بلاغ ...أوضاع معيشية لساكنة الجبال خاصة بعد التساقطات الثلجية
الأنوال بريس
توصلت جريدةالأنوال بريس بلاغ في إطار مواكبة وتتبع الأوضاع المعيشية لساكنة الجبال خاصة بعد التساقطات الثلجية المهمة في الأسابيع الماضية، تم عقد اجتماع حضره ممثلو المكاتب الإقليمية لجمعية سكان جبال العالم فرع المغرب APMM-Maroc،وذلك يوم السبت 17 فبراير 2018 بمقر جمعية أسيد الثقافية بمكناس، بالمغرب. وخلال هذا اللقاء تم تدارس ومناقشة مجموعة من النقاط المدرجة ضمن جدول الاعمال. وكان من أولوياتها الموضوع الحساس المرتبط بالوضعية الخطيرة التي تعيشهاالساكنة الجبلية ومختلف قطعان الماشية وكذاالمسافرون المحاصرون في الطرق نتيجة التساقطات الثلجية بالمناطق الجبلية.
وقد تناول أعضاء المكاتب الإقليمية بالتحليل بهذه المناسبة مختلف القضايا التي تهم شأن هذه الساكنة بصفة عامة.
وبعد دراسة نقطة الآثار السلبية التي خلفتهاالتساقطات الثلجية بكثرةفي أبعادها المتشابكة، واستحضارا للمعطيات الميدانية والوضعيات المعقدة التي يتخبط فيها سكان المناطق الجبلية، عبر ممثلو المكاتب الإقليمية عنسعادتهم لما لهذه التساقطات من اثار إيجابية على مستوى المخزون المائي من جهة؛ومن جهة أخرى عن استيائهم لما آلت إليه الأوضاع الكارثية للسكان نظرا لغياب وهشاشة البنيات التحتية، وضعف اليات التدخل وعدم نجاعة السياسات العمومية المتبعة. ومن اثار ذلك انقطاع عدد من الطرق والمسالك وعزل مجموعة من الدواوير والتجمعات البشرية عن محيطها الخارجي. مما نتج عنه صعوبات ولوج الساكنة المحاصرة الى مراكز الخدمات الأساسية لحوالي 15 يوما كالتطبيب، والتعليم، والمحلات التجارية والأسواق...).
وأشاد ممثلو المكاتب الإقليمية للجمعيةبالانخراط الجديوالدورالفعال الذي قام بهأعضاء ومنخرطوالفروع الإقليمية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذا الوضع الإنساني الكارثيبالرغم من انعدام الإمكانيات، وأمام محدودية خطط تدخل الدولة لمواجهة هذا الوضع الاستثنائي واكتفائها بوضع حلول ترقيعية، فإن المكاتب تستنكر سياسة الإقصاء والتهميش التي لا ترقى الى ضمان أبسط حقوق الإنسان التي يقرها دستور البلاد والمواثيق الدولية.
وفي ظل هذه الأوضاع، فان المكاتبالإقليميةتسجل ما يلي:
- افتقار جلالمناطق الجبلية إلى المسالك الطرقية بالمواصفات الوطنية المعتمدة والآمنة وهشاشة الموجود منها مما ينتج عنه عزلة هذه المناطق وتعرضها لكل المخاطر في الحالات الاستثنائية خاصة أمام تساقط الثلوج في فصل الشتاء بل وحتى في تساقط الأمطار المتوسطةوالنقص المهول في الماء الشروب في فصل الصيف.
- افتقار هذه المناطق الى مراكز للإيواء والمستشفيات وفرق إنقاذ كافية مجهزة بالوسائل اللازمة لدرء المخاطر.
- عدم توفير الأعداد الكافية من الآليات الكفيلة بفك العزلة عن المناطق المنكوبة من كاسحات الثلوج وعربات الجر والإنقاذ (الطائراتالعمودية) ...
- توزيع المؤن والمساعدات، بالرغم من ضآلتهما، بمزاجية أعوان السلطة وانحيازا إلى بعض الجهات التي تقوم بحملات انتخابية قبل أوانها، وعلى غير مستحقيها.
- عدم توفير وسائل التدفئة من حطب وغاز وكهرباء.
- انقطاع الطوق وسائل الاتصال، وانقطاع الكهرباء.
- التوقف عن الدراسة لمدة تزيد عن 15 يوما في بعض المناطق.
- الهجوم الشنيع الذي يشُنه الرعاة الرُحل على ممتلكات الساكنة بمنطقة بالقاع بإقليم أشتكن أيت باها بصفة خاصة وبالإقليم بصفة عامة.
