وأخيرا...وبعد انتظارات طويلة ربط دوار الدويرة السفلى بمدينة ميسور بطريق معبدة

الانوال بريس ميسور: كادم بوطيب.
تجسيدا للتأهيل التدريجي الذي تعرفه مجموعة من المناطق التابعة لاقليم بولمان ،وخاصة القرى المهمشة، وفي إطار الدينامية التي تعرفها جماعة سيدي بوطيب والمناطق التابعة لها، تم مؤخرا بعمالة ميسور فتح الأظرفة المتعلقة بمشروع بناء طريق الدويرة السفلى بنفس الجماعة بغلاف مالي قدر ب 6.154.200,00 درهم ،ودلك لربط القرية بالطريق الرئيسية الرابطة بين ميسور وفاس .
وتأتي هذه المبادرة الحميدة التي استبشر لها السكان ،بعد أن كانوا يعيشون طول السنة، وخاصةأثناء فصل الشتاء البارد، معاناة حقيقية جراء هشاشة المسالك الطرقية المؤدية إلى دوارهم، التي تزيد من تعميق جراح التهميش والإقصاء الذي ترزح تحت نيره المنطقة منذ عقود. ويسلك مواطنوا الدويرة السفلى ومناطق أخرى قريبة، هذه المسالك يوميا؛ حيث يواجهون صعوبة كبيرة كل فصل شتاء من أجل الوصول إلى مركز المدينة (ميسور) لقضاء أغراضهم الإدارية أو التسوق،أو الاستشفاء .... وقدتعرضت الطريق التي تربط الدوار المذكور بمركز ميسور لكل أنواع التعرية، بسبب الأمطار والسيـول التي تجرف إليها الأحجار والأتربة، الشيء الذي يعرقل السير عليها في هذه الظروف، علاوة على الخطورة الكبيرة التي قد تسببها عقبة خطيرة للسائقين، خاصة بالنسبة للعربات ذات الحجم الكبيـر، التي تكون غـالبا محملة بعدد كبيـر من المواطنيـن والبضـائع.
معاناة مستمرة ومتواصلة لسكان هذه القرية المنسية مند عقود، الذين يبدو أنهم يرثون معاناتهم من جيل إلى آخر بعدما حكمت عليهم الأقدار بأن يعيشوا وسط هذه الظروف الطبيعية والجغرافية القاسية، بالإضافة إلى إهمال المسؤولين لهم؛ حيث لا مؤشرات تلوح في الأفق عن رغبة في تغيير واقعهم المرير.مما دفع الى هجرة حوالي 70 في المائة من سكان القرية نحو المدينة وخاصة في الفيضانات التي عرفتها المنطقة سنة 2018 والتي أتت على الحرث و الأخضر واليابس.
وأمام هذا الوضع، تقول الساكنة إنها ولسنوات كانت تنتظر وتترقب كل سنة طي صفحة هذه المعاناة وخاصة الطريق التي طالها النسيان الى أن شاء القدر لاصلاحها هده السنة ،وهو الأمر الدي استبشر له السكان واعتبره خطوة ايجابية ومهمة يحققها رئيس الجماعة الحالي. هدا وتأمل القرية في رؤية مشاريع تنموية بالمنطقة مثل مراكز صحية ومرافق اجتماعية أخرى ، وقال أحد أبناء دوار الدويرة، في تصريح صحفي ، إن المنطقة ظلت تعيش الويلات منذ فترة طويلة، كما قبعت خارج اعتبار المسؤولين والمنتخبين، ولم تستفد من أي برنامج تنموي.
حري بالذكر أن ساكنة دوار الدويرة السفلى والساكنة المجاورة التابعة لها خاضت أكثر من مرة مسيرات احتجاجية سلمية في اتجاه مقر عمالة إقليم بولمان، رفعت خلالها مطالب اجتماعية مهمة ،ومطالب بتعبيد الطريق المذكورة، معبرة عن استيائها من التهميش الذي ترزح تحته المنطقة وظروف العيش الصعبة بسبب غياب بنية تحتية مؤهلة. وأكد السيد الحرشي عبد المولى رئيس جماعة سيدي بوطيب أن تنمية وتدبير المجال وتأهيل العنصر البشري بالمنطقة يستوجب وبشكل جدي انخراط كل المكونات والمؤسسات المحلية من سلطات محلية، وجماعات والمفروض فيها أن تكون هي السباقة إلى مبادرة تنموية معينة، وهيئات المجتمع المدني ... ومن ثمة فان السكان القرويون بالمناطق التابعة لدات الجماعة خاصة، وبقية القرى عامة، مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى للوعي بوضعيتهم ومعرفة أنفسهم بأنفسهم من أجل النهوض بواقعهم الاجتماعي والاقتصادي.ويضيف السيد عبد المولى "مطلوب منا اليوم التعاون والتضامن في إطار مقاربة تشاركية كل حسب مؤهلاته ومعارفه من أجل البناء المجتمعي المحلي وهذا لن يتأتى إلا بتظافر الجهود".
ورغم كل هذا فإن المجلس الجماعي لسيدي بوطيب في ولايته الأخيرة ورغم قلة الامكانيات اللوجستيكية والمادية ،قام بمجموعة من المجهودات الجبارة والمبادرات الحميدة و حقق نسبة مهمة من الوعود التي قطعها للساكنة في الثلاث السنوات التي قضاها في تدبير الشأن المحلي لجماعة سيدي بوطيب، و لقد حاول رد الاعتبار للمناطق التي ضلت مهمشة و معزولة منذ سنوات ومنها بعض الدواوير التي لم تستفيد من أي مشروع يذكر منذ استقلال المغرب،ومنها دوار اتشابت وفرط وكاع جابر والحرشة...والتي عرفت مجموعة من الاوراش والمشاريع المهمة التي نالت استحسان الساكنة.
أوكي..