الفيزيائي الراحل ستيفن هوكينغ مصدر إلهام لملايين البشر

أثنى مشاهير في عالم الفن والسياسة والعلم على الفيزيائي الراحل ستيفن هوكينغ، الذي وُصِفَ بأنه مصدر إلهام للملايين بعد أن توفي بمنزله في كامبريدج عن عمر يناهز 76 عاماً.
وتحدث عالم الفلك لورد ريز، وهو من أبرز العلماء في العالم الآن، عن حياة هوكينغ الرائعة، واعتبرها حياة "منتصرة"، ووصفه آخرون بأنه "شخص مميز" وأن رحيله سيخلق "فراغاً فكرياً"، لاسيما بعد النظريات التي قدَّمها عن الثقوب السوداء والنسبية وعديد الكتب العلمية التي نشرها ومنها A Brief History of Time.
وأصدرت جامعة كامبريدج، التي أكمل فيها هوكينغ رسالة الدكتوراه الخاصة به ليصبح أستاذاً في الرياضيات، بياناً وصفته فيه بأنه مصدر إلهام لملايين البشر. كما أصدر قصر باكينغهام بياناً أعلن فيه أن الملكة سترسل رسالة تعزية لأسرة البروفيسور الراحل.
وقال أولاده: لوسي وروبرت وتيم، في بيان عقب الوفاة، "كان والدنا بشجاعته، مثابرته، ذكائه ودعابته مصدراً لإلهام الناس في كل مكان بالعالم. وسبق له أن قال ذات مرة ( لن يكون معنى لهذا الكون ما لم يكن موطناً للأشخاص الذين تحبهم ). سنفتقده للأبد".
وعبر برنامج Today الذي تبثه محطة بي بي سي الإذاعية الرابعة، قال المذيع بريان كوكس إن ستيفن كان واحداً من الشخصيات العظيمة، وأن علماء الفيزياء سيستمرون في التحدث عن اكتشافاته ونظرياته في مجال الثقوب السوداء على مدار 1000 عام.
أما رائد الفضاء البريطاني، تيم بيك، الذي سبق له السفر للفضاء عام 2016، فقال إن ستيفن ألهم أجيالا للنظر إلى ما وراء كوكبنا الأزرق وتوسيع مداركنا وفهمنا للكون بأسره.
روح الدعابة ...كما أثنى مخترع الإنترنت، سير تيم بيرنرز لي، على قدرات هوكينغ العقلية الهائلة وعلى روحه الرائعة.
وأشاد كثيرون من الأصدقاء والمحبين بخفة دمه ودعابته، وقد وصفه الممثل ايدي ريدماين، الذي جسد شخصيته في فيلم "نظرية كل شيء" الذي أنتج عام 2014، بأنه "أخف دم قابله في حياته". وهي نفس الملاحظة التي أكد عليها الممثل بنديكت كومبرباتش، الذي كان أول من جسد شخصية هوكينغ في فيلم تلفزيوني من انتاج بي بي سي عام 2004، بقوله إنه ما زال يتذكر "روح دعابته المضحكة".
كما تحدثت رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، عن إسهامات ستيفن الاستثنائية في مجال العلوم، مشددة على أن الاكتشافات التي قدمها لتمكيننا من فهم الكون هي اكتشافات تتحدث عن نفسها.
وأثنى أيضاً جيريمي كوربن، زعيم حزب العمال المعارض في بريطانيا، على الفيزيائي الراحل (الذي كان من مؤيدي الحزب) وقال إنه ألهم العالم بتصميمه على شرح أسرار الكون وبإظهاره شجاعة استثنائية للتغلب على الشدائد التي تعرض لها في حياته.
استمتع بين النجوم ...كما كتب الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، الذي سبق أن التقاه عام 2009 للحصول على الميدالية الرئاسية للحرية، تغريدة عبر موقع تويتر قال فيها "استمتع هناك بين النجوم" وأرفق مع تلك التغريدة المقتضبة صورة سبق أن جمعت بينهما.
وأصدرت وكالة ناسا بياناً أكدت خلاله أن نظريات ستيفن فتحت الباب أمام كون مليء بالاحتمالات. وشدد عالم الفيزياء الفلكية الأميركي، نيل دي غراس تايسون، على أن رحيل ستيفن خلف وراءه فراغًا فكريًا، بينما وصف جورج سموت، الذي سبق له الفوز بجائزة نوبل في الفيزياء، الراحل ستيفن هوكينغ بأنه كان شخصًا "تنافسيًا للغاية".
