الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان تحذر من تداعيات استمرار معتقلي حراك الريف في إضرابهم عن الطعام

الأنوال بريس
حذرت هيئات حقوقية الحكومة المغربية من تداعيات استمرار معتقلي حراك الريف في إضرابهم عن الطعام، وطالبوا رئيس الحكومة بالتحلي بالجرأة السياسية والاعتذار علنًا للمعتقلين على ما وجهه إليهم الإعلام الرسمي وأحزاب الأغلبية الحكومية من اتهامات وتشكيك في وطنيتهم.
وقالالائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، في رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة من أجل "التحرك العاجل"، بخصوص الإضراب المفتوح الذي يخوضه المعتقلون السياسيون، ناصر الزفزافي ومحمد الحاكي وربيع الأبلق، إنه يتابع بكثير من القلق والإنشغال إعلان المعتقل السياسي ناصر الزفزافي دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام والماء والسكر، حتى الاستشهاد، احتجاجًا منه على أشكال «الاضطهادات المستمرة»، منذ أكثر من سنة، منذ اعتقاله وعددًا من الشباب بالريف بسبب ممارستهم حقوقهم المكفولة بقوة المواثيق الدولية ودستور 2011.
ودخل ناصر الزفزافي قائد حراك الريف وبعض رفاقه في إضراب عن الطعام، الأسبوع الماضي، احتجاجًا على أوضاعهم داخل المؤسسة السجنية المذكورة، حسب ما نقله أحمد الزفزافي الأب في فيديو. وطالب الائتلاف الذي يضم أكثر من 20 منظمة وهيئة وجمعية حقوقية، رئيس الحكومة، التحلي بالجرأة السياسية، والاعتذار علنًا، للمعتقلين على الهجوم الإعلامي الرسمي الذي تعرضوا له وعما وصفهم بعض أطراف حكومتكم، وهي أوصاف كلها حقد عليهم ودعوة للانتقام منهم.
ودعا إلى فتح الحوار الجاد والمسؤول مع ناصر الزفزافي ورفاقه من أجل الاستجابة الفورية لكل مطالبهم، باعتبار رئيس الحكومة "مسؤولًا عن مؤسسات السجون وملزمًا بحمايته وحماية كافة المعتقلين صحيًا ونفسيًا وطبيًا أمام كل ما يهدد حياتهم في كل لحظة وحين، ويهدد سلامتهم البدنية وأمانهم الشخصي وحقهم في الحياة".
وحث الائتلاف، في رسالته، رئيس الحكومة على العمل وباستعجال لرفع حالة الاحتقان المستمرة في الريف وجرادة ومناطق عدة بالبلاد، من خلال التحلي بالحس السياسي والمجتمعي والحقوقي بعيدًا عن مقاربة حكومتكم الأمنية، وتصفية الأجواء السياسية بالإفراج الفوري عن كافة معتقلي الحراكات الاجتماعية.
وقال محمد أحمجيق، شقيق نبيل أحمجيق دينامو حراك الريف، والمحكوم بـ 20 سنة سجنًا نافذة، إن المعتقل كريم أمغار أفاد في اتصال هاتفي أن المعتقلين ناصر الزفزافي ومحمد الحاكي تم إرجاعهما إلى الجناح 6 ، وتم إيداع كل من المعتقل إلياس حاجي، وعمر بوحراس، وزكرياء اضهشور، وصلاح لخشم، وعبد الخير اليسناري، وسليمان الفاحيلي بالكاشو ، فيما جرى وضع المعتقلين الذين تم إلحاقهم مؤخرًا بالجناح 8 في الطابق العلوي حيث لا يلتقي بعضهم بعضًا.
ولأول مرة منذ اعتقالهم قبل أكثر من سنة و3 أشهر، أمضى ناصر الزفزافي وباقي معتقلي حراك الريف، البالغ عددهم 36 ناشطًا، ليلة السبت الماضي، أولى لياليهم مجتمعين داخل الجناح 8 في سجن عكاشة بعد قرار لإدارة السجن بهذا الشأن، باستثناء أشرف اليخلوفي الذي نقل إلى سجن تيفلت، وربيع الأبلق الذي لايزال وحيدًا بجناح المصحة.
وقالت أسماء الوديع، عن هيئة دفاع المعتقلين، إن إدارة السجن خصصت الجناح 8 لاستقبال معتقلي حراك الريف، بمن فيهم ناصر الزفزافي الذي كان قد وضع بزنزانة انفرادية، منذ إيداعه السجن قبل أزيد من سنة، وهو ما لقي استحسانًا من قائد الحراك، ورغم ذلك، فإنه إجراء غير كفيل لجعله يرفع الإضراب عن الطعام الذي خاضه رفقة ربيع الأبلق ومحمد الحاكي.
