"يوم الارض" حركة احتجاجية تحت عنوان "مسيرة العودة"
الأنوال بريس
اندلعت مواجهات بين مئات المتظاهرين الفلسطينيين الذين اشعلوا اطارات السيارات، والجيش الاسرائيلي الذي أطلق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع قرب الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة ما اسفر عن مقتل اثنين من الفلسطينيين واصابة العشرات.
واستشهد ثلاثة محتجين فلسطينيين بعد الظهر شرق مدينة غزة وخان يونس في جنوب القطاع كما اعلنت وزارة الصحة.
وقتل اسامة قديح (38 عاما) برصاصة في الرأس عندما كان مع عشرات المتظاهرين يقترب من الحدود الاسرائيلية شرق خان يونس، كما قتل مجدي شبات شرق مدينة غزة.
وفي كلمة أمام الاف المتظاهرين في مخيم "العودة" قرب الحدود في خان يونس قال يحيى السنوار رئيس حماس ان "مؤامرة الحصار والتجويع فشلت".
وتابع "قالوا غزة ستتخلى عن ثوابتها ومشروع التحرير والعودة اذا تم تجويعها ولكن تخرج غزة اليوم، الصغير والكبير والرجل والمراة والطفل تقول ان هذا هو العدو الذي يحاصرنا اذا انفجرنا سننفجر في وجهه".
وتابع "سنفاجي شعبنا وشبابنا والعالم كله ولينتظروا زحفنا سنقتلع الحدود وسنعود الى ارضنا وسنصلي بالقدس" وسط هتافات "على القدس رايحين شهداء بالملايين".
وبدأ الفلسطينيون الجمعة الماضي في "يوم الارض" حركة احتجاجية تحت عنوان "مسيرة العودة" لمدة ستة أسابيع يفترض ان تنتهي في ذكرى "النكبة". وتخللتها صدامات قتل فيها 18 فلسطينيا في اقوى موجة عنف يشهدها القطاع منذ حرب 2014.
وحاول عشرات المتظاهرين عدة مرات اجتياز الحدود شرق رفح وخان يونس. على ما ذكرت مراسلة فرانس برس.
وتجمع المتظاهرون على بعد عشرات الامتار من السياج الحدودي وأشعلوا مئات من إطارات السيارات ورشقوا الجيش الاسرائيلي بالحجارة.
وأطلق الجيش الرصاص وعشرات من قنابل الغاز المسيل للدموع، كما فتح خراطيم المياه العادمة على المتظاهرين في شرق مدينة غزة.
وأشعل مئات المتظاهرين أيضا عشرات إطارات السيارات قرب الحدود شرق جباليا في شمال القطاع، وكذلك شرق مخيم البريج (وسط) وشرق خان يونس ورفح في جنوب القطاع.
وكان المنظمون أعلنوا انهم يتوقعون مشاركة آلاف الفلسطينيين في الاحتجاج في خمس نقاط على طول الحدود بين غزة واسرائيل.
على الحدود الشرقية لمدينة خان يونس، وقف الشاب احمد ابو غالي (20 عاما) متكئا على عكازه مشيرا الى ضماده كبيرة على بطنه نتيجة اصابته الجمعة الماضي، وقال "اليوم انا ساكون شهيدا، سأدخل السياج الفاصل حتى لو كلفني ذلك حياتي".
وتابع متباهيا بهروبه من المستشفى بالامس ليشارك في الاحتجاجات اليوم، "في بطني اربعين غرزة جراحية لكني هربت من المستشفى لاحضر الى هنا"
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة حالة "الاستنفار والطوارئ" تحسبا لاحتمال سقوط اصابات خلال المواجهات.
وقالت اللجنة التنسيقية ل"مسيرة العودة" إن التحرك " إقامة مهرجانات تأبين للشهداء" في المواقع الخمسة التي نصبت فيها خيم منذ الاسبوع الماضي.
