الجزائر : التاريخ الأسود مع وباء الكوليرا سنة 1834 بمنطقة وهران

الأنوال بريس
تعتبر الجزائر من بين دول البحر الأبيض المتوسط التي عانت من مرض الكوليرا عبر تاريخها و لاسيما أثناء الحقبة الإستعمارية ،بحيث إنتشر هذا الوباء في مختلف أنحاء الوطن و عبر مختلف المراحل الزمنية ،فالبداية أثناء الفترة الإستعمارية كانت سنة 1834 بمنطقة وهران
أين سجل المستشفى العسكري الفرنسي الحالات الأولى لهذا المرض ،بحيث دخل هذا المرض إلى مدينة وهران عن طريق مهاجرين قادمين من إسبانيا ،و قد خلف هذا المرض في مدينة وهران وحدها ما يقارب 500 حالة وفاة ثم إنتشر بعد ذلك في كل من منطقة مستغانم ،المدية ،معسكر فبلغ عدد الوفيات ما يقارب 1500 حالة في هذه المناطق.
و في سنة 1835 ظهر مرض الكوليرا في منطقة الجزائر العاصمة قادم من مدن الجنوب الفرنسي كمرسيليا و طولون أين خلف هذا المرض الألاف من الوفيات في تلك المدن الفرنسية ،و كذلك في الجزائر العاصمة خلف هذا المرض ما لا يقل 1426 حالة وفاة.
و ما بين فترة 1835 و 1849 عرفت عدة مناطق من الجزائر إنتشار مرض الكوليرا بداية من مليانة و الشلف و متيجة غربا وصولا إلى مناطق الشرق الجزائري كقسنطينة و عنابة ،و قد خلف هذا المرض خلال هذه الفترة ما يقارب 14 ألف حالة وفاة ،بحيث أنه في مدينة مليانة وحدها تم إحصاء 800 جندي من أصل 1100 جندي بسبب مرض الكوليرا ،و هذا دون الحديث عن الضحايا المدنيين.
و في كل من سنة 1849 و سنة 1854 ضرب من جديد و بقوة مرض الكوليرا القادم من فرنسا منطقة وهران و ما جاورها ،بحيث كتبت آنذاك إحدى المعمرات الفرنسيات تسمى Pauline De Noirefontaine ما يلي ” لم يعد بإستطاعتنا الخروج إلى الشارع و التحدث مع بعضنا البعض بسبب مرض الكوليرا ” ،و قد بلغ عدد الوفيات في صفوف الجنود الفرنسيين ما يقارب 882 حالة وفاة ،أما في صفوف المدنيين فقد بلغت الوفيات ما يقارب 2472 حالة وفاة ،و في سنة 1854 عاد المرض من جديد إلى منطقة وهران و المناطق المجاورة لها و قد خلف المرض ما يقارب 770 حالة وفاة.
و في سنة 1854 أيضا إنتشر مرض الكوليارا في كل من الجزائر العاصمة و منطقة قسنطينة ،بحيث أنه في منطقة الجزائر العاصمة دام المرض ما يقارب 03 أشهر و نصف و خلف ما يقارب 579 حالة وفاة ،و في منطقة قسنطينة و المناطق المجاورة كسكيكدة و غيرها خلف مرض الكوليارا ما يقارب 1821 حالة وفاة.
و في سنة 1867 ضرب مرض الكوليار منطقة باتنة و المناطق المجاورة لها مع الإشارة أنه سبق لمنطقة باتنة و أن شهدت مرض الكوليرا في سنة 1849 ،غير أن وباء الكوليارا الذي إنتشر في سنة 1867 كان الأقوى ،بحيث خلف مرض الكوليرا في منطقة باتنة و ما جاورها 3000 حالة وفاة تقريبا ،و ذلك طيلة 06 أشهر كاملة.
و نشير في الأخير إلى أن هذه الفترات الزمينة التي عاشت فيها الجزائر بمختلف مناطقها وباء الكوليرا تعد أبرز المحطات التاريخية لهذا المرض في الجزائر خلال الحقبة الإستعمارية.
مماأعلن المدير العام للوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات جمال فورار أمس السبت عن توصل مصالح الوزارة إلى مصدر بكتيريا وباء الكوليرا في منبع مائي بسيدي لكبير في بلدية حمر العين بتيبازة فيما كشف رئيس ديوان والي ولاية البليدة عن تسجيل حالة وفاة ثانية بمستشفى بوفاريك وقررت السلطات منع استهلاك مياه منبع سيدي لكبير على أمل الحد من الكارثة .
وأوضح فورار عقب اجتماع تنسيقي بين إطارات وزارة الصحة في العاصمة أنه تمّ تسجيل 139 حالة إصابة مشتبه بها بوباء الكوليرا في ولايات الجزائر وتيبازة والبليدة والبويرة بينها 46 حالة مؤكدة فيما توفي شخصان بسبب المرض.
