حدود المملكة المغربية في المنـــاطق العازلة ومواجهة الحسم العسكـري

الأنوال بريس -أحمد العسالي -
في الوقت الذي أمر فيه الملك محمد السادس، بإعداد وتنفيذ خطط تجهيز جيش المغربي وتحديثه ”وفق ما تقضيه مواجهة التحديات الراهنة في الذكرى الـ62 لتأسيس الجيش المغربي، إنه حرص على تسخير كل الإمكانات اللازمة والموارد المــادية والبشرية الضــرورية للرفع من مستوى تجهيز جيشه عسكريا، وتطوير كفـــاءته ”وفق رؤية مندمجة ومتكاملة.. تضمن تحديث بنيــاته التحتية وتجهيزها بالمعـــدات والخدمات التقنية المطلوبة”.

استعمل جلالة الملك الاستمرار بصدق وبسالة ويقظة الجيش المغربي البـــاسل ,مذكرا بانجازاته ودوره في استقرار البلاد وأمن إفريقيا وبعض مناطق العالم.
وتتضمن الرسالة إشارة قوية وواضحة وطمأنة للمملكة المغربية ، أي العمل على توفير قدرات جد غالب لحماية في محيط ملئ بالتحـــديات ”الأعـــداء”، واستعدادا لصرف مزيد من بهدف تحقيق توازن بل وردع الرعب الجزائري المهـــدد لوحدة المغرب الترابية, خاصة مناطقه العازلة.
وتشير تقارير إلى أن منطقة شمال إفريقيا تشهد منذ سنوات سباقا حثيــــثا من أجل التسلح، بطلاه الجزائر والمغرب على وجه الخصوص، وفق تقديرات لمعهد أبحاث السلام الدولي، تحتل الجزائر المرتبة الأولى على مستوى القارة الإفريقية في عـــام 2017، متقدمة على المغرب (3.46 مليار دولار) وتــونس (835 مليون دولار) ومصر (2.77 مليار دولار) والسودان (4.38 مليار) .
وجاءت هذه الرسالة في ظرف إقليمي يتميز بالتوتــر الشديد مع الجزائر، التي تــقف على محاولات الصقور الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال نشــاط لحزب الله في مخيمات اللاجئين الصحراويين، ودعم قوات جبهة البوليساريو بالصـــــــواريخ, بل ومحاولة استقطاب شيعة جزائريين للقتال الى جانب حزب الله بعد خضوعهم لتريب عالي ومكتف.
لقد تجاوز المغرب تجـــاوزا مسبقا كل الأعيب اللعبة الجزائرية - الإيرانية كل قواعد الاشتبــاك المعمول به عسكريا وجيوستــراتيجيــا.
فالمغرب يعرف أهــداف الخطوة الجزائرية الإيــرانية الشيطــانية بالأطمـــاع الإيـرانية وحقيــقة الوضع على الأرض وخريطة انتشــار حزب الله في العــــالم والصحراء الافريقية ومستويات النفوذ الإيراني الله الشيـــعي المتغلغل في جنــوب الجزائر ومخططاته الارهابية, بل ايضـــا المد الشيعي بالجزائر :الحــزام الأخضر، وفهم ابعاد الخطوة الجــزائرية التي سعت من خلال الحلف الإيراني بذراعه الملشــياتي حزب الله، بدأت إنزال آليــــــات حربية جزائرية ثقيلة لبدء مناورات في منطقة تفاريتي، الأحد، بمشاركة خـــبراء من الجيش الجزائري، في تحد لقرار مجلس الأمن الأخير الداعي إلى عدم تغيير الوقائع في منطقة النـــــــــــــزاع - المناطق العــــازلة والرهان على الحرب بين البلدين الشقيــقين هو رهـان خطير جدا لأنه سيأتي على الأخضر و اليابس. فكــــلاهما يملك ما يملك من أسلحة مدمرة و قوية مع امتياز للمغرب بالنظر لاحتـــــرافية جيشه و تجـــــــربته المتنوعة لن تستفيد منه سوى ايران ونقل حروبها مع امريكا من الخليج الى المحيط.
فوفق اخبار محقق منها , فإن الجبهة بدأت مناوراتها العسكرية التي تعد الأكبر من نوعهــــا، ضمن احتفالات بما تسميه "ذكرى اندلاع مواجهة المغرب عسكريا". فالمناورات الجبهوية المسلحة تأتي لبعث رسائل إلى الجيش المغربي وإلى العالم بالســــــيادة على المنطقة و ضروري ان تتحرك خلاله كل الأقطاب العسكرية و الديبلوماسية والسياسي والبرلمانية وكل جمعيات المجتمع المدني المغربي أكثر من أي وقت مضى ,والا ستكون عواقب الصمت وخيمة سيدفع المغرب ثمنها غاليا وربما لا قدر الله خسارة أفدح وانكي , لان المناورات المسلحة للجبهة تشهد إنزال آليات عسكرية منحتها الجزائر للبوليساريو، كما تشهد حضورا كبيرا لضباط الجيش الجزائري للإشراف على هذه المناورات وتحضير مسلحي الجبهة للمواجهات المسلحة المفترضة ضد الجيش المغربي. بل نحدر من خلال هذا المقال المتواضع ,أن بلــــــدة التفاريتي ستكون قبلة لكل الصحراويبن خلال الأيام المقبلة باحتضــانها لفــــعاليات هذه الايام الاحتفالات المخلدة للذكرى الخـــــامسة والأربعين لانـــــدلاع الكفاح المسلح والتي تتزامن هذا الـــــعام والاستفزازات الأخيرة حول المناطق الصحراوية العازلة, باحتفالات ذات طابع عسكري صرف, تجسيدا لبرنـــامج ما يسميه المرتزقة :احتفال وزارة الدفاع الصحراوية السنوي ،الذي حث على ضرورة ضمان( جــــاهزية الجيش الصحراوي), واستعداده الدائم لكل الاحتمالات. لذلك شهد تيفاريتي استعراضا عسكريا ضخما و تم تنظيم مناورة عسكرية , وتم نقل بعض أشغال دورة البرلمان الحـــــالية للجبهة الانفصالية إليها , وصارت ستعتبرها الجبهة سيادة صحراوية وستتبجح بادعاء الأراضي المحررة وهذا باطل من منظور القانون الدولي واتفاق 6 شتنبر 1991 , وهذا ما يجب ان يتصدى له المغرب داخل كل أروقة الأمم المتحدة ولجانها وخاصة اللجنة السياسية وعلى عجل.
رسائل أخرى اخطر ببلدة التفاريتي هذه المرة للمنتظم الدولي من خلال رغبة الدولة الصحراوية في إثبات حسن نيتها عبر التخلص من مخزون الألغام الذي يملكه الجيش الصحراوي حيث سيتم تدمير أزيد من 5000 لغم في ثالث عملية تخلص من الألغام تقوم بها الدولة الصحراوية بالتعاون مع منظمة نداء جنيف المختصة في تشجيع الدول للتخلص من مخزونها من الألغام و بحضور بعثة الأمم المتحدة في المنطقة. بل والأخطر كما يقول البوليزاريو في كل تصريحاتهم : “بناء دولة قوية جاهزة إداريا وقضائيا وتشريعيا وسياسيا”.
أوكي..