خبراء يرصدون بطنجة تنامي جاذبية الاستثمار في أفريقيا
خلال افتتاح الرسمي للمؤتمرالدولي للتكنولوجيا والابتكار والمجتمع "CyFy Africa 2018" المنظم في طنجة من 10 إلى 12 مايو الجاري، تنامي الجاذبية الاستثمارية لقطاع التكنولوجيا في أفريقيا والشرق الأوسط في حزمة من المراكز التكنولوجية الإقليمية، قال إلياس العماري، رئيس مجلس جهة طنجة - تطوان - الحسيمة، ان التكنولوجيا باتت أهم ركيزة من ركائز تحقيق التنمية المستدامة التي تتطلع القارة الافريقية إلى تحقيقها، وهو ما يتطلب توحيد جميع الجهود للخروج برؤية شاملة تساهم في تأسيس مجتمع رقمي للجميع، خصوصا وأن العالم يقف حالياً على أعتاب الثورة الصناعية الرابعة، وهي ثورة تكنولوجية بامتياز تأتي بعد ثلاث ثورات صناعية كبرى: الأولى حدثت خلال الفترة من 1760 الى 1840، ونقلت البشرية من القوة العضلية إلى قوة الطاقة البخارية ثم جاءت الثورة الصناعية الثانية بنهاية القرن الثامن عشر واستمرت نحو مائة عام متسلحة بالمكننة والانتاج الكبير لتأتي بعدها الثورة الصناعية الثالثة خلال تسعينيات القرن الماضي بالحواسب والانترنت فيما تعتمد الثورة الصناعية الرابعة التي يقف العالم على اعتابها الآن على اقتصاد المعرفة وانترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي".وقال المشاركون إن الدول العربية زادت مستويات إنفاقها على قطاع أمن المعلومات إلى مستويات قياسية، حيث تشير التقديرات إلى بلوغ حجم الإنفاق العربي على أمن المعلومات مستوى 9.2 مليار دولار في عام 2018 (الجاري) وذلك نتيجة ارتفاع كبير بواقع 25% في مستوى التهديدات الالكترونية أمام الدول العربية وفقا لبيانات العام الماضي (2017)، لافتين إلى أن القطاع المصرفي يعتبر من أبرز القطاعات المستهدفة من قبل القرصنة الالكترونية في الدول العربية، ومطالبين بالاسراع في تبني استراتيجية لدرء مخاطر التهديدات الالكترونية ورفع مستوى الجاهزية لمواجهتها عبر تطوير البنية التحتية لقطاع التكنولوجيا وتعزيز مستويات الانفاق على أمن المعلومات.
وأوضح العماري قائلاً إن "التكنولوجيا ليست ترفاً أو رفاهية، وانما أساس تحقيق التطور والتنمية، وهو ما أدركه العالم حالياً ويظهر واضحا في مستويات الانفاق على تكنولوجيا المعلومات على المستوى الدولي، حيث تشير بيانات مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر إلى بلوغ الانفاق على التكنولوجيا مستوى 3.7 تريليونات دولار خلال العام الحالي، اي بنسبة نمو متوقعة تبلغ مستوى 4.5 في المائة، وتتركز أوجه الانفاق على قطاعات تكنولوجية عدة توفر فرصا للنمو أبرزها: انترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي فضلا عن تطوير تقنية البلوك تشين واستخدام تقنيات الجيل الخامس في شبكات الاتصالات".
وشدد العماري على أن الدول الافريقية لم تكن بعيدة عن التطورات التكنولوجية المتلاحقة، وانما أطلقت حزمة من المبادرات لتعزيز صناعة التكنولوجيا، وهو ما انعكس ايجابا على اداء القطاع التكنولوجي في أفريقيا خلال السنوات الخمس الماضية بتحقيقه معدلات نمو قياسية على وقع الانتشار الواسع لتكنولوجيا الهواتف النقالة مما زاد مستويات التبادل التجاري والاستثمارات البينية المشتركة في القارة، كما حققت مبادرة شبكة واحدة نجاحا كبيرا، وسجل عدد مراكز التكنولوجيا في افريقيا ارتفاعا كبيرا ليصل إلى مستوى يبلغ 314 مركزاً تكنولوجيا في 93 مدينة في 42 دولة بالقارة.
أوكي..