والثقافة والفن والإعلام؛ يتقدمهم الكاتب الصحفي يونس مجاهد؛ رئيس المجلس الوطني للصحافة؛ وممثلي الجالية المصرية بالمغرب.
لم تكن حرب أكتوبر مجرد معركة عسكرية استطاعت فيها مصر أن تحقق انتصارا عسكريا على إسرائيل بل كانت اختبارا تاريخيا حاسما لقدرة الشعب المصري على أن يحول حلم التحرير وإزالة آثار العدوان إلى حقيقة لقد ظل هذا الحلم يؤرق كل مصري من العسكريين والمدنيين الرجال والنساء.
تلك الحرب التى تحملت فيها القوات المسلحة المسئولية الأولى وعبء المواجهة الحاسمة وكانت إنجازا هائلا غير مسبوق، إلا أن الشعب المصرى بمختلف طوائفه وفئاته كان البطل الأول للحرب وتحقيق نصر أكتوبر، حتى أن تلك الحرب المجيدة يطلق عليها حرب الشعب المصرى كله حيث لا توجد أسرة مصرية لم تقدم شهيدا أو مصابا أو مقاتلا فى تلك الحرب.
ويعتبر الشعب المصرى البطل الحقيقى فى تلك الحرب لأنه استطاع فى زمن قياسى تجاوز محنة النكسة وما حدث فى 1967، فرغم الحزن الشديد إلا أنه ما لبث أن ساند النظام وأرجع النكسة إلى ما كان من تآمر القوى الاستعمارية، ومن هنا رفض الشعب تنحى الزعيم جمال عبد الناصر وأصر على بقائه ليواصل المسيرة وتحقيق النصر.
واتخذت العديد من الإجراءات والقرارات لم تجد معارضة أو تذمرا منه فى ظل الإحساس الشعبى بضرورة ترشيد الاستهلاك فتحمل الشعب المصرى نفقات زيادة الإنفاق العسكرى من 5.5% من الناتج المحلى عام 62 إلى 21.5% عام 1973، وتحمل الشعب أيضا تمويل احتياجات القوات المسلحة.
كما يؤكد الخبراء العسكريون أنه لولا حرب الاستنزاف لاستمر الحال على ما هو عليه، ولكن القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية استطاعت من خلال عمليات الاستنزاف التعرف على كل قدرات وإمكانات العدو فى مختلف الأسلحة سواء الجوية أو البرية أو البحرية والمدرعات والمدفعية، وهو ما مكن القوات المصرية من تطوير أداء ومعدلات السلاح الذى تملكه.
لقد تولد شعور وطنى لدى الشعب أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، وبدأ الإعداد لمعركة الكرامة ورد الاعتبار، وتشير وقائع الأحداث إلى أن الفترة التى فصلت بين 5 يونيو 67 ويوم 6 أكتوبر 1973 كانت تنبأ بحدوث العبور العظيم.
أوكي..