ونشرت وكالة الفضاء الأوروبية صورة للبروفيسور ستيفن أثناء وجوده في طائرة مصممة لمحاكاة تجربة انعدام الجاذبية عام 2007 مع تعليق يقول "أظهر لنا أنه لا توجد حدود لتحقيق أحلامنا". كما قال البروفيسور ستيفن توب، نائب رئيس جامعة كامبريدج، إن ستيفن هوكينغ ترك وراءه تراثاً لا يمحى، وأنهم سيفتقدونه بشكل كبير للغاية.
وبحسب ما ذكره أيضاً متجر البيع بالتجزئة الشهير "أمازون"، فقد قفز كتاب A Brief History of Time (لمؤلفه ستيفن هوكينغ) لقائمة كتب المتجر الأعلى مبيعًا بعد الإعلان عن خبر وفاته يوم أمس، وذلك في تأكيد ربما على مدى شعبية ومكانة العالم الراحل.
عن الحياة ..."تذكَّر أن تنظر الى السماء، صوب النجوم لا نحو الاسفل الى حذائك. وحاول أن تفهم ما ترى وتتساءل عما يجعل الكون موجوداً. ومهما قد تبدو الحياة صعبة فهناك دائماً شيء تستطيع ان تفعله وتنجح فيه. المهم ألا تستسلم".
عن البشرية..."ما نحن إلا نسل متقدم من القردة في كوكب صغير يدور في فلك نجم اعتيادي جداً. ولكننا نستطيع أن نفهم الكون. وهذا يجعلناً شيئاً خاصاً".
عن سبب وجود الكون..."إذا وجدنا الاجابة عن ذلك فانه سيكون الانتصار النهائي لعقل الانسان لأننا سنعرف حينذاك عقل الله". من كتابه "تاريخ موجز للزمن" الصادر عام 1988.
عن تشخيص اصابته بمرض الاعصاب الحركية..."اختُزلت توقعاتي الى صفر حين كنتُ في الحادية والعشرين من العمر. ومنذ ذلك الحين كانت هناك مكافأة". مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز ، عام 2004.
عن الثقوب السوداء..."كان آينشتاين مخطئاً حين قال "ان الله لا يعلب النرد". فان دراسة الثقوب السوداء تشير الى ان الله لا يلعب النرد فحسب بل احياناً يربكنا برمي النرد حيث لا يمكن رؤيته". من كتابه "طبيعة المكان والزمان" الصادر عام 1996.
عن الله..."ليس من الضروري استحضار الله لإشعال الفتيل وتحريك الكون". من كتابه "التصميم العظيم" الصادر عام 2010.
عن النجاح التجاري..."أُريد ان تُباع كتبي في اكشاك الكتب في المطارات". مقابلة في صحيفة نيويورك تايمز عام 2004.
عن الشهرة..."الجانب السلبي في الشهرة انني لا أستطيع السفر الى أي مكان من العالم دون التعرف علي. لا يكفي أن اضع نظارات سوداء وشعراً مستعاراً. فالكرسي المتحرك يفضحني". مقابلة في التلفزيون الاسرائيلي عام 2006.
عن العالم الناقص..."من دون نقص لن تكون موجوداً ولن أكون موجوداً" ـ حديث مع هوكينغ ، قناة ديسكفوري التلفزيونية عام 2010.
عن القتل الرحيم..."يجب ان يكون للضحية حق انهاء حياته إذا أراد. ولكني اعتقد ان ذلك سيكون خطأ كبيراً. فمهما بدت الحياة سيئة هناك دائماً شيء تستطيع ان تفعله وتنجح فيه. ما دامت هناك حياة هناك أمل". مقتبس في صحيفة ذي بيبول اونلاين ، عام 2006.
عن الاستعراضات الفكرية..."الأشخاص الذين يتباهون بذكائهم اشخاص خائبون". مقابلة في نيويورك تايمز ، عام 2004.
عن امكانية حدوث اتصال بين بشر ومخلوقات فضائية..."أعتقد ان ذلك سيكون كارثة. فمخلوقات الكواكب الأخرى ستكون على الأرجح متقدمة كثيراً علينا. وتاريخ احتكاك اعراق متقدمة ببدائيين في هذا الكوكب ليس تاريخاً سعيداً ، وهم كانوا من جنس واحد. أعتقد ان علينا أن نبقى متوارين عن الانظار". في قناة ناشنال جيوغرافيك التلفزيونية ، عام 2004.
عن أهمية امتلاك حس فكاهي..."ستكون الحياة مأساوية إذا لم تكن مضحكة". مقابلة في نيويورك تايمز ، عام 2004.
عن الموت..."عشتُ مع احتمال الموت المبكر في الاعوام التسعة والأربعين الماضية. أنا لا أخاف الموت لكني لست مستعجلا عليه. إذ لدي الكثير أُريد أن افعله اولا". مقابلة في الغارديان ، عام 2011.
أوكي..