بيان الجمعية المغربية مكارم للأخلاق والقيم حول السلوكات الشاذة في الأفلام المعروضة بمهرجان مراكش الدولي للفيلم 2024
الأنوال نيوز
بيان الجمعية المغربية مكارم للأخلاق والقيم
تنفيذا لمخططات إفساد الذمم والأخلاق التي يخوضها أعداء الفطرة الإنسانية السليمة، وخصوم نهضة الأمة والمتواطئون معهم، فإنه يتم العمل حثيثا من أجل فرض منظومة قيم مشوهة على شعوب العالم، اعتبارا للغاية التي تؤكد أن الهيمنة الثقافية التي تقضي على الخصوصيات الدينية، وطبيعة العلاقات والمؤسسات المجتمعية، والأخلاق والمبادئ الراسخة، والعادات السائدة، هي مفتاح الهيمنة السياسية والاقتصادية التي تجعل من هذه الشعوب ودولها سوقا استهلاكية لكل منتجات الماكنة الغربية، وبالذوق والمنظور الغربيين.
وإذا كانت السينما تتوسط بين منتج ومستهلك أو مستهلكين، فإن دولا وظفتها لبناء وتشكيل القيم وتنمية الحس النقدي، وحفر أحداثها التاريخية العظمى في الأذهان، والتعريف بميزاتها الجغرافية والاجتماعية والسياحية، وعلى العكس هناك دول اكتفت بالاستيراد من سوق الأفلام الرخيصة فكانت لها عبارة عن معاول للهدم، أو في أحسن الأحوال وسائل للفرجة المنحطة.
أما الغرب فجعل من السينما، في سياق الصراع الحضاري، سلاحا فتاكا بالأمم، بل صناعة احتكرها لإنتاج أسلحة دماروإفساد القيم وأخلاق الشعوب المغلوبة على أمرها، ويبقى أخطر منتَج هو الصورةُ التي هي أمضى أداة تعبيرية للهيمنة الثقافية والاديولوجية كما يوضح الخبراء. وبناء عليه فإن من مسؤولية رجال الدولة، وسلطاتها المعنية، أن يكون لهم حس ثقافي كاف ليميزوا النافع من الضار سواء كان المنتج السينمائي محليا أو وافدا. وذلك لأن الرأسمال الثقافي للشعوب لا يعوض، وهو جزء من هويتها وخصوصيتها التي تنبُع منها استقلاليتُها وقوتُها. فلا يعذر مسؤول بجهله للواجب.
في بلدنا المغرب مالت الكفة نحو تجاهل الواجب، ففي مهرجان مراكش الدولي للفيلم في دورته (29 نونبر-07 دجنبر2024)، الذي ينعقد في أحلك ظرف تعيشه أمة الإسلام حيث حرب الإبادة على غزة من طرف الكيان المحتل لفلسطين، وبتعاون علني من طرف أمريكا ومعظم الدول الغربية، ضَارِبِينَ بكل القيم الإنسانية وحقوق الإنسان عرض الحائط، وفي تحد تام للقانون الدولي، وهيئات الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، وتظاهرات الأحرار بمن فيهم الشعوب الغربية نفسها، ناهيك عن تظاهرات الشعب المغربي التي لا تَفتُـر. كل هذه الأحداث وفظاعتها لم يكن لها صدى لاعند المنظمين ولا عند الفنانين، ولوعلى سبيل التشبه بكثير من الهوليوديين. فمهرجان مراكش الذي لا يزال مستمرا، عوض أن يقدم لجمهوره الفن، قدم له انحرافات تمجها الفطرة ويمجها كل ذوق أخلاقي سليم، حيث كان للشذوذ الجنسي النصيب الأوفر في صور ومشاهد فاضحة تُظهرأفعالا خادشة للحياء العام، متعارضة مع الفطرة السليمة، ومحرَّمة إسلاميا، ومجرَّمة في القانون المغربي، ما اضطر الكثيرين ممن حضروا العروض إلى مغادرة القاعة رافعين أصواتهم احتجاجا على ما صدموا به!.
هذه الوقائع الممجوجة علقت عليها العديد من الصحف والمواقع المغربية والعربية، وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي المشاهد الشاذة، ما جعل التنديد بما وقع في مدينة يوسف بن تاشفين رحمه الله، قائد معركة الزلاقة التاريخية ينطلق كالنارفي الهشيم. ولم تقف انحرافات واستفزازات مهرجان مراكش في تحدّيه للمغاربة عند هذا الحد، وإنما تعداه إلى إعطاء الكلمة لمخرج أحد الأفلام المشاركة، ومن على المنصة بلباسه وحركاته المستفزة، وتحت التصفيق، ليعترف بشذوذه الجنسي ودفاعه عمن سماهم بالشباب المغاربة من المثليين!.
إننا في الجمعية المغربية مكارم للأخلاق والقيم إذ نندد بسوء ما صدرعن مهرجان مراكش الدولي للفيلم 2024، وخاصة تلك المشاهد والتصريحات الشاذة عن المروءة والفطرة السليمة، نعلن للشعب المغربي ما يلي:
1-رفضنا لما عُرض في الأفلام من مشاهد الشذوذ الجنسي والتصريحات المتعلقة به
2- تحميلنا مسؤولية ما تم من طعنات، في حق دين المغاربة وأخلاقهم وفطرتهم السليمة وذوقهم الرفيع، للسلطة المغربية عبر الوزارة الوصية على الثقافة، ولإدارة المهرجان، ونطالب الجميع بالاعتذار للشعب المغربي.
3- إشادتنا بالجمهور الذي صاح في وجه مقدمي هذه الانحرافات، وانسحب احتجاجا على سوء ما شاهد.
4- تجديدنا لتضامننا مع مقاومة الشعب الفلسطيني من أجل تحرير أرضه، وتنديدنا بما يتعرض له من إبادة جماعية وتهجير وتجويع وتدمير للبنايات والمدارس والمستشفيات من طرف جيش الاحتلال، ومطالبتنا الضمير العالمي بإيقاف عجلة القتل وتحقيق السلام العادل.
5- مناشدتنا لشبابنا المغربي لمزيد من التشبث بمكارم الأخلاق والقيم السامية، من شهامة، وعزة نفس، وتهمُّم بمصلحة الوطن والأمة، والتعامل بعقل ناقد مع السلوكات والثقافات الوافدة علينا.
6- تذكيرنا لمن هم في موقع المسؤولية بأن ترسيخ الفضيلة مطلب شعبي كُلفته قليلة، والتطبيع مع الرذيلة مطلب غريب عن الأمة خسارته جد ثقيلة.
7- ندعو هيئات ومنظمات المجتمع المدني لتأسيس جبهة مغربية تعنى بترسيخ منظومة القيم الإنسانية المثلى والأخلاق الرفيعة، وتناهض كل ما من شأنه أن يضر بهذه المنظومة.
المكتب الوطني للجمعية المغربية مكارم للأخلاق والقيم
أوكي..