الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعا المصريين للمشاركة في الاقتراع الرئاسي حتى لو صوتوا ضده
خلال احتفالية «المرأة المصرية والأم المثالية»، التي أقيمت في فندق تابع للقوات المسلحة في القاهرة، قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس الأربعاء "إن اعتماده على المرأة المصرية في العمل التنفيذي غير مسبوق، وإن نسبة تمثيلها في الحكومة حالياً 20٪".
وأشار إلى تقلد المرأة المصرية منصب المحافظ لأول مرة، وتحقيقها تمثيلا غير مسبوق في البرلمان.
وأضاف موجها كلامه لسيدات مصر: "لا تتصورن أننا نفعل ذلك مصطحبا بالمنّ على المرأة، لا فهذا حق لها ومكان يليق بها، ولا نجامل على حساب مصر، التجربة التي رأيناها في كل من شارك معنا بالعمل من السيدات رائعة وعظيمة، وهذه ليست مجاملة. خلال السبع سنوات الماضية، انتن أكثر من دفع وتألم من ظروف مصر، الأمور الأمنية لم تكن مستقرة، وأكثر من دفع الثمن هن سيدات مصر، عظيمات مصر".
وتابع: "أنا أحذر الحكومة، من الممكن أن تفاجأوا بتعيين حكومة كلها نساء، وأتمنى أكثر من ذلك، وذلك سيتم بحركة منظمة، والقدرة على أن نعد ونجهز ما لدينا من الكوادر، ليتقدموا الصفوف. الكفاءة والأمانة والإخلاص والشرف هي المعيار، وليس المجهود والقدرة فقط، وربنا مُطّلع ويساعد الصالحين".
واستطرد الرئيس المصري، الذي يخوض مجددا انتخابات الرئاسة لفترة ثانية وسط تخوفات من انخفاض نسبة المشاركة في التصويت، والتعويل على المرأة: «كانت توجيهاتي في توفير إجراءات الحماية الاجتماعية للمرأة المعيلة، عن طريق الحماية الاجتماعية ومشروعات التمكين الاقتصادي، لن أترك أي سيدة مصرية من دون مساعدة».
وأكد عمل الدولة على تغليظ عقوبات العنف ضد المرأة، موضحا: أقول لكم بالصدق، عازمون على المضي قُدما في العمل على ما بدأناه، ليس فضلا منّا ولكنه حق للمرأة.
ولفت كذلك إلى اهتمام الدولة المتزايد بالمرأة، مضيفاً: المرأة صوت الضمير النابض بالوطنية، أنتظر منها الكثير لهذا الوطن، كُنّ ظهيرا وطنيا لمصر، مصر بكنّ ستقطع الخطوات الواسعة نحو المستقبل الذي نطمح له، أطلب أن تجعلن العالم ينصت لصوت المصريين في إجلال وتقدير، اجعلن صوتكن للوطن ينحاز له.. ستحيا مصر بتضحيات المرأة المصرية.
وفي مسألة الانتخابات، دعا المصريين إلى المشاركة ليثبتوا للعالم ان مصر "يحكمها شعبها"، غداة نفيه أي دور له في استبعاد منافسين محتملين.
ويخوض السيسي الانتخابات الرئاسية التي تجرى بين 26 و28 مارس الجاري أمام منافس لا يشكل تحديا حقيقيا له بعد أن تم استبعاد المرشحين المحتملين الذين يتمتعون بثقل سياسي.
وقال أمس، أريد أن «تنزل الناس كلها (للمشاركة في الاقتراع) حتى لو قالوا لا» لاستمراره في الرئاسة التي تولاها في 2014.
وأضاف «لو نزل شعب مصر وقال لا فهذا أمر عظيم وينفذ فورا». واستطرد قائلا، "نريد أن نعطي المثل ونؤكد للعالم أن هذا البلد يحكمه شعبه، كيف سنؤكد ذلك إلا بأن ينزل الشعب ويقول نحن موجودون والدنيا كلها ترانا ونقول نحن نفعل ما نريد وما نقرره يتم تنفيذه".
وشهدت مصر مشاركة كثيفة من السيدات في أول انتخابات رئاسية عقب الإطاحة بحكم "الإخوان المسلمين"، إذ تعمدت وسائل إعلام النظام إبراز مشاهد طوابير المرأة في التصويت ودعم السيسي.
وكانت مشاهد رقص السيدات أمام اللجان الانتخابية في عام 2014، الأكثر لفتا للانتباه وإثارة للجدل، وذلك بعد الأحداث الدموية التي شهدتها البلاد أثناء فض اعتصامي أنصار الإخوان في ميداني "رابعة العدوية والنهضة" في القاهرة.
وقال السيسي كذلك أمس، "المرأة تبتلع ألمها وأحزانها من أجل بلدها، هذه تجربتي، وأقول للمصريين من فضلكم تحملوا وقدروا وتأدبوا مع كل ست وبنت، وذلك ليس تفضّلا، ولكن تقديرا وعرفانا منا، لأن لهن حقا كبيرا عندنا".
وقدمت الأم المثالية في محافظة أسوان جنوب مصر، سعدية حسن عبد النبي، ورقة شخصية للسيسي احتفظ بها خلال تكريمها، كما أهدت الأم المثالية في محافظة الوادي الجديد، هدية للسيسي خلال تكريمها.
وكرّم الرئيس المصري ناظرة إحدى المدارس، وقبّل رأسها، باعتبار أن عددا من الوزراء الحاليين تتلمذوا على يدها.
وقالت ليندا سليمان، ناظرة المدرسة: "لم أكن أسعى يوما وراء مكسب مادي، استثمرت دمي وشبابي في تربية النشء"، ما دعا الوزراء الثلاثة الذين تعلموا على يدها للنهوض والوقوف بجوارها خلال التكريم، فقالت لهم: كل يوم بتسألوا عليا فيه بتطوّلوا عمري، وتحرك نحوها السيسي وقبّل رأسها.
وفي مطلع عام 2017، أعلن السيسي إطلاقه عاما للمرأة المصرية. لكن منظمات حقوقية ونشطاء أكدوا أن كل الانتصارات للمرأة المصرية كانت على الورق فقط دون تنفيذ فعلي، وأن المرأة لم تنل الكثير من حقوقها وما زال هناك العديد من القوانين التي تظلمها، وأن عام المرأة انتهى دون "إنجاز كبير".
وهاجم نشطاء أمس، احتفالية السيسي لتكريم المرأة المصرية، وتساءلت ميرنا وائل بسخرية: ما دخل المرأة بعيد الأم؟ أو أن ذلك من أجل الانتخابات.
وفي أكتوبر 2017، نشرت مؤسسة "طومسون رويترز" تقريرا عن أخطر 10 مدن على المرأة في العالم، فكانت القاهرة في المركز الأول، حيث ذكر التقرير أن المرأة في مصر تتعرض لانتهاكات عديدة، وأن ظروف المعيشية غير جيدة لها، وأنها حسب العاملين في المجتمع المدني، تعاني كثيرا من جميع أشكال العنف.
أوكي..