وزير الصحة في زيارة "سياحية" لإقليم زاكورة مدتها ثلاث ساعات
الأنوال بريس
حل أنس الدكالي وزير الصحة بإقليم زاكورة يوم الإثنين 2 يوليوز 2018 في زيارة "سياحية " مدتها ثلاث ساعات بإقليم زاكورة في إطار جولة لمدة يومين يقوم بها إلى ثلاثة أقاليم زاكورة تنغير وورزازات افتتحها بلقاء عامل الإقليم بالنيابة ، وبعدها بزيارة لكل من المركز الاستشفائي لزاكورة والمركز الصحي لتنزولين وأكدز.
وعرف المستشفى الإقليمي لمدينة زاكورة، طوال نهاية العطلة الأسبوعية استعدادات لاستقبال الوزير، إذ أن إدارة المستشفى حرصت على إصلاح الأجهزة المعطلة في زمن قياسي، وجندت عددا من عاملات النظافة، اللائي اشتغلن طوال اليومين الماضيين من دون توقف، بالإضافة إلى إصلاح عدد من الأبواب، والنوافذ، التي كانت مكسرة، وتركيب المصابيح لتلميع الصورة هناك و في تجاهل لمطالب المواطنين و دون أدنى اعتبار لإنسانيتهم أو مراعاة لمعاناتهم اليومية بسبب تردي الوضع الصحي بالإقليم، بعد الأحداث الأخيرة و الأليمة التي يندى لها الجبين بهذا الإقليم المنسي، ويذكرها الناس بالكثير من الحسرة و الألم.
كلنا يتذكر الحادث الأليم الذي كان ضحيته طفل في الخامسة من عمره بعد أن نهشته الكلاب الضالة مما إستلزم نقله خارج الإقليم و يسلم روحه لخالقها، وبعده مباشرة وفاة "البشير لغفيري" الذي توجه إلى المستشفى الإقليمي لزاكورة لإجراء عملية جراحية لإزالة الزائدة الدودية”المصرانة”، لينتهي به المطاف جثة هامدة في المستشفى الإقليمي لورزازات ، الذي تم تحويله إليه بعد غياب الإمكانات لإجراء مثل هذه العمليات بالمركز الاستشفائي الرئيسي بمدينة زاكورة، بالإضافة لحالتان للدغات الأفاعي السامة بمركز النقوب التابع لإقليم زاكورة، والتي عجز مستوصفها الصحي عن علاج السيدة الحامل التي لدغتها أفعى بقرية تكراكرا بجبال صاغرو،حيث تم نقلها حوالي 4 ساعات على ظهر دابة، إلى دوار الداوعبيد حيث نقلتها من هناك سيارة الإسعاف الى مستوصف النقوب الذي أحالها مباشرة الى مستشفى سيدي حساين بورزازات، هنا وعدوا السيدة الحامل بقدوم مروحية طبية من مراكش لتجد نفسها في الأخير مضطرة للعودة الى سرير الإسعاف في اتجاه مستشفى ابن طفيل بمراكش لتلقي العلاجات الخاصة بالسموم.الحالة الثانية ،كانت لفتاة صغيرة تبلغ من عمرها 9 سنوات،لدغتها أفعى سامة لتجد نفسها في رحلة محفوفة بالمخاطر من ظهر الدابة الى مستشفى بومالن إلى تينغير وبدون اي علاج إلى ان وصلت في وقت متأخر من الليل إلى مستشفى الراشيدية ،حيث خضعت للعلاجات المضادة للسموم.معاناة حقيقية عاشتها السيدة والطفلة الصغيرة كادت أن تؤدي بحياتهما نتيجة الإهمال وغياب مضادات السموم.
زيارة الدكالي كانت على نفس منوال زيارة وزير الصحة السابق ا"لحسين الوردي" التي قام بها قبل ثلاث سنوات لمدينة زاكورة ، أطلق خلالها الكثير من الوعود الوردية و بإصلاح قطاع الصحة بالإقليم، كان ذلك يوم جمعة 10 أبريل 2015 ،في لقاء تواصلي نظمه بالقاعة الكبرى للعمالة بحضو العامل السابق و العديد من الهيئات النقابية والحقوقية وكافة منتخبي الإقليم وفعاليات المجتمع المدني. وكانت وعوده كثيرة من قبيل توفير جهاز سكانير بالمستشفى الإقليمي في أجل أقصاه أكتوبر من نفس السنة ، و التزم بتوفير مجموعة من التجهيزات والمعدات الطبية والجراحية ذكرها بالاسم والمخصصة في إطار الميزانية العامة، بهدف تعزيز وسد الخصاص الحاصل في تجهيزات المركب الجراحي للمستشفى الإقليمي. لكن و بعد مرور أزيد من ثلاث سنوات، لم يتحقق من هذه الالتزامات أي شيء يذكر، و تبين أن تلك الالتزامات كانت مجرد وعود قدمت خلال الحملة الانتخابية التي قام بها وزير الصحة بزاكورة استعدادا لانتخابات 4 شتنبر من سنة 2015.
انتهت زيارة الوزير المدينة المنكوبة وبقي الوضع الصحي المتأزم على ما هو عليه، بسبب تراكم عدة عوامل منها النقص الحاصل والمهول في الموارد البشرية والتجهيزات وطرق التدبير للمرافق الصحية التي تصل إلى حد إهانة كرامة المواطنين ، نتج عن كل ذلك تراجع خطير في الخدمات الصحية بالمدينة كما بالمستوصفات المتواجدة بمختلف الجماعات القروية بالإقليم. وما تزال المدينة محطة تحويل للمرضى و كذا الأطر الطبية بسبب غياب المعدات. فإلى متى يستمر هذا الوضع؟
أوكي..