جدل التحول الجنسي مستمر.. إيران و تايلند تتصدران لائحة القيام بعمليات تغيير الجنس

الأنوال بريس
في بلد يتصدر دول العالم في الادمان على المخدرات وتعصف به الازمات الإقتصادية إلا أنها تسمح بعمليات تغيير الجنس فالمئات من الرجال خضعوا لجراحة من أجل تغيير نمط حياتهم والعكس.
وتشير الأرقام إلى أن عدد عمليات تغيير الجنس في إيران أكثر من أي دولة أخرى في العالم باستثناء تايلاند.
فقد أصبحت عمليات تغيير الجنس قانونية في ايران منذ أن أصدر آية الله الخميني الزعيم الروحي للثورة الاسلامية فتوى دينية تسمح بذلك منذ 25 عاماً. حتى أن الحكومة الإيرانية تقدم ما يصل إلى نصف التكلفة للراغبين في الحصول على المساعدة المالية من أجل عمليات تغيير الجنس.
ويكون الدافع وراء التحول الجنسي غالبا مرض يعرف باسم اضطراب الهوية الجنسية الناجم عن مشاكل في الدماغ و الجهاز التناسلي و و اختلال في أداء الغدد وغفراز الهرمون بحيث يشعر المصاب بأنه ينتمي من حيث المشاعر و الأحاسيس و الميول و أحيانا الأعضاء إلى جنس مغاير لجنسه.طبعا هذه الحالة تكون على الاغلب ولادية تظهر أعراضها و بوادرها في سن الطفولة و تزداد ترسخا بمرور الوقت و تؤدي إلة معاناة كبيرة إلى بحيث غالبا ما يميل المصاب إلى الوحدة و الانزواء عن أقربائه و تظهر عليه أعراض الكآبة و القلق.
و من الناحية الأخلاقية و الشرعية و القانونية هناك خلالف كبير حول التحول الجنسي،مابين مؤيد له بشدة و رافض له تماما..أما من الناحية الاجتماعية فمعظم الناس لديهم عدم تقبل و شعور بالصدمة لدى احتكاكهم بشخص متحول جنسيا،لذا فإن المتحولون غالبا ما يبقون أمرهم طي الاكتمان وقد لايعلم بشأن ماضيهم سوى أقرب المقربين و أفراد عائلتهم.
التحول الجنسي ليس سهلا من الناحية الجسدية فقط بل حتى النفسية أيضا، حيث صعوبة التكيف مع الحياة الجديدة و الاندماج و نظرة المجتمع التي تطاره في كل مكان، إضافة إلى التكاليف المالية و التأثيرات الجانبية للعمليات الجراجية و الهرمون العلاجي...كلها أمور تؤدي إلى انهيار المتحول جنسيا و قد تقود إلى حالة الاكتئاب و المرض النفسي و الانهيارات العصبية و الانتحار.
وخلال السنوات الأخيرة لوحظ ارتفاع نسب الإقبال على عمليات التحول الجنسي في الدول العربية بحسب الإحصائيات الصادرة عن وزارات الصحة، كما لم تعد هذه الجراحات تجرى فقط في الدول الأوروبية ولم تعد تخضع لدرجة عالية من التكتم والسرية، كما في السابق.
وبحسب وزارات الصحة في الدول العربية المسلمة التي تجيز إجراء هذه النوع من العمليات مثل المملكة العربية السعودية ومصر، فإن ازدياد أعداد القائمين بها يرجع إلى سببين رئيسيين أولهما ارتفاع الحالات المرضية التي تشكو من اضطراب الهوية الجنسية، وثانيهما قبول المجتمع لهذا النوع من العمليات على أنها علاج لمرض خلقي.
وبعيدا عن الجانب العلاجي والصحي وعن الشذوذ الجنسي والأمراض النفسية الخطيرة التي قد تدفع الإنسان إلى القيام بعملية التحول الجنسي اضطرارا، هناك من يختار وفق لقناعات شخصية القيام بعملية التحول رفضا للواقع وسعيا لتغيير حياته بشكل كامل.
ولئن اختلفت هذه الدوافع بحسب الجنس والإطار الاجتماعي والثقافي والبعد الديني وما يحمله ذلك من دلالات على اختلال التوازن بين الجنسين في المجتمع العربي المسلم، فإن أسئلة عديدة تطرح حول إقدام المرأة والفتاة العربية على القيام بعملية تحول جنسي رغم معرفتها لمخاطرها الصحية وتأثيراتها الاجتماعية التي قد تصل إلى نبذها من قبل عائلتها ومجتمعها، وهل يمكن أن تتخلص المرأة من طبيعتها نتيجة للضغوط والقيود الاجتماعية بالتحول إلى ذكر؟
معاناة الفتاة العربية في المجتمعات العربية المسلمة من الحيف والظلم وحرمانها أحيان من أبسط حقوقها ومن أغلبها ومقارنتها لما تلقاه من صدّ اجتماعي بما يلقاه الذكور من محيطها من اهتمام وتبجيل ومساعدة، يدفعها إلى تمني أن تكون مثلهم وتتمتع بما يتاح لهم لأنهم ذكور ورجال.
هذه المقارنة التي عادة ما تكون نتائجها صادمة للفتاة لما تكشفه لها من لا مساواة ومن غياب للعدالة حتى في محيطها الأسري الذي من المفترض أن يكون منصفا لها، تجعل تفكيرها ينصب على أن تبلغ الحظوة التي يكتسبها الذكور.
يضاف إلى ذلك ما تعانيه من تشدد وتزمت في الفكر المحيط بها الذي يرمقها دوما بنظرة الدونية ويعتبرها كائنا ناقصا، ومع تقدمها في العمر وبلوغها سن المراهقة والشباب يزداد رفضها لواقعها ولما تلقاه من أقرب الناس لها من مس من كرامتها وإنسانيتها، وهو ما يدفع كثيرات نحو الرغبة في تغيير جنسهن.
في المقابل قد لا تطرح حاملات هذا التفكير السؤال حول جدوى التحول الجنسي في تخليصهن من ربقة القيود والضغوط الاجتماعية، وقد يغطي اندفاعهن نحو تغيير واقعهن إلى التغاضي عن الإجابة، حيث تلاقي عديد حالات التحول الجنسي من أنثى إلى ذكر (حتى لأسباب صحية بحتة) نبذا ورفضا من محيطها العائلي والمجتمعي، وقد تجد نفسها أمام نظرة أكثر ازدراء لكونها متحولة جنسيا قد تنسحب عليه الأحكام الأخلاقية التي يوصف بها المتحولون جنسيا، وهو ما ينتج عنه صعوبات في الاندماج الاجتماعي والزواج وبناء أسرة عادية.
أوكي..