قائد الملحقة الإدارية النسيم يباشر حملة إخلاء احتلال الملك العمومي من الباعة المتجولين بحي الرحمة سلا

الانوال بريس
لقد أصبحت ظاهرة احتلال الملك العمومي في المدة الأخيرة متفشية بشكل خطير و تدعو للقلق، وتجبر السكان على التطبيع مع التسيب الحاصل في استغلال الملك العمومي دون موجب قانوني،و فيما يبدو أن رئيسة مقاطعة المجلس تابريكت والمنتخبون وعمدة سلا اختاروا بدورهم التخلي عن واجبهم وممارسة الحياد السلبي اتجاه هذه الآفة خاصة أن التعليمات الصادرة عن الملك محمد السادس التي قال فيها:" أمرت الحكومة بتنظيم القطاع غير المهيكل، أو الباعة المتجولين، وذلك بتخصيص أماكن لاشتغالهم بشكل يصون كرامتهم "...
سكان حي الرحمة تابريكت سلا، سئموا من كثرة الوعود المبنية على الوهم وعدم الفعل أو حتى التصدي لهذا الوباء من حين لآخر من قبل الجهات المعنية التي اكتفت بالصمت الطويل وعدم اللامبالاة ليصبح السوق العشوائي المفتوح له توقيت يبتدأ من العصر وحتى منتصف الليل يوميا ليتسبب بذلك للسكان ولمستعملي الطريق في معاناة لا حصر لها وواقعا مرا للمصادمات التي لا تنتهي بين الباعة أنفسهم ومستعملي الطرق أو زبنائهم، وعلى السكان المجاورين أن يتحملوا حركة الصخب والضوضاء يوميا، إضافة إلى الشجارات والكلام النابي والروائح الكريهة الناتجة عن مخلفات الباعة من السمك والدجاج و الأزبال التي تتراكم على مقربة من شرفات أو أبواب منازلهم، مما يتسبب في إزعاجهم وإقلاق راحتهم بشكل مستمر لا انقطاع له. ناهيك على أن هذا السوق العشوائي أصبح عبارة عن حلبة للصراعات والمشادات الكلامية بين الباعة المتجولين، وأصبحت هذه الأماكن نقطة سوداء يتعرض فيها المواطنون للسرقة و النشل خلال فترات الازدحام...
وفي المقابل، لم تلق الشكايات العديدة المتعلقة بأصحاب " العربات المجرورة و الفراشة " التي توصلت بها السلطات العمومية ومصالح البلدية من المتضررين منذ سنوات عديدة على التوالي، أي ترحيب أو اهتمام، خصوصا أن مسلسل احتلال الملك العمومي الذي كان في وقت قريب مرتبطا أيضا بالمحلات التجارية و المقاهي المنتشرة على طول الشوارع الرئيسية ، التي تعرقل بشكل مكشوف حركة المرور خاصة أن السلطات لم تتدخل لتطبيق القوانين و ردع الباعة المتجولين ،الذين تحولوا إلى كابوس حقيقي في وجه التجار و الساكنة.
بعد فقدان الأمل في التغيير واحتواء هذه الظاهرة التي تثير غضب ساكنة "عمارات النسيم وأم كلثوم" التابعين لحي الرحمة تابريكت سلا، برز نور جديد يضفي أملا آخر وينصف أصحاب المحلات التجارية ، الذين يمارسون تجارتهم بشكل قانوني ويؤدون عنها ضرائب للدولة حيث أصبحوا يشعرون بارتياح كبير جراء فراغ الباعة المتجولين ، آملين بأن لا تكون حملة عابرة مؤكدين منهم أن السلطات تحرص حاليا المكان بصرامة ولا تسمح لأي بائع ان يعرض الخضر والفواكه على الأرصفة ، متمنيين أن لا تكون هذه الصرامة مجرد حملة عابرة كسابقاتها ،خاصة ان هذا الأمل تحت إشراف القائد الجديد للملحقة الإدارية النسيم حي الرحمة تابريكت والقوات المساعدة وأعوان السلطة الذين جاءوا لتحرير الملك العمومي من الباعة المتجولين و"الفراشة"، حيث وجه تعليمات صارمة لوقف هاته المهزلة.
وفي سياق متصل عبرت العديد من ساكنة عمارات النسيم وأم كلثوم وأصحاب المحلات التجارية والمقاهي عن ارتياحها لهذه الحملات التطهيرية للمرفق العمومي في الشارع العام كما طالبوا بتسوية الأوضاع مع تكثيف فرق أمنية مداومة تتكون من رجل أمني ورجل من القوات المساعدة "مخزني " تتكلف بالمراقبة وضبط الأمن فضلا عن القيام بدوريات أمنية نهارا وليلا في محيط العمارات.
الوعود السابقة أصبحت في خبر كان، والمشاريع التي لم تطبق تنتظر من يخرجها إلى الوجود بتوفير سوق نموذجي ،والحد بشكل نهائي من ان يأتي باعة آخرون يحتلون المكان نفسه، لينعم المواطنون بالهدوء والارتياح اللذين فقدا منذ زمن، ولتتجدد الثقة بين السلطات والساكنة، فهل يتحقق هذا الحلم؟.
أوكي..