وتطالب المكاتببمايلي:
- تدخل الدولة من خلال الولاة والعمال ورؤساء المجالس الجهوية والإقليمية والترابية لمعالجة هذه الأوضاع المحرجة في إطار برنامج وطني قائم على مقاربة تشاركية تنموية شاملة ومندمجة خاصة بالمناطق الجبليةمؤطرة بقانون الجبل المأمول تشريعه، وتجدد مطلبها الملح باحترام المواثيق الدولية والحقوق التي يقرها الدستور،
- تعويض عن الساعات الضائعة من التدريس في المناطق التي توقفت فيها الدراسة طيلة مدة تساقط الثلوج،
- تعويض مادي ومعنوي للساكنة عن نفوق الماشية جراء البرد والجوع وعن سقوط الدور والبناياتوالمنازل بسبب الثلوج،
- توفير العلف للماشية وكذا حطب التدفئة بأقل ثمن والسماح للساكنة الجبلية بتجميع حطب التدفئة من الغابة، وترميم الشبكة الكهربائية، واعتماد تعرفة مناسبة للكهرباء من قبل المكتب الوطني للكهرباء في الشتاء والثلث الأخير من الخريف،
- شق المسالك الطرقية وتعبيدها، مع وضع آليات للصيانة،
- إنشاء مستوصفات ومراكز للاستشفاء، والإيواء، مزودة بأطر طبية وإدارية واجتماعية دائمة، وتزويدها بالوسائل الطبية والأدوية،
- رصد ميزانية دائمة لساكنة الجبل، تتماشى مع البرامج والتطلعات التي يجب تنفيذهما على المدى القريب والمتوسط والبعيد،
- إحداث حجرات مدرسية في التجمعات السكنية النائية عن المداشر،
- إشراك المجتمع المدني في وضع سياسة تنموية واجتماعية للجبل وساكنته،
- قطع كل ما من شأنه أن يستغل هشاشة وضعف بل وبراءة ساكنة الجبل،
- عدم إقصائها من الاستفادة من الدعم الذي يُخصص للجمعيات على المستوى المحلي والإقليمي والجهوي،
- عدم إقصاء الطلبة من الاستفادة من المنح الدراسية دون قيد ولا شرط ومن تكاليف التنقل والسكن بالأحياء الجامعية ومؤسسات الإيواء تفاديا للهدر المدرسي والعزوف عن الدراسة،
- ضرورة تدريس اللغة الأمازيغية، لغة الأم، بالمناطق الجبلية،
- الحفاظ على الهوية الثقافية والاجتماعية والمهنية لساكنة الجبل،
- إنشاء مراكز للتكوين والتأهيل في الحرف والمهن المحلية، وإحياء المنقرض منها في المداشر،
- إنشاء متاحف للتعريف بالهوية، وخزانات ودور للثقافة والشباب، وترميم المنشآت التاريخية والتراثية والإنسانية، والحفاظ على الموجود منها،
- احترام التقسيم القبلي للأراضي والمياه، والعرف المحلي، ورفع يد إدارة المياه والغابات عنهما، وإلغاء كل الظهائر الاستعمارية الخاصة بها.
- احداث الجامعة المستقلة، وكذلك احداث كلية الطب والمدارس والمعاهد العليا التابعة لها بجهة درعة تافيلالت.
وفي ذات الوقت فإن المكاتب الإقليمية تناشد كافة القوى الوطنية وكل الضمائر الحية لبذل المزيد من الرعاية والاهتمام لفك العزلة عن المناطق الجبلية، كما تثمن تفاني ساكنة الجبال وإخلاصهم في المحافظة على الارث التاريخي التقليدي لمواجهات التحديات والكوارث الطبيعية، وتدعوهم إلى رص الصفوف لمواجهة سياسة الإقصاء التي تطالهم.
المكاتب الإقليمية:مكتب إقليمي ميدلت - مكتب إقليمي تنغير - مكتب إقليمي الحسيمة (كتامة)- مكتب إقليمي العرائش (بني كرفط)مكتب إقليمي إفران - مكتب إقليمي الحاجب - مكتب إقليمي الخميسات- مكتب إقليمي بيوكرةمكتب إقليمي أزيلال - مكتب إقليمي مراكش –مكتب إقليمي الحوز-
مكتب إقليمي تارودانتإغرم)- مكتب إقليمي بولمان- مكتب إقليمي صفرو - مكتب إقليمي خنيفرة
أوكي..