بيان توضيحي للمستخدمات و المسخدمين بالمكتبة الوطنية
.png)
الأنوال بريس
إنها لسابقة في تاريخ النضال النقابي أن تجعل نقابة من نفسها بوقا للإدارة وناطقا رسميا بإسمها، تدافع عنها بشراسة لا تقف إلا عند حد إصدار بلاغ للجواب مكان الإدارة عن مآخذات إطارنا النقابي لهذه الأخيرة، في محاولة لتكميم أفواهنا بأسلوب بئيس ملؤه الحقد و الكراهية واللذان يشكلان العمود الفقري لخطاب هذه النقابة منذ اليوم الأول لتأسيسها، جاعلة من نفسها حكما طهرانيا توزع صكوك الطهرانية على من تشاء و تشيطن من تشاء بتهم فسادٍ لم تأت بدليل واحد عليها، منتهجة في ذلك أسلوبا رجعيا مقيتا لا يمت للنضال النقابي و قيم الإختلاف و حقوق الإنسان بأية صلة.
إننا ننآى بأنفسنا من الإنجرار لمستنقع الكراهية الذي تمتح منه هذه النقابة خطابها، إذ لم نوجه لها أي كلام في بياننا الأخير بل على العكس كانت الإدارة هي مخاطبنا، لأنها المعني الأول بما آلت إليه الأوضاع في مؤسستنا، لكن ومادامت هذه النقابة اختارت أن تجيبنا مكان الإدارة و تجعل من نفسها بيدقا لمواجهتنا، فلا يسعنا إلا أن نذكرها بالأمور التالية:
إننا نرفع أمامكم التحدي أن تثبتوا لنا أنكم تمثلون أغلبية مستخدمي المكتبة الوطنية الذين ما فتئتم تتكلمون باسمهم في حين يعلم الجميع نسبة منخرطيكم و في أية ظروف و بأية أكاذيب استملتم تلك الفئة القليلة؛
إن ما تسمونه إصلاحا في الفترة النيابية لا يعدو أن يكون تنفيذا لأجنداتكم الإنتقامية من موظفين، كنتم بالأمس القريب تجلسون إلى مكاتبهم كل صباح بمهمة ناقلي الأخبار مبتغين مصالح لم يتسن لكم تحقيقها ( ليس أقلها توظيف أقاربكم) ، فانقلبتم عليهم شر منقلب و إلا فحدثونا عن مكسب واحد تحقق لصالح المستخدم؛
إننا ندعوكم، بل نتحداكم أن تثبتوا تورط أي عضو من مكتبنا في أي ملف فساد، و إذ تأسست نقابتكم منذ ذلك الوقت في حين كنا نحن مستخدمين عاديين فأين كنتم؟ و لماذا سكتم؟ أم كنتم تحومون حول إكراميات الإدارة و لما يئستم التزمتم الصمت لحين مغادرة المدير السابق للمؤسسة فتخرجوا مارد سخطكم من قمقمه؛
إن الذي جعل مضمون ذلك البلاغ على لسانكم لم يحترم حتى إطاركم فبالأحرى أشخاصكم، بأن جعلكم بوقا يعلمنا من خلاله لماذا تم تجميد عملية الإقتناءات، وهي نقطة آخذنا عليها الإدارة و لم نآخذكم عليها كنقابة لأننا نعي جيدا أن لا دخل لكم فيها؛
أما عن لجنة المستخدمين فلم نشر إليكم في بياننا لا من بعيد و لا من قريب، و كانت مؤاخذتنا على استبدال ممثلي الإدارة في ظروف مشبوهة، و ما دمتم تتصرفون بأسلوب " اللي فيه الفز كيقفز" فإننا نرى أن تبجحكم بقانونيتها لا ينفي أبدا أنكم جعلتموها بمثابة عصى في أيديكم تسوطون به من المستخدمين من يرفض الانخراط في نقابتكم، و السير وفق إيقاعكم، بدل أن تدافعوا عن مصالح المستخدم، و لعل ما اتخذ في حق إحدى زميلاتنا من إجراءات تأديبية غير مسبوقة في هذه المؤسسة بمباركتم، لخير دليل على أن المستخدم لم يعد هناك من يدافع عنه و أي تأويل مقصود لأي خطأ بسيط سيعرضه لمسطرة التأديب دون رادع و حتى دون وجود من يمثله أو يدافع عنه حقا؛