وأعلن المدير العام للوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عن غلق منبع المياه بسيدي لكبير في بلدية حمر العين بولاية تيبازة بشكل فوري بعد تأكد احتواء مياهه على البكتيريا المسببة للكوليرا.
وأكد المتحدث على سلامة مياه حنفيات المنازل وصلاحيتها للشرب بالولاية التي سجلت 19 حالة إصابة بالوباء وذلك على غرار الولايات الأخرى مثلما سبق وأن طمأنت مصالح وزارة الموارد المائية وشركة الجزائرية للمياه وشركة المياه والتطهير لولاية الجزائر _سيال_.
وارتفع عدد وفيات داء الكوليرا بولاية البليدة إلى حالتين بعد تأكيد مساء الجمعة معهد باستور أن التحاليل الطبية التي أجراها عن الضحية (امرأة) تعود لإصابتها بداء الكوليرا حسب أيت احمد الطاهر رئيس ديوان والي الولاية.
منع استهلاك مياه منبع سيدي لكبير
أفاد بيان لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أمس السبت أنه تم منع استهلاك مياه منبع سيدي لكبير (تيبازة) بعد إثبات تلوثها على إثر اكتشاف احتوائها على ضمات كوليرا (بكتريا قوسية مسببة للوباء).
وأوضح البيان أن التحاليل البكتريولوجية لمراقبة مياه منبع حمر العين (سيدي لكبير) بولاية تيبازة سمح باكتشاف ضمات كوليرا (بكتريا قوسية مسببة للوباء). ومن ثمة فقد تم منع استهلاك مياه هذا المنبع.
ويعتبر وباء الكوليرا من بين الأمراض المعدية الخطيرة والمتسببة في الوفاة بعد تعرض الشخص إلى إسهال حاد تتسبب فيه بكتيريا تنتشر عن طريق غياب شروط النظافة بسبب استهلاك مياه أو خضر أو فواكه ملوثة.
وتوصي الوزارة في بيان لها بضرورة اتباع التدابير الأساسية للحد من انتشار الوباء والمتمثلة في الغسل الجيد لليدين بالماء النظيف والصابون عدة مرات في اليوم لا سيما قبل لمس المواد الغذائية وقبل الأكل وبعد الخروج من المراحيض إضافة إلى غسل الخضر والفواكه قبل استهلاكها وتغلية المياه وإضافة لها ماء جافيل في حالة تخزينها . كما توصي الوزارة بعدم التزود على مستوى نقاط الماء غير المراقبة على غرار المنابع والآبار والتوجه إلى المؤسسة الاستشفائية الأقرب في حال حدوث إسهال أو تقيؤ وشرب الكثير من الماء وأملاح إعادة التمييه ومراقبة الأطفال والمسنين.
مدير معهد باستور: داء الكوليرا متحكم فيه..
طمأن مدير معهد باستور زبير حراث المواطنين بسيطرة وزارة الصحة على داء الكوليرا بعد استقبال كل من مستشفيي القطار وبوفاريك ما يقارب 100 حالة إصابة بالكوليرا.
وأوضح مدير معهد باستور زبير حراث في تصريح للقناة الإذاعية الأولى بخصوص انتشار داء الكوليرا أن الوضع متحكم فيه بفضل الإجراءات الإستعجالية المتخذة والتي سمحت باستشفاء 30 حالة غادرت المستشفيات مشيرا في سياق متصل إلى تسجيل 180 حالة مشتبه فيها.
وفيما يتعلق بحالة الوفاة التي تم تسجيلها أمس الجمعة لامرأة تبلغ من العمر 77 سنة أكد مدير معهد باستور أن لا علاقة لها بداء الكوليرا.
لا توجد أي إصابة بالكوليرا في المدية
أكدت مديرية الصحة لولاية المدية عدم تسجيلها إلى حد أمس السبت لأية حالة إصابة بداء الكوليرا بالولاية نافية بالمناسبة وجود أي بؤرة مرض لهذا الداء عبر تراب الولاية.
لم يتم تسجيل أية حالة إصابة بداء الكوليرا من طرف مصالح الصحة بالولاية وقد تم اتخاذ كافة التدابير على مستوى المؤسسات الاستشفائية بالمنطقة للتعامل مع حالات العدوى المحتملة وفق ما صرح به مدير الصحة للولاية محمد شقوري.
وأكد المسؤول نفسه أن زوجين من بلدية محاذية لولاية البويرة يشتبه في إصابتهما بالكوليرا تم نقلهم إلى مستشفى تابلاط شمال شرق المدية ثم نقلوا إلى مستشفى القطار بالجزائر العاصمة لتلقيهم العناية المناسبة.
وفيما تعلق بحالة طفل يبلغ من العمر أربع سنوات يشتبه إصابته بداء الكوليرا والذي كان قد إلتحق بمستشفى تابلاط قبل نقله إلى مستشفى القطار صرح مدير الصحة أنه وفقا لشهادة عائلته فإن الطفل قد أصيب من قبل أقاربه أثناء تنقله لولاية البليدة.
أوكي..