بيان مجلس الإرشاد حول تعديل مدونة الأسرة
_4.jpg)
الأنوال نيوز
بيان جماعة العدل والإحسان حول تعديل مدونة الأسرة
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وإخوانه وحزبه
بيان مجلس الإرشاد حول تعديل مدونة الأسرة
تابعت جماعة العدل والإحسان -كباقي مكونات الشعب المغربي- ما نشر من تعديلات تتعلق بالمدونة، اهتماما منها بالأسرة وقضاياها التي تعد من أمهات القضايا في ديننا، وكان الأمل أن تستجيب هذه التعديلات لمتطلبات المغاربة وتطلعاتهم، وأن تزيدهم ارتباطا بهويتهم ودينهم وأخلاقهم النبيلة، لكنها جاءت على غير ما كان منتظرا.
ولئن كانت هذه التعديلات لا تزال عناوين عريضة، ويكتنف عددا منها الغموض، وتحتمل تأويلات عديدة، إلا أننا انطلاقا مما أذيع ونشر إلى حد الساعة نسجل ما يلي:

فعلى سبيل المثال هل يستقيم شرعا وعقلا أن نعتبر أن احتفاظ الزوجة أو الزوج ببيت الزوجية في حال وفاة أحدهما سيحقق مصالح أَوْلى وآكد مما نصت عليه آيات المواريث المنزلة من لدن حكيم عليم؟



فالعلماء ليسوا خبراء شرعيين كما يراد لهم، بل الواجب عليهم البوح بالحق والصبر عليه؛ لأن الله تعالى أخذ الميثاق عليهم بالتبيين وعدم الكتمان، ففي سنن ابن ماجه: "عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَحْقِرْ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَحْقِرُ أَحَدُنَا نَفْسَهُ؟ قَالَ: "يَرَى أَمْرًا لِلَّهِ عَلَيْهِ فِيهِ مَقَالٌ ثُمَّ لَا يَقُولُ فِيهِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ فِي كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: خَشْيَةُ النَّاسِ، فَيَقُولُ: فَإِيَّايَ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ تَخْشَى". كان الله لنا ولكم. إن العالم يبدع إذا كان حرّاً عزيزا وإلا كان اجتهاده ناقصا معيبا.


فماذا يراد لمستقبل هذا الوطن؟ وماذا يراد لشبابه وشوابه ورجاله ونسائه وأطفاله؟ هل يريدون للمغرب أن يصل إلى ما آلت إليه جل المجتمعات الغربية من تفكك أصبحت إحصاءاته أكثر من صادمة؟

إن الاستجابة المستمرة و المتزايدة للضغط الخارجي لن تزيدنا إلا ترديا وانسلاخا عن ديننا وقيمنا وفطرتنا.
إن هذه الاستجابة تتجلى اليوم في أوضح صورها، فهاهم المتنفذون في هذا البلد "يوفون" بالعهد الذي قطعوه لــ "سيداو" ( لجنة القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة) التي أمهلت السلطات المغربية إلى 2024 للجواب عن إملاءاتها، فها نحن نشهد في هذه الأيام الأخيرة من السنة المذكورة هذه التعديلات التي يتحايل بعضها على شرع الله خضوعا لتلك الإملاءات كقضية الإرث التي يتم التلاعب بأنصبتها.
وفي الختام نؤكد أن معالجة مشاكل الأسرة وإنصاف مستضعفة المستضعفين المرأة لا يمكن أن يتحقق إلا بمقاربة شمولية، فالأسرة جزء من كل، والعلاج ينبغي أن يكون تربويا تعليميا إعلاميا اجتماعيا اقتصاديا قضائيا، وسياسيا قبل كل شيء. فلا عدل داخل الأسرة إذا غاب العدل داخل الدولة وداخل المجتمع.
إن ما تعانيه المرأة المغربية من تهميش وظلم وقهر يعود جزء كبير منه إلى سياسات الدولة، وجزء آخر إلى العقلية غير السليمة لبعض الرجال، وكذا بعض أعراف المجتمع السقيمة. ولا يمكن إيجاد حل لهذا الواقع إلا من خلال تحقيق العدل من قبل الدولة، ومحاربة الفساد والافتراس ونهب خيرات البلد. ومن جهة أخرى يتطلب الأمر التركيز على التربية والتنوير، ونزاهة القضاء، وفاعلية المجتمع المدني. وبعد ذلك يأتي دور القوانين كخطوة مكملة لهذه الجهود، في ظل شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
حفظ الله أسرنا وبلدنا من كل سوء ومكروه. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
أوكي..