تبادل للاتهامات بين الرباط وطهران
تتواصل حرب التصريحات بين المغرب وإيران والاتهامات المتبادلة بعد شهور من قرار المغرب قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران واتهامها بتسليح وتدريب قوات جبهة البوليساريو التي تسعى لفصل الصحراء الغربية وإقامة دولة مستقلة عليها بدعم من الجزائر.
وتنفي إيران الاتهامات المغربية وتعتبر الإجراءات والحملة الدبلوماسية والإعلامية المغربية نتيجة ضغوط خارجية وخدمة لأطراف معادية.
وجدد المغرب التأكيد على الدوافع التي أدت بالرباط، في شهر مايو الماضي، إلى قطع العلاقات مع طهران، ومن أهمها الدفاع عن وحدته الترابية بعد محاولات إيران استهدافها.
وقال مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، والناطق الرسمي باسم الحكومة، إن «المغرب اتخذ القرار قبل أشهر في إطار ما يمليه الدفاع عن الوحدة الترابية»، في اشارة إلى ما قالته الرباط في مايو الماضي أنه قرر قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، بسبب «دعم وتدريب عسكري» يقدمه «حزب الله» اللبناني المدعوم إيرانيًا، لجبهة البوليساريو.
وقال الخلفي في حينه إن المغرب «يملك أدلة وحججًا تدين إقدام حزب الله على تسليح وتدريب عناصر من البوليساريو» واتهم حزب الله بتدريب عناصر من البوليساريو على «حرب الشوارع وتكوين عناصر كوماندوز، حيث تكلف بهذا الأمر قياديين وخبراء من الحزب».
وأضاف الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، أن «القرار سيادي للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة وبنيَ على معطيات ملموسة تم تقدميها إلى إيران»، مؤكدًا أن «لا أي شيء آخر خارج العناصر الثلاثة التي بني عليها القرار وتم تقديمها لإيران، وهي التي حكمت القرار وما زالت تحكمه إلى اليوم».
وجاءت تصريحات الخلفي ردًا على المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، ضد تصريحات وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، التي هاجم فيها إيران ومطامحها التوسعية في إفريقيا، معتبرًا تصريحات بوريطة «مزاعم تم بثها في أكثر وسائل الإعلام الأميركية للمحافظين الجدد تطرفًا وعنصرية، وتعتبر تناغمًا مع الإدارة المعادية لإفريقيا في البيت الأبيض أكثر من أنها تعبر عن نظرة واقعية للقضايا الإفريقية».
وقال المسؤول الإيراني إن «قطع علاقات هذا البلد مرتين (2009 و2018) مع إيران خلال عقد من العلاقات الثنائية، يثبت أن هذا البلد لا يتمتع بسلوك ثابت في علاقاته الخارجية، وأنه يخضع لتأثير إيحاءات الأطراف الأخرى وضغوطها أكثر من اهتمامه بضمان مصالح الشعب والبلد على الأمد البعيد».
وأضاف أن «المغرب يصدر مزاعم غير مدروسة ومبنية على الاتهامات التي يمليها الآخرون؛ مزاعم ليس لها أساس من الصحة، بل إنها اجترار للاتهامات ضد إيران من قبل الذين يرغبون في بث الشقاق والفرقة في العالم الإسلامي».
وانتقد بهرام قاسمي بشدة اتهامات وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة لبلاده بالسعي للهيمنة على دول أفريقية. وقال إن طهران تبني علاقاتها على أساس الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية وإن «ادعاءات وزير خارجية المغرب ليست فقط غير صحيحة، بل وتكرر الاتهامات ضد إيران من هؤلاء الذين يدعون إلى الانقسام في العالم الإسلامي»، وتابع: «علاقات إيران مع البلدان الأفريقية تستند دائمًا إلى الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية وتنمية مجالات التعاون المشتركة».
وأضاف قاسمي: «للأسف، نشرت إدعاءات وزير الخارجية المغربي في إحدى أكثر وسائل الإعلام العنصرية التابعة للولايات المتحدة الأمريكية… وبدلًا من تحليه بنظرة واقعية للقضايا الأفريقية، فإن أفكاره تتماشى مع طريقة الحكم الحالية في البيت الأبيض المناهض لأفريقيا».
واندلعت حرب التصريحات المغربية الإيرانية بعد أربعة أشهر من الصمت الذي أعقب قطع العلاقات، بتصريحات لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في حديث للموقع الإخباري الأمريكي «بريتبار» الأحد الماضي، وقبيل ساعات من زيارته واشنطن، جدد فيها اتهامه لإيران بأنها «تتطلع للاستفادة من دعمها لجبهة البوليساريو من أجل توسيع هيمنتها في منطقة شمال وغرب إفريقيا، لاسيما في البلدان الواقعة على الواجهة الأطلسية، وقال إن الأمر يتعلق هنا بواجهة «للهجوم الذي تشنه طهران في إفريقيا».
أوكي..