طبيب من أصول مغربية يستخدم طرقا جديدة في محاربة السرطانات النسائية بألمانيا

حقّق البروفيسور والعالم الألماني من أصل مغربي جليد سهولي رئيس قسم أورام النساء بالمستشفى الجامعي في برلين إنجازات في محاربة السرطانات النسائية.
يستخدم البروفيسور سهولي طرقا عديدة في محاربة السرطان مثل العلاج الجزيئي والعلاج المناعي، فضلا عن العلاجات التقليدية كالجراحة والعلاج الكيميائي.
ويتداخل مفهوم العلاج هنا بالبحث العلمي القائم في مركز بحوث السرطان الشامل التابع للمستشفى من أجل منح المريض أكبر فرصة ممكنة للنجاة من المرض الخبيث.
ويقول سهولي "نوقف إنتاج الخلايا السرطانية من خلال إعطاء المريض عقاقير لا تؤثر عليه ولا تتسبب في تساقط شعره، وتعمل بشكل مباشر على وقف إنتاج الخلايا السرطانية".
ويؤكد البروفسور سهولي أن السرطان كائن معقد له أوجه متعددة، وهو قائم على مبدأ التحولات في الطفرة الوراثية، وبعد عقود من الأبحاث والعلاجات بدا أن فهم بيولوجية السرطان هو أساس الانطلاق لعلاج المرضى.
ويضيف "نحاول فهم بيولوجية الأورام لأن ما توصلنا إليه الآن هو أن السرطان متعدد الأوجه والأنواع، مما يتطلب آليات مختلفة للتعامل معها، وعلينا أن نستفرد بكل نوع من هذه الأورام على حدة، فالاكتفاء بطريقة واحدة يشكل خطرا على المريض".
سيرته الذاتية:
وُلد البروفسور جليد السهولي المتخصص في طب النساء وسرطان الرحم في العاصمة الألمانية برلين.وهو ينحدر من عائلة مغربية هاجرت قبل أزيد من ستة عقود من مدينة طنجة شمال المغرب إلى ألمانيا بحثا عن العمل. وإلى جانب عمله كأستاذ محاضر في عدد من جامعات الطب في ألمانيا، يشرف الدكتور سهولي على إدارة قسم أمراض النساء والتوليد في مستشفى "شاريته" الذي يعد أحد أكبر مستشفيات العاصمة الألمانية؛ وهو المستشفى ذاته الذي أبصر فيه نور الحياة في ستينيات القرن الماضي. غير أن البروفسور قرر في السنوات الأخيرة خوض تجربة الكتابة الأدبية، فأصدر كتابين باللغة الألمانية، يحمل الأول عنوان "طنجة" والثاني "مراكش".
الكتابة وسيلة لاكتشاف الذات
وبعد أن استقر والدا سهولي في ألمانيا عام 1953، التحق الأب بأحد المصانع، فيما عملت الأم كمساعدة طبية غير متخصصة في إحدى مستشفيات العاصمة الألمانية. ولم يمنع عوز العائلة المادي الطفل من متابعة دراسته، بل وحفزه ذلك على نيل أعلى الدرجات خلال تعليمه الأساسي ثم الجامعي لاحقا. وفي حديث لموقع DWعربية، استرجع البروفيسور ماضيه قائلا " أنا من عائلة فقيرة جاءت لألمانيا لتحسين مستوى عيشها. ورغم قلة الإمكانات المادية، إلا أننا كنا نشعر بحب قوي ومتبادل لبعضنا البعض. وكان ذلك حافزا مهما لي للتطلع إلى مستقبل واعد من أجل أبواي وعائلتي".
أما عن تجربته الأدبية وسر مزجه بين الطب والبحث العلمي والأدب يقول البروفسور سهولي إن "الكتابة الأدبية شيء بدأه في مرحلة متأخرة من حياته". تجدر الإشارة إلى أن الطبيب سبق له أن نشر أزيد من عشرين كتابا طبيا حول مرض سرطان الثدي والرحم، إلا أن "طنجة" و"مراكش" شكلا بداية مسيرته الأدبية. ومن خلال حديثنا إليه، تبيّن أن الرحلات المنتظمة التي قام بها إلى المغرب، وجولاته في مدنه القديمة بأسواقها العتيقة كانت مصدر إلهام له للكتابة حول ذكريات الماضي وعمّا عايشه في مراحل مختلفة من حياته. وأوضح في هذا السياق أن "أبواي لم يشرحا لي كل شيء عن ثقافتي الأصلية. وبعد أن كبرتُ نما لديّ فضول سبرِ أغوار الثقافة المغربية خصوصا الثقافة الشعبية التي تعكس جوهر الإنسان المغربي".
أوكي..