صناعة الإنســان الجامعي إلــــى أين؟
الأنوال بريس -أحمد العسالي -
قطاع التعليم العالي في المغرب يجب ان يكون متيقظــا اكثر فاكثر، هكذا يفتــــرض أن يكون، وذلك واجب الــــوزارة، هي المسؤولة عن حماية سمعة البلاد الجامعية. فحملة الشهادات العليا رموز وطنية، ويشكـــلون النخبة في كل المجــــــــالات والتخصصات، وبهم تنهض الأمة، بينما الجامعات تمثل قيمة مضـــافة إلى الاقتصاد، ورافداً مهماً للناتج العام، وحاجة ملحة للمجتمع، سواء كانت جامعات مؤسسة في بلدنا أو فـــروعاً لجامعات أجنبية وعربية، ونحن هنا نقدر دورها ومردوديـــاتها في العلوم الانسانية ,العلمية و التقنية ،ونعرف أن هناك,يجب ان يكون تدقيق ومراقبة دقيقة عليها،كما نسمع في عن نقصان في غالب الأحيان عن مستوى التعلــيم , واكتظــاظ غير مسبوق, و انعدام او تجميـــد بعض الفـــروع العلمية في جامعات معتمدة، كما نسمع عن إلغاء بعض التراخيـــص، وسحب الاعتمــاد كلياً من جامعات أخرى، وهذا يعني أن المعايير مطبقة بطرق غير سليمة وغير دقيـــقة و بعيدة عن الشفــافية اللازمة ، وأن المخــــالفات قد تصوَّب بالإنــذارات والمراجعــات الدورية والبـرامــج الاستعجــالية وهلم جرا، أمـا الأخطاء الأكــاديمية المؤثرة على التحصيل العلمي ومستوى الدارسين، والسمعة السيئة لبعض الجامعات، مسيرة جامعية لا ينفع معها تقويم أو تصويب أو إمهال إلى حين أو إنذار، فلا يكون أمام التعليم العــــالي غير تخليص المنظومة العلمية في الدولة من مثل جامعات مترهلة , بعيدة عن نبل الأخــــلاق, يسود فيها التمييز والصـراعات النقابية والتفرد والأنانية.
ومع كل ذلك، مع الدقة والمتابعة والشفــافية والمـــراجعة والتدقـــيق ,الرصد ,التحذير مع تصحيح المسارات، والتخلص من الشوائب، أقول لكم، مع كل ذلك قد تكون هناك مخالفات فردية ومنفردة، يرتكبها مديرو المعاهد او عمــداء حتى الكليــات او رؤساء الجــامعات بغرض الرفع من نسبة تراتبيـــتهم الجامعية , المـــالية والاجتمــاعية مع تكديس الأرباح المــالية السنوية عوض الرفعة الثقافية والعلمية ، كموظف يريد أن يرفع من رصيده الشخصي في البنك، أو أستاذ مجامل يريد أن يحقق سمعة ليجذب أكبر عدد من الطلبة إلى المواد التي يدرسها، كل ذلك يمكن أن يحدث، ليس عندنا فقط، بل في الدول العريقة، وفي الجــامعات الأعرق على مستوى العالم، والقضية المثارة حول حملة شهادات الدكتــوراه تتحدث عن الجامعات المغربية التي اصبح يدق فيها ناقوس الخطر اكثر من أي وفت مضى .
فالرشوة فعل منفرد، وهو طبعا هو موت الضمير, تصرف فردي . وهو الاخطر على جميع منـاحي الحياة الأخـلاقية أولا ومع امتداد الخطورة اقتصــاديا اجتماعيا وثقــافيا وبيئيـــــا كذلك.
فحب التفـــاخر بحرف «الجيم» أولا وأخيرا, قد يصيب أفـــراداً نفوسهم مريضة ومنفصمة بجامعاتنا المغربية التي هي عمــاد صناعة الإنسان ككل ,في زمن يزداد عولمة ويقل رحمة وتسامحا مع كل من فرط في العــلم.
الدنيا لم تنته بشخص أو بضعة أشخاص حصلوا على شهــادات عليا عن طريق الغش والتزوير، وهذه ظاهرة لا يجب التساهل معها أبدا, خاصة في المنهاج التربوي بالتعليم العالي-الجامعي. وكما قلت بالأمس: لا نعمـــم فتشمل كل من يحملون تلك الشهاداتمن خريجي جامعاتنا ،ولا يقبل المجتمع بأن يشكك في أبنائه الذين أضاعوا سنوات من عمرهم في التحصيـل العلمي الجدي والتخصص لخدمته، فأفعــال القلة المنحرفة يجب ألا تسلب حقوق الأغلبية المجتهدة.
أوكي..