رسالة إلى جلالة الملك والى الحكومة والى كل المسؤولين..الكاتب والناقد محمد أديب السلاوي بلا راتب، بلا تقاعد وفي حالة مزرية، أفلا تبصرون...؟
الأنوال بريس - الدكتور محمدعياد (باحث في العلوم السياسية)
لا يسعني في مفتتح هذه الرسالة، إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل، إلى جمعية ملوسة للأعمال الاجتماعية / طنجة، التي بادرت بتكريم كاتبنا الكبير محمد أديب السلاوي، المتميز بموسوعيته الثقافية، وبموقعه الراسخ في الحركة الثقافية المغربية، في إطار أنشطتها الثقافية لهذه السنة (2018) والتي كشفت للعالم أن هذا العلم البارز، يعيش بلا راتب، وبلا تقاعد، بعد نصف قرن من النضال الإعلامي والثقافي، وهو اليوم يبحر في عقده الثامن، في حالة تهميش قصوى.
شكرا للأساتذة الباحثين والنقاد والفنانين والأدباء الذين احتفلوا بهذا العلم، والذين قدموا شهادتهم بهذه المناسبة، في حق هذا المثقف الموسوعي الفذ، اعترافا بإسهامه الثقافي... والذين طالبوا وزارة الثقافة بإعادة نشر كتبه، وتمتيعه براتب شهري في مستوى عطاءاته الفكرية، والثقافية والسياسية.
الاستاذ محمد أديب السلاوي صحفي، كاتب، ناقد، مفكر، انخرط في مجال الإعلام والثقافة في مطلع ستينيات القرن المنصرم، عمل إلى جانب الكبار من السياسيين والمثقفين والأدباء والمفكرين... أصدر في الخمسين سنة الماضية العديد من الصحف وعمل كاتبا ومحررا ومؤطرا في العديد منها داخل المغرب وخارجه، ألف حوالي أربعين كتابا في المسرح المغربي، والفنون التشكيلية المغربية، والشعر المغربي، كما في المجتمع والسياسة، وأنجز المئات من المقالات والدراسات لصالح الصحافة المغربية والعربية والدولية، الورقية والالكترونية، وهو ما يجعل منه رائدا بامتياز، وكما للرجل اسهامات في الإعلام الرسمي والحزبي والحر، له اسهامات مماثلة في الإعلام المؤسساتي، حيث عمل مستشارا للعديد من الوزراء، قبل حكومة التناوب وبعدها، إذ كان حضوره فاعلا في الحياة السياسية المغربية.
نعم، إنه أحد الأسماء الإعلامية والنقدية والثقافية الرائدة في العالم العربي. سياسيا ناضل ضد الفساد والرشوة وسرقة المال العام، وأنجز عدة كتب في هذا الموضوع بشجاعة ووعي، وثقافيا أنجز انطولوجيات في المسرح والفنون التشكيلية والأدب المغربي. حظى ويحظى بتقدير العديد من المؤسسات الثقافية، حاصل على العديد من الميداليات والجوائز الثقافية من داخل المغرب وخارجه،آخر الجوائز التي حصل عليها وطنيا، الجائزة الوطنية الكبرى للإعلام والصحافة (سنة 2016) ويحتل مراكز قيادية في العديد من المنظمات الثقافية والاجتماعية إذ عينته مؤخرا رابطة الشعوب العربية ممثلا لها في المغرب العربي.
ذلك هو الناقد والباحث والإعلامي الشهير ذ. محمد أديب السلاوي، الذي تربع على العقد الثامن من عمره، ليجد نفسه في العراء، بلا راتب، بلا تقاعد، يعاني من عدة أمراض ومن عدة إحباطات، ومن حالة قصوى من التهميش، أصبح مضطرا لبيع مكتبته/ بيع بيته/ وبيع أثاث بيته، من أجل مواصلة التنفس في حياة لا تطاق.
طبعا، الاستاذ السلاوي لم يصمت عن حالته الغير طبيعية، راسل جلالة الملك، و الحكومة والديوان الملكي، خلال السنوات الأربع الماضية، مطالبا بمكافأته براتب تقاعدي، من أجل استمراره على قيد الحياة، ومن أجل استمرار عطاءاته التي اصبحت مرجعية بكل المقاييس... ولكن مع شديد الأسف، لا أحد منهم استجاب لطلبه.
لا أريد أن أسأل من سيتحمل المسؤولية لاحقا، إذا ضاع منا لا قدر الله، علما من أمثال هذا الرجل بالإهمال أو بعدم الانتباه إلى خطورة موقفه وخطورة حالته الاجتماعية والمادية... ولكني عكس ذلك من موقعي كصديق رافق الكاتب في حياته الأدبية والإعلامية، واطلع على انتاجه، وعلى عطاءاته، وعلى وضعه المزري الراهن، أوجه رسالة أخيرة إلى رئيس الحكومة وإلى وزير الثقافة، وإلى الديوان الملكي، وإلى كل المسؤولين الذين يهمهم أمر الثقافة والمثقفين في هذا البلد العظيم، وأناشدهم جميعا من أجل انقاد حياة هذا الرجل، الذي أعطى كثيرا لوطنه، ولثقافة، ووطنه. دون أن يأخذ أي شيء...
في ذات الوقت أوجه هذه الرسالة لكل الفعاليات الثقافية والسياسية والاجتماعية والإعلامية، من أجل التضامن مع هذا المثقف، الذي يرفض حتى الآن الاستسلام إلى وضعيته المزرية.
فهل تصلكم هذه الرسالة..؟
وهل تبادرون إلى الاستجابة..؟
أوكي..