ناصر الزفزافي يدخل في إضراب "اللاعودة"
الأنوال بريس -متابعة -
تحت شعار "اللاعودة " أعلن ناصر الزفزافي دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام ، احتجاجا على إيداعه بزنزانة انفرادية مدة ما يقارب عام منذ اعتقاله ، ليس فقط زنزانة انفرادية بل فسحة انفرادية وزيارة انفرادية وكل ما يمكن أن يقوم به فهو يقوم به في عزلة تامة عن باقي المعتقلين ، يخرج للفسحة بعد أن تصير الساحة خالية من كل السجناء ويلتقي عائلته أثناء الزيارة بمعزل عن باقي المعتقلين ، وضعية وصفها أعضاء بهيئة الدفاع وعائلة المعتقل بالمزرية ، مستنكرين الوضع الاستثنائي الذي يعيشه ناصر الزفزافي خلاف بقية معتقلي الحراك .
يقول محمد أغناج عضو هيئة الدفاع موضحا أن لا شيء صدر عن إدارة السجن بخصوص هذا الوضع ، رغم الوعود التي تم تقديمها مراراً بأن يتم جمع ناصر مع رفاقه المعتقلين.
بقيت الوعود معلقة من دون وفاء بها وبقي الزفزافي معزولا في فضاء السجن، حتى صار الصندوق الزجاجي الحاجب للرؤية في قاعة محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء موعداً للالتقاء بباقي معتقلي الحراك أثناء جلسات المحاكمة التي صارت فرصته لإيصال صوته للرأي العام المتابع لأطوار محاكمته ، ولا تكاد تخلوجلسة من تصريح له حول حراك الريف ومطالبه وسير المحاكمة، حتى آخر الجلسات التي طرده القاضي منها حين ثار غضب الزفزافي أثناء تقديم أحد الشهود شهادته والتي قال عنها قائد الحراك وهويحمل المصحف بيده مقسما أنها "شهادة زور" ، متهما المحكمة بالانحياز ضد نشطاء حراك الريف ومردداً أنه يحاكم بسبب مواقفه السياسية وأن المحكمة لم تجد شيئاً ضده .
المواقف التي يدلي بها الزفزافي وثباته على قناعاته رغم السجن إضافة لدوره الريادي أثناء الحراك ، يقول أحمد الهايج، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أنها وراء فرض العزلة عليه، معتبراً أن الاحتفاظ به في زنزانة انفرادية خلال كل هذه الفترة هو بمثابة إجراء عقابي الغاية منه كسر عزيمته وإرادته وجعله يطأطئ الرأس وينحني للعاصفة خصوصا أنه أظهر أن السجن لا يخيفه وظل يعبر عن مواقفه بكل شجاعة وجرأة، مضيفاً "نحن نعتبر أن محاكمة الزفزافي ومعتقلي حراك الريف لا تستند على أي أساس واقعي والغاية منها هي كبح حراك الريف وإعطاء العبرة لكل من يريد السير على منوالهم للمطالبة بالتغيير".
وظهرت والدة الزفزافي في شريط منشور على صفحة فيسبوك الرسمية لمحبي ناصر الزفزافي وهي تعلن أن ابنها دخل في إضراب عن الطعام وتحثه قائلة "أوجه لابني القول : الصمود ، ثم الصمود ، ثم الصمود حتى ينتصر الحق"، موجهة الكلام لمسؤولي الدولة بأن أبناءهم يجتمعون معهم على مائدة الإفطار في رمضان على الطعام الفاخر والشراب الفاخر وأبناءنا مرميون في السجون .
ونشر نشطاء الفضاء الأزرق تدوينات تستنكر السجن الانفرادي لناصر وعزله عن باقي المعتقلين وتعتبر إضرابه عن الطعام صرخة بعد طول صبره ، وجمع النشطاء بين صورة قائد حراك الريف والصحافي حميد المهداوي المعتقل على خلفية الحراك والذي أعلن مؤخراً تعرضه لـتعذيب وسوء معاملة من طرف إدارة السجن دفعته لخوض إضراب عن الطعام أوقفه بعد التدخل للاستماع لمطالبه . وكان الإئتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان المشكل من 18 هيئة وجمعية حقوقية قد وجّه رسالة إلى وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان ووزير العدل ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان والمندوب العام لإدارة السجون يطالب فيها بفتح تحقيق عاجل حول الاعتداء الذي تعرض له المهداوي داخل السجن ،أن أي اعتداء يتعرض له السجناء والسجينات يشكل فعلاً يجرمه القانون الدولي والقوانين المغربية ، داعيا إلى الإنصات لشكايات المعتقلين وما يعبرون عنه من تظلمات .
ودخلت محاكمة معتقلي الحراك مرحلة الإنصات للشهود ، قبل أن تنتقل في المرحلة المقبلة لمرافعات الطرف المدني والنيابة العامة وهيئة الدفاع عن المعتقلين، واقترب ملف معتقلي حراك الريف من إتمام عام منذ بداية الاعتقالات في مايو من السنة الفارطة ، على خلفية الاحتجاجات التي عرفتها منطقة الريف ومدينة الحسيمة الواقعة شمال المغرب تحديداً بعد مقتل بائع السمك محسن فكري في حاوية كبس النفايات نهاية أكتوبر 2016.
أوكي..