الكنبوري: "التقدم و الاشتراكية خسر الكثير ومازال يخسر ..و بإعفاء أفيلال يدفع ثمن تحالفه مع البيجيدي..
الأنوال بريس
لازال شد الحبل مستمراً بين أعضاء التحالف الحكومي، وخصوصاً بين الإخوان الذين يمثلهم سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، والرفاق الذين يمثلهم محمد نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية، حيث عمد الأول إلى تقديم إقتراح للمك بإعفاء شرفات أفيلال.
وتفجرت الأزمة التي أفاضت كأس التحالف الحكومي، جراء إعفاء شرفات أفيلال، من تسيير الوزارة المنتدبة المكلفة بالماء، بدون علمها، أو إخطار لحزبها وللحكومة التي هو عضو فيها، بعد صراع خفي استمر لعدة شهور بينها وبين عبد القادرعمارة، رئيسها المباشر، ووزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء.
وبعد هذه الخطوة الحاطة من كرامة حزب علي يعتة، الذي كان يضرب له ألف حساب عندما كان يستند على قوة الجماهير الشعبية، لم يعط العثماني، أي تفسير لشيوعيي المغرب بخصوص إعفاء ممثلة حزبهم من تدبير قطاع الماء، حيث اكتفى بالحديث عن جبر خاطرهم بأن يخلق لها منصباً حكومياً بدون حقيبة.
ولكي تسبر "ولوبريس، أغوار هذا الصراع من أجل معرفة حقيقة تجليات، وتأثير هذه الأزمة على المشهد السياسي المغربي بصفة عامة، والحزبي بصفة خاصة، فإنها ربطت الإتصال بالأستاذ الباحث في العلوم السياسية، إدريس الكنبوري، الذي قربها من السيناريوهات المحتملة في حال تخلى " البيجيدي" نهائياً عن حزب "الكتاب"حليفه في الحكومة.
ماهي قراءتكم لخطوة العثماني، التي لم يستشر فيها حزب بنعبد الله، حيث أعفى أفيلال، بطريقة لم يراعي فيها حتى الميثاق الحكومي؟
أريد أن أشير بالمناسبة إلى أن حزب التقدم و الإشتراكية خسر الكثير ولازال يخسر، لأن التحليلات تشير إلى أن الحزب يشعر بأنه خسر الكثير بسبب تحالفه مع "البيجيدي"، وهذا يتضح منذ العقوبات الملكية ضد نبيل بنعبد الله، والتي كانت تصريحاته سبباً فيها.
وأعتقد أن الأيام كشفت لنا أن بنعبد الله، راهن على بنكيران، حيث تبنى معركته بشكل شخصي، وذلك من خلال مهاجمته لـ"فؤاد عالي الهمة"، المستشار الملكي، لهذا أرى ان التقدم والإشتراكية، يدفع ثمن تحالف غير معقلن وغير مدروس مع " العدالة والتنمية".
وأضيف أنه منذ دخول حزب الرفاق، دواليب الحكومة فإن التحالف الذي عبرت عنه قيادته بطريقة غير مباشرة كان مع بنكيران، ولم يكن مع حزب "البيجيدي" ككل.
لهذا، أرى انه عندما ذهب بنكيران من الحكومة، ذهب معه تحالف الرفاق، لهذا فصبر العثماني، طول هذه المدة كان بمتابة الحفاظ على الواجهة الحكومية وفقط.
وأرى، أن هذا الإعفاء ماهو إلى تعبير عن استجابة العثماني، للخطابات الملكية التي انتقد فيها عن الطبقة السياسية، وعليه قام رئيس الحكومة برد الأمور إلى طبيعتها، من خلال تحويل بعض الوزارات المنتدبة إلى مديريات كما كان في السابق.
ماهي قراءتكم لبيان المكتب السياسي الذي رد من خلاله حزب التقدم على العثماني؟
يتضح جليا من خلال البيان، أن التقدم والإشتراكية يمارس اللعب على الحبلين، وذلك من خلال ممارسة الضغط على الدولة، إضافة إلى محاولته الرجوع إلى التحالف الحكومي، من خلال البيانات.
وهذه الخطوات التي اتخذها الحزب، تبين أنه حزب مضطرب، لا يتوفر على رؤية سياسية واضحة، حيث يشعر أنه خسر كل شئ كما أشرت سابقاً.
وخسارة "الكتاب"، تتجلى في تفجيره للكتلة الوطنية، وتخليه عن العائلة اليسارية بكل مكوناتها السياسية، والآن يخسر الحكومة وتحالفه مع "المصباح".
ويظهر جلياً من خلال قراءتنا للبيان أن الحزب مارس نوعاً من التوسل للعدالة و التنتمية، وكأنه يريد أن يقول بأنه تحالف معهم في وقت كانت فيه الظروف عصيبة حيث شهدت تلك الفترة الربيع العربي وما تلاه من اضطرابات سياسية على مستوى العالم العربي.
هل خطوة العثماني هي تصفية بطريقة قانونية لتركة بنكيران؟
نعم، أعتقد ذلك، وكانه يقول بأن حزب التقدم و الإشتراكية هو حزب صغير في الساحة السياسية المغربية، و بالتالي لن نستفيد منه الشيء الكثير.
وكما أشرت سلفاً، فإن تحالف بنكيران، منذ النسخة الأولى لحكومته مع التقدم و الإشتراكية كان نكاية في الإتحاد الإشتراكي، الذي رفض التحالف معه خلال تلك الفترة.
هل تعتقدون أن العثماني سيعوض أفيلال على رأس مديرية الماء بشخص من نفس حزبها؟
لا أعتقد ذلك، لأنني أرى أن حزب ال "pps"، غاضب الآن من تصرف العثماني، و بالتالي فهو غير مستعد بعد للإستمرار في الحكومة.
كما ينتظر من العثماني، إعطاء بعض التوضيحات والشروحات، من أجل معرفة الأسباب الحقيقة التي دفعته إلى اتخاذ مثل هذه الخطوة.
هل يمكن للتقدم والإشتراكية، الذي خسر الكثير كما أشرتم أن ينسحب نهائياً من الحكومة؟
هذا أمر وارد، فمن خلال بيان الحزب يتبين أن الرفاق سيقررون في اجتماع اللجنة المركزية نهاية هذا الأسبوع في الخطوة التي سيتخذها الحزب للرد على العثماني.
وأظن أن ممارسة الضغط ستكون بالتلويح بالإستقالة نهائياً من الحكومة، وبهذا سينجح العثماني في حربه التي يشنها بالوكالة على حزب بنعبد الله.
في نظركم ماهو مصير "التقدم و الإشتراكية"، بعد ان فقد كل شئ؟
أظن أنه (الحزب) سيلجأ إلى محاولة إعادة حساباته وقراءتها بشكل جيد، و التغلغل في المجتمع، و تحريك المياه الراكدة بينه وبين عائلته اليسارية.
كما ان هذا الإنسحاب سيكلفه أيضاً، إعادة هيكلة هيئاته الداخلية وخلق جسور التواصل معها، لأن هناك تيار داخل الحزب كان يرفض منذ البداية دخول الحكومة التي يقودها "البجيدي".
إضافة إلى أن هذا التيار كان قد دعا إلى محاكمة بنعبد الله، بعد قرار الدخول في الحكومة.
وأشير إلى أن حزب التقدم و الإشتراكية إذا ما انسحب من الحكومة فإنه سينسحب، و هو منكسر بسبب موقفه الضعيف في الشارع السياسي.
أوكي..