الثابت والمتحول في الخرجات الإعلامية لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية
الأنوال نيوز بقلم : عبد العزيز ملوك
على امتداد العصور، ساهمت المؤسسة الدينية ببلادنا بما ساهمت من أجل الاستقرار المجتمعي والوحدة والتضامن بين جميع اطياف الشعب المغربي الواحد من خلال استثمار معارف علمائها ووعاظها في تحصين المجتمع المغربي فكريا وحماية أمنه الروحي وطريقة تدينه وتهذيب أخلاقه.
وهنا ومن هنا تكمن مسؤولية الدولة كضامن أساسي ورئيسي للاستقرارالمجتمعي الضروري لاستمرار حماية الفرد والمجتمع المتوازن بمختلف مكوناته وعلى جميع المستويات التي تتحقق عند توفير مجموعة من الشروط التي تشكل كلا متكاملا من حقوق المواطنة، وهنا نتحدث بالخصوص وعلى الخصوص عن توفير الحاجات والاحتياجات الأساسية والضرورية من عدل وأمن وأمان وراحة واطمئنان وتربية وتعليم وماء وغذاء ودواء وشغل، الشيء الذي ينسجم أفقيا مع دولة الحق والقانون وعموديا مع قوله سبحانه فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وامنهم من خوف...
مناسبة الخوض في هذآ الموضوع بكثير من الحيطة والحذر والمناسبة شرط كما هو متعارف عليه في فقه النوازل الذي يقدس مقولة الشيء بالشيء يذكروالمناسبة شرط هو تداول وتناقل جميع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي جميع لقاءات واجتماعات وتصريحات وزير الأوقاف الدكتور أحمد التوفيق التي كثرت وتكاثرت هذه الأيام وعلى الخصوص المتعلق منها بالعلمانية التي أثارت الجدل وتركيز الخطباء والوعاظ على الزكاة مع التحلي بخصلتي الطيبوبة والفطنة السياسية حتى لا يسقط أحدهم في محضور خدمة المخططات الأجنبية سواء عن قصد او بدون شعور وقصد.
من الثابت أن هناك مخططات تقوم على ضرب المسلمين بعضهم ببعض وتعيق تقدم بعضهم ببعض، ولنا فيما يقع ووقع في سوريا والعراق ولبنان خير دليل؛ والمسلمون والكافرون على حد سواء يشاهدون كيف تقاتل الطوائف الاسلامية المسلمة بعضها البعض وأتباعها يرددون على حد سواء الله أكبروالله براء من كلتا الطائفتين.
من الثابت أن المملكة المغربية دولة إسلامية، تستند في حياتها العامة على ثوابت جامعة تستند على الدين الإسلامي السمح، كجزء محوري وأساسي محدد للهوية المغربية التي تعتبر إفرازا لتشكلات تاريخية لمختلف الحضارات والثقافات والروافد التي تعاقبت على هذا البلد الأمين والتي بدأت تترسخ في نموذج تدين مغربي خاص ومتميز ومستقل منذ أزيد من اثني عشر قرنا.
من الثابت أن دور وزارة الأوقاف يرتكز أساسا صيانة وحماية الأمن الروحي
للمغاربة كأساس للاستقرار المجتمعي يتضح بشكل جلي من خلال التصدي لمحاولة قيام بعض الجهات والأطراف الخارجية بتصدير أفكار متطرفة أو نماذج منحرفة من مفاهيم الدين والتدين يكون الهدف منها استقطاب شباب وتجنيدهم وارسالهم كمقاتلين الى بؤر التوتر والجهاد أو زرع بذور الفتنة الطائفية بين افراد المجتمع المغربي الواحد لضرب وحدة المذهب والعقيدة.
من الثابت أيضا أن بلادنا كانت دائما هدفا لمخططات تنظيمات ارهابية تعمل على زعزعة استقرارها واستهداف أمنها الروحي سواء على المستوى الفكري، من خلال اختراق المجتمع عبر الترويج لأفكار متطرفة، أو من خلال عمليات إرهابية تم تنفيذها فعليا بواسطة خلايا نائمة، حيث ما فتئت الأجهزة الأمنية تفكك العشرات منها.
لكن المتحول وربما هذا هو سرهذا الخروج الاعلامي المكثف للسيد الوزيروالمثقل بإشارات ورسائل ترمي وتنطوي على أطروحة الأمن القومي الرحوي انطلاقا من سياسة دينية أساسها المذهب المالكي وامارة المؤمنين هو تنامي وتزايد النفوذ الإيراني في بعض الدول العربية عبر دعم جماعات مسلحة وسياسية ترفع لواء المقاومة خدمة لأجندة ايرانية صرفه استطاعت بدهاء هذه الأخيرة ان تستفيد من تعاطف أوساط دينية مغربيةحزبية يا حسرة غيرواعية أمنيا بالخطر والتهديد الأمني الذي يكمن في التلاعب بالمشاعر الدينية للمغاربة واستغلال تعاطفهم مع قضايا الأمتين العربية والاسلامية، وخاصة القضية الفلسطينية .
وهي رسالة واضحة الى ذلك الذي.....لا يهمه الأمر أنه لا يمكن بتاتا السماح للدين بأن يكون غطاء لأجندات جيوسياسية أجنبية تسعى إلى تقويض وحدة بلادنا استقرارها لتحقيق مكاسب سياسية أو انتخابية وأن الهوية الدينية لأبناء هذا الشعب الواحد على اختلاف مشاربهم، جزء لا يتجزأ من كيان سياسي مغربي واحد موحد بإمارة المؤمنين وسليم مستقل ومستقيم على الهدي المحمدي لرسونا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وهي اشارة تدعو العلماء والوعاظ إلى استحضار حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وموازنة ومزاوجة معادلة تعاطفهم مع قضايا الأمة الإسلامية بحسابات السياسة الواقعية التي تنسجم مع المصالح العليا للمملكة وثوابتها، معادلة تصون الاستقرار وتوحّد الصفوف وتضمن الأمن والأمان، وتجعل من الدين قوة تعزز السيادة وتحمي الوطن من التحديات والتهديدات الخارجية.
عيشي يا بلادي الغالية يا حبي لكبير.
أوكي..