واكد الناطق باسم حماس حازم قاسم ضرورة "محافظة الجماهير على الطابع الشعبي السلمي للمسيرات"، معتبرا ان الالتزام بذلك سيساهم في "ضرب كل الدعاية المتهاوية التي يروجها الاحتلال حول هذه المسيرات".
وحذرت اسرائيل من أنها ستبقي على الأوامر التي أصدرتها الى جنودها في 30 آذار/مارس بإطلاق النار في حال حصول استفزازات على الحدود مع قطاع غزة.
ويسعى المتظاهرون الى التشويش على القناصة الاسرائيليين بأعمدة الدخان المتصاعدة من الاطارات المشتعلة وبواسطة المرايا ايضا.
وكان الموفد الخاص للامم المتحدة الى الشرق الاوسط نيكولاي ملادينوف قد دعا القوات الاسرائيلية "الى اقصى درجات ضبط النفس". كما طلب من الفلسطينيين تفادي الاحتكاكات.
في المقابل، طلب الموفد الرئاسي الاميركي الى الشرق الاوسط جايسون غرينبلات من المتظاهرين "عدم الاقتراب من السياج".
وقال "نندد بالقادة والمتظاهرين الذين يدعون الى العنف او يرسلون متظاهرين - بينهم أطفال - نحو السياج، مع علمهم بأنهم قد يتعرضون للاصابة او القتل".
كما حثّ مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إسرائيل الجمعة على ضمان عدم استخدام قوات الأمن القوة المفرطة مع المحتجين الفلسطينيين عند الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.
وقالت المتحدثة باسم المكتب إليزابيث ثروسل في إفادة صحفية إنه ينبغي عدم استخدام الأسلحة النارية إلا كملاذ أخير وإن اللجوء غير المبرر لاستخدامها قد يصل لمستوى قتل المدنيين عمدا وانتهاك معاهدة جنيف الرابعة.
و اعلنت وزارة الصحة الجمعة وفاة شاب متأثرا بجروح اصيب بها الاسبوع الماضي.
وبذلك يرتفع الى 23 عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ 30 مارس.
مستعدون للموتعلى الحدود الشرقية لمدينة خان يونس، جلس أحمد الناقة (40 عاما) على تلة تقابلها تلة في الجانب الاسرائيلي وقف عليها عدد من الجنود الاسرائيليين بينما كانت جرافة عسكرية تجوب المكان قربهم.
وقال "نحن مستعدون للموت جميعا من اجل أرضنا وكرامتنا وعرضنا".
وبعدما اشار إلى ان اثنين من أشقائه قتلا في قصف اسرائيلي خلال الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة في 2014، اكد الناقة "يجب ان نثور وننفجر حتى نتحرر، كفانا العيش في علبة سردين".
على الحدود الشرقية لمدينة غزة، قالت حنان حبيب (56 عاما) التي جلست على بعد نحو 300 متر من السياج الفاصل مع عدد من النساء "اليوم سنعبر الحدود باتجاه اراضينا".
وتابعت وهي تشير الى أبنائها وهم ينقلون اطارات السيارات بالقرب من السياج، "كل أولادي وبناتي وأحفادي جاؤوا اليوم، نريد ارضنا ونريد كسر الحصار، الوضع السيء هو الذي يدفع الناس للمجيء وللتضحية بحياتهم من اجل حياة كريمة".
وطرحت منظمات حقوقية أسئلة حول استخدام الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي، فيما اتهم الفلسطينيون الجنود باطلاق النار على متظاهرين مدنيين لا يشكلون خطرا داهما.
إلا ان الجيش أكد ان الجنود اضطروا الى اطلاق النار على متظاهرين كانوا يلقون الحجارة وقنابل مولوتوف واطارات مشتعلة باتجاه الجنود، مضيفا ان بعضهم حاول تحطيم السياج واختراق الحدود ودخول الاراضي الاسرائيلية.
ويزيد الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات من الغضب بين السكان الذين يعانون من الفقر وكل انواع الازمات.
ويخشى تكرر اعمال العنف مع قرب تنفيذ قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بنقل السفارة الاميركية الى القدس المقرر في منتصف مايو.
أوكي..