عملية إرهابية تسقط 8 قتلى في صفوف الأمن التونسي قرب الحدود مع الجزائر

أعلنت وزارة الداخلية التونسية في بيان لها مقتل ستة من عناصر الأمن التونسي في كمين نصبته مجموعة إرهابية في شمال غرب البلاد لدورية أمنية من سيارتين رباعيتي الدفع على مقربة من الحدود مع الجزائر، بعدما كانت أفادت في حصيلة أولية عن مقتل ثمانية من عناصر الدرك الوطني.
وتضاربت الأنباء في البداية حول حصيلة القتلى حيث أفادت مصادر بمقتل 9 أمنيين في منطقة عين سلطان بمحافظة جندوبة في هجوم بقنبلة يدوية على سيارة رباعية الدفع للدرك الوطني تلاه تبادل لإطلاق النار بين المجموعة الأمنية والعناصر الإرهابية.
كما أشارت المصادر إلى إرسال تعزيزات لمنطقة الهجوم وتسيير دوريات لتمشيط المنطقة.
وتحدثت معلومات أخرى عن اقتحام مجموعة إرهابية لمركز أمني حدودي وتفجيره وسط تبادل لإطلاق النار.
لكن البيان الصادر عن وزارة الداخلية التونسية قال إن "دورية تابعة لفرقة الحدود البرية للحرس الوطني (الدرك) بعين سلطان على الشريط الحدودي التونسي الجزائري تعرضت إلى كمين تمثّل في زرع عبوة ناسفة أسفر عن استشهاد ستة أعوان".
ووصف الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد سفيان الزعق الهجوم بـ"العملية الإرهابية"، مشيرا إلى أن المجموعة "فتحت النار على الأمنيين" بعد استهدافهم بلغم، مضيفا "تتم الآن عمليات تمشيط بحثا عن الإرهابيين".
وتأتي الحادثة بينما تستعد تونس لموسم سياحي تتوقع السلطات أن ينتشل القطاع من سنوات الركود التي أعقبت اعتداءات إرهابية دموية قتل فيها عشرات السياح الأجانب وعناصر أمنية.
والعملية الأخيرة بمحافظة جندوبة بالشمال الغربي هي أول عملية إرهابية تتعرض لها تونس منذ الهجوم الذي استهدف في فجر السابع من مارس 2016 مدينة بن قردان بالجنوب التونسي على الحدود مع ليبيا، حين شنت مجموعة إرهابية متزامنة على ثكنة عسكرية ومقرات أمنية في محاولة لعزل المدينة وإقامة "إمارة إسلامية"، وفق ما أعلنت السلطات التونسية حينها.
وقتل في هجوم مارس 13 عنصرا من قوات الأمن والجيش وسبعة مدنيين، في حين قتل 55 ارهابيا على الأقل.
ولا تزال حالة الطوارئ سارية في تونس منذ الاعتداءات الدامية التي وقعت في 2015، عندما استهدفت هجمات متحف باردو في العاصمة ومنتجعا سياحيا في سوسة مخلفة ستين قتيلا بينهم 59 سائحا أجنبيا.
وقطع هجوم عين سلطان الأخير الهدوء والاستقرار الأمني الذي شهدته تونس خلال العامين الماضيين.
وكان رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد قد تحدث مرارا عن تحقيق الاستقرار الأمني كواحد من أهم الانجازات، في الوقت الذي أعلنت فيه الداخلية التونسية في أكثر من مناسبة عن تفكيك خلايا جهادية وإحباط العديد من الهجمات الإرهابية.
ويأتي الاعتداء الإرهابي الدموي أيضا فيما تشهد تونس أزمة سياسية حادة في ظل خلافات وانقسامات ودفع شديد من قبل شق من حزب نداء تونس (الذي ينتمي له الشاهد) وأيضا من قبل الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر مركزية نقابية تتمتع بنفوذ اجتماعي وسياسي قوي) لإقالة رئيس الحكومة يوسف الشاهد.
أوكي..