وفيما يخص تقرير المجلس الاعلى للحسابات فإننا و بكل استغراب نسألكم عن سبب ابتلاعكم لألسنتكم طيلة أربع سنوات، و قد كنتم نقابة و كان بإمكانكم خوض معارك نضالية بهذا الخصوص، أم تحسبون أن أحقادكم تجاه مستخدمين بعينهم، تجد لها سندا في هذا التقرير الذي أجابت عنه الإدارة في حينه و لم تر الجهات المختصة أن تتخد أية خطوة إضافية بخصوصه؛
و فيما يتعلق بالنظام الأساسي الذي ظللتم تحاولون احتكار مشروعية الدفاع عنه حتى دون إشراك المستخدمين المعنيين به بإطلاعهم و تعريفهم بمضامينه، فقد عبرنا عن رأينا فيه بكل صراحة و مددنا إليكم يدنا للدفاع عنه بالرغم من كل نواقصه، لكنكم أبيتم إلا أن تجعلوا من نقابتنا شماعة لتعليق فشلكم بهذا الخصوص، لكننا عازمون على فتح نقاش حقيقي في هذا الشأن ليتبين الرشد من الكذب و يعلم الجميع مواطن الضعف في مقترحكم، و نلملم الجهود من أجل تحقيق هذا المطلب الذي يعلو عندنا على كل ما تحاولون تزجية الوقت به من بينات جوفاء ترتكز على شتمنا بدل مناقشة المطالب الحقيقية للمستخدمين؛
أما بخصوص لقطات الفيلم الأجنبي فقد كنا سباقين إلى إدانتها و عبرنا عن موقفنا منها، و ارتأينا عدم الخوض في هذا الموضوع مجددا احتراما لسمعة المؤسسة واحتراما لبلاغ الإدارة الحالية رغم الكثير من الملاحظات عليه، وفي هذا الصدد نستغرب عدم مطالبة نقابتكم بالإفراج عن نتائج التحقيق الداخلي في هذه الواقعة.
و في الاخير نتفهم خوف بعض أعضاء النقابة المعنية على مناصب المسؤولية التي اختطفوها من مستحقيها في ظروف أشرنا إلى سلبياتها في حينها، و دليل ذلك دعوتهم المفاجئة بعد صمت طويل، إلى الإفراج الفوري عما يسمونه " نتائج التحقيق" بخصوص الموارد البشرية بعدما رمى القضاء المغربي بتقاريرهم في سلة المهملات. بل إنهم ، بأسلوب ابتزازي مافيوزي مبتذل، يدعون إلى إيفاد لجنة للتحقيق في ما تم توثيقه في تقرير المجلس الأعلى للحسابات بخصوص مصلحة صيانة البنايات، وهو بالتأكيد ما نرحب به بل و ندعو إليه بدورنا، و إن كنا نسخر من هذا الأسلوب فإننا نسخر أكثر من الانتقائية العجيبة في محاربة هذه النقابة لما تسميه " فسادا" حتى أنها تعود لتقرير مرت عليه أربع سنوات من الصمت لتنبش فيه فجأة، بينما تصمت صمت القبور إزاء مسؤول شبح يتقاضى أجرة بدون عمل بل تغض النظر عن تورطه في صفقة شراءات غير قانونية، رغم كونه من رموز ما تسميه " العهد القديم الفاسد"، تستثنيه من المساءلة و المحاسبة و تنزهه عن أخطاء الماضي رغم أنه كان المسؤول الأول عن الموارد المالية التي هي لب المسألة.
إننا لا نحتاج إلى أن تكون لنا خصومة مع أي أحد لننبش في ملفاته، بل نحن ضد الخروقات أيا كان مصدرها و لنا فيما سيأتي من أيام محطات بهذا الخصوص، و لن نحتاج لإذن من أحد لنشر ما نراه صوابا على صفحات الإعلام و لا نعتبر ذلك تشويها لسمعة مؤسستنا التي لا نريد لها بكل تأكيد أن تصير رهينة بأيدي شرذمة من المتناضلين و من يحمونهم و يؤيدون خططهم. خاصة وأن الأوضاع سائرة في تدهور لحد صارت معه سيارة الشرطة و سيارة الإسعاف ضيفا مألوفا على مؤسستنا بفعل الانهيارات العصبية في صفوف المستخدمين الناتجة عن أخطاء في التسيير و التقدير.
أوكي..