وأوضحت المحامية الوديع أن إدارة السجن قررت عدم إلحاق ربيع الأبلق بباقي معتقلي الحراك بالجناح 8، والإبقاء عليه بجناح المصحة، إلى حين رفعه الإضراب عن الطعام، وأن لجنة تفاوضت مع الزفزافي ورفاقه لرفع الإضراب، ومناقشة المطالب التي تقدم بها معتقلو حراك الريف، مؤكدة أن أولى المطالب تتعلق بضرورة إعادة أشرف اليخلوفي الذي نُقل تأديبيًا إلى سجن تيفلت إلى سجن عكاشة، إضافة إلى مطالب أخرى يحاول الطرفان إيجاد صيغة لحلها.
وقالت إدارة سجن عكاشة إنه في تفاعلها مع طلب النزلاء المعتقلين على خلفية أحداث الحسيمة الذين طالبوا بتجميعهم في حي واحد، وذلك بعدما تمكنت من إفراغ جناح جماعي بالحي الذي يؤويهم، لكن إدارة المؤسسة فوجئت بعد تلبية الطلب المذكور بمطالبة بعض النزلاء بإرجاع معتقل آخر على خلفية الأحداث نفسها، جرى ترحيله تأديبيًا وبشكل مؤقت إلى مؤسسة سجنية أخرى، إثر ارتكابه مخالفة تتمثل في إثارة البلبلة والفوضى بقاعة الزيارة وبزنزانته، بعدما رفضت الإدارة الاستجابة لطلبه الرامي إلى السماح بزيارته من طرف أحد الأشخاص الذي لا تربطه به أي صلة قرابة. وأضافت مندوبية التامك، في بيان لها، أن الإدارة فوجئت بطلب بعض المعتقلين إيواءهم بغرف انفرادية في تناقض تام مع طلبهم الأول، مهددين بالدخول في إضراب عن الطعام، ما يدل على أن الأهداف الكامنة وراء هذه السلوكات لا تمت بصلة إلى ظروف اعتقالهم بالمؤسسة، حسب البيان. واعتبارًا لذلك، "ستبقى إدارة المؤسسة حريصة على فرض النظام داخل المؤسسة، وعلى توفير ظروف اعتقال مطابقة للقانون لجميع النزلاء".
من جهة أخرى تلقى قاصرون أربعة معتقلون على خلفية حراك الريف، وبعد معركة "الأمعاء الفارغة" التي خاضوها، وعودًا من مسؤولين بالاستجابة إلى مطلبهم الداعي إلى تسريع محاكمتهم.
وخاض القاصرون إضرابًا عن الطعام بعد عودتهم من رخصة مكنتهم من تمضية عيد الأضحى مع ذويهم في الحسيمة، احتجوا على ظروف محاكمتهم التي تقول هيئات حقوقية إنها تعرف تماطلًا غير مبرر، وإعادة اعتقال اثنين منهم للمرة الثانية بإصلاحية الناظور.
وقال عمر الناجي، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إن الجمعية زارت، أول أمس الإثنين، مركز حماية الطفولة في الناظور، حيث القاصرون الأربعة، المعتقلون على خلفية "حراك الريف"، للاطلاع على أحوالهم بعد إضرابهم عن الطعام.
وبعد التواصل مع أحد مسؤولي الإصلاحية، ومندوب الشبيبة والرياضة، تأكدت الجمعية من أن القصر الأربعة، بالفعل، دخلوا في إضراب عن الطعام، يومي الجمعة والسبت الماضيين، احتجاجًا على ظروف محاكمتهم التي تعرف تماطلًا غير مبرر، وإعادة اعتقال اثنين منهم للمرة الثانية في إصلاحية الناظور. وإن المعتقلين القاصرين، وبعد حوار مع المسؤولين بحضور الجمعية الحقوقية، قرروا توقيف إضرابهم عن الطعام، بعد التزام محاوريهم بالتدخل للاستجابة إلى مطالبهم.
وقالت الجمعية إن إعادة متابعة قاصرين للمرة الثانية، والتماطل غير المبرر في محاكمتهم، يعد بمثابة انتقام مقصود من قاصرين، مؤكدًا أنه سيبقى متابعًا لهذا الملف إلى غاية إطلاق سراحهم جميعًا، وإبطال كل المتابعات في حقهم.
أوكي..