العدالة والإنصاف والمصالحة الاقتصادية للمغاربة
الأنوال بريس -أحمد العسالي -
في خطاب جلالة الملك الموجه للغرفة الثـــانية ,الـــدعوة كانت أكثر وضوحا للعدل والمساواة والإنصــاف والكــرامة ويبقى السؤال: من سينــصف المغاربة أجمعين في كرامة العيش؟ هذا هو مطلب جميع المغاربة: الـــكرامة والعدالة الاجتماعية والإنصاف, من منا لا يريد أن تسود هذه الثقافة في البلد ويحس المواطن أن له قيمة وأنه فعلا مواطن بينهم بهذه النعم و أفضل القيم ؟ جلالة الملك يأمـرولكن من ينفــذ ؟ وأين الخــلل؟ أين هو الــواجب؟
ما يجعلنا نتســـــاءل هل الذين يسيرون شؤون الدولة ليست لهم رغبة في التغير؟ اوهل قادرون على التغيير ام متخاذلون كي يكرسون الظلم الاجتـماعي ام انتهت صلاحياتهم لتقديم نموذج تنموي قادر على دخول تحولات نوعية سليمة لرفع التحديات المقبلة؟
مستحيل لتنمية الوطن دون مؤســـسات مواطنة, أحزاب وطنية بالفعل الحقيقي, وبحكومات ديمقراطية ومواطنة ومســـــــؤولين حكوميين يوثرون مصلحة الوطن والمواطنين بكل إيثار.
ومن دون شعب ينتخب من يستحق وفي الأخير يدفع ثمن صوته منقلبا عليه دافعا ضريبة تصويته على من يثق فيهم.
نعلم ويعلم كل مواطن مغربي انه يتحمل جزءا كبيرا في تدهور حياته الاجتماعية. وهو سبب وصول الانتهازيين لـــمراكز القـرار وانتشار الفساد,لــكن المسوولية الكبرى والمحاسبة عليها يجب ان يعرفها ويتحقق تطبيقها فعلا منها جميع كل المغاربة وكما نص عليها دستوريا . لا غرابة أن المطلب الرئيس و الأول, هو النمــاء وحفظ الكــرامة للشعب وخصوصا كـــرامة وعـزة الشباب كــــرأس المال القوى ودراع الوطن الحي،فهل من آذان صاغية ؟
فوراء الشباب حياة ,شغــل , زواج , تطبيب وتربية .جيل كامل وأجيال لضمان حفظ النسل...الخ.
إن الشباب يريد الكرامة الحقيقية وهي التوزيع العادل للثروات وتخفيض تكاليف المعيشة التي وصلت فوهة البركان ,فهل يريدون أن ينتـفض الشعب ؟
ستكون ثورة حقيقية بمطالب سوسيو- اقتصادية كما حدث في الحسيمة وزاكــورة وتنغــير وجرادة واللائحة طويلة ،وستكون عاصفة ،مدمرة ومقسمة للبلد كما تم تقسيم الشرق العربي،ولازال يكابد في شرخٍ كبير و خطير الى الآن.
فكيف يمكن رد أو زرع الثقة بينـــه وبين الــدولة كي تبقى البلاد في امن وامان واطمئنان؟.
فالنموذج التفقيري للحكومتين الأخيرتين أحس به جلالة الملك منذ أكثر من أربع سنوات ولاشيء تحقق مما أراد تحقيقه نلك البلاد ، لأن الإدارة المغربية دخلت نفقا اكثر فســــادا,تعليم مرتشيا ,شركات تغلق بالالاف...الشعب المغربي لم يعد يثق في المسؤولين السياسيين ولا حتى الإداريين لأنهم السوسة وأصل الداء.
اذا،علينا إجراء أبحاث على قدراتنا العــــقلية ونموذج الاخـــلاق التي تحكم سلوكاتنا وتصوراتنا قبل الحديث عن بـرامج ومخططات التنمية , لأن الخـــلل في عقولنا و ليس في البرامج و الخطط، ومواطن الخلل في زمننا لم تعد تخفي الحقـــيقة.
فالحق حق والباطل باطل, وتبقى العـــــــاقبة للمتقين.
أوكي..