الحاجة الإمبريالية دائماو دائما لسايس بيكو وايكس ليبان جديدين ذ. عبد الواحد حمزة
الحاجة الإمبريالية دائماو دائما لسايس بيكو وايكس ليبان جديدين ذ. عبد الواحد حمزة – عضو المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد.
يأتي الحرج والصعوبة في التعليق وبالأحرى تقييم زيارة رجل دولة فرنسا الأول ماكرون إلى المغرب، مصحوبا اولا بزوجته، وثانيا بطاقم كبير من مستشاريه، صعوبة وحرج العمل على استجلاء الأهداف واستخراج النوايا المستخبية وراء كل ذلك، في الاستقبال والبرلمان والشارع والقصر والعشاء... وفي هذا الظرف بالذات، الا ما يسمح به الرجوع النشط الى التاريخ الراهن،
كل ذلك حتى نتمكن من أن نعطي للحدث حقه، مخافة إذن ان يعكس او يخفي البروتوكول الهاءل- كيف لا ورئيس الدولة المغربية بنفسه كان على عتبة الطيارة، التي أقلت ماكرون ومن معه، حين نزوله- بالرباط العاصمة.
ثم، ايضا، لأن الحذر واجب، و لان ما تجيده نخب بلادنا/ القادة، وما يدخل صراحة في الماركوتينغ السياسي، أن يكون الهيلمان والبهرجة ليس أكثر من مسرح وواجهة براقة لتعميق وتوسيع وتكريس "استعمار جديد" ملتو، متخف ومهيمن، في طبعته الاولى، كما رأيناها ابان الاستقلال/ الاستعمار، والثانية، تكاد تعبد نفسها اليوم،....، أن لم تكن على شكل مهزلة، فقد تكون على شكل مأساة...!
ذاك انه كانت مرارا وتكرارا معاهدة ايكس ليبان/ 1955، وقد شكك الكثير من المؤرخين في صدق نواياها الاستعمارية الحقيقية!، وأصبحت تتكشف بنودها وحبالها واهوالها، بالتدريج و شيءا فشيءا، عند الخاصة قبل العامة، سابقة لطبعتها اللاحقة / 2024، اليوم...! فهل التاريخ يعيد نفسه، ام هو تشاؤم الذكاء !؟
تحرر بلادنا النسبي- المغرب- من استعمار مباشر كاد يقتل فيها وفيه وفينا وفي الجوار....كل شروط التنمية، و على الوحدة الترابية/الوطنية، يقضي على حلم المغرب العربي وعلى استراتيجية الوطن العربي القومي او الاسلامي،.... و كل شامات الكرامة والنخوة....،حيث أصبحت البلاد تعاني من نمو كببر/ استثمارات ضخمة دون تنمية بشرية واجتماعية حقيقية ( انظر تقارير المجلس الأعلى للتخطيط)، و حيث العولمة جعلتنا من الصعوبة بمكان ان نستعيد كامل استقلال وسيادة بلدنا، أن على المستوى الاقتصادي او السياسي، والحماية الحاسمة لثغور وحدتنا الترابية، كاملة غير منقوصة، شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، ....
كل ذلك سمح لعديد من المحللين السياسيين أو الزعماء الوطنيين، بالقول من أن بلدنا كان ولايزال يءن تحت وطأة وهيمنة الغرب، وفرنسا خصوصا- وهو العالم الذي يحتاج اليوم إلى توسع امبريالي أشرس من أي وقت مضى، ومن توحش سافر أكثر من أي زمن فات- مما جعل استقلالنا "استقلالا منقوصا" وصحراؤنا محط الأطماع و على محك الاستعمار( العدناني الجيلالي، المغرب، 2014.
وللاشارة فان ترتيب فرنسا اليوم عالميا تراجع عالميا من الدرجة التالثة إلى الرابعة، ثم إلى السابعة، وتم فسخ علاقاتها النيوكولونيالية مع عدد من دول أفريقيا، كمالي، مثلا، بعد ان اختارت وتحزمت بتحالفات اقوى منها، كالروس، مثلا والقوة الصبنية الناعمة، و اصبحت حاجتها أكثر اليوم إلى تصدير أزماتها وإلى االحث عن مجالات توسعية وحيوية لاقتصادها، وقد تحشد انيابها الناعمة... اذا اقتضى الأمر، دفاعا عن مصالحها...!
اما على مستوى التراب الوطني، فكلنا يعلم اليوم كم من اراضينا اضحت أراضي مبتورة، ذات سنة 1956، او في ما مضى، حيث بدأ الاستعمار أولى تدخلاته وتربصاته بالجنوب/منطقة توات 1860، على أن يوسع بالتدريج الحماية على كامل التراب المغربي. تلك كانت "سياسة التخوم وتعليق الحدود إلى حين" ( انظر العدناني، مرجع سابق)، التي انتهجها الاستعمار الفرنسي والتي تسببت في الكثير من الاطماع والقلاقل والمشاكل والحدود مع الجيران، وهب الحدود التي رسمها لترثها الجزائر ( انظر العدناني، سابق)، الخ. وكان من العملي ان يرسم المغرب حدوده منذ الإستقلال، غير أن اعتبار القصر ، ذلك، شان داخلي و من الممكن ان يحله اخويا مع الجيران كان تقديرا خاطئا. و قد خط الاستعمار اكثر من خطة لنشب القلاقل والحروب في المنطقة وعلى تخومها، و حيث مرت عشرات السنين دون حسم نهائي لسيادتنا القانونية والسياسية على اراضينا.
و حيث تم ايقاف جيش التحرير والتآمر عليه في "معركة ايكوفيون"/ 1957 ونزع سلاحه، وادماج القسم الكبير منه في الجيش الوطني المغربي، وتصفية الرافضين منه، ووقف المقاومة والتحرير، وفتح ابواب الارض على الطامعين، اليوم، خاصة لما تم اكتشاف الفوسفاط والغاز والحديد، إذ أن منطقة الصحراء من أغنى مناطق العالم تروة، و ليلتزم من استسلم، بعدها، من المقاومين، بسياسات قادته الجدد، ....و لعل بؤر الاستعمار كانت قد بدأت تتسلل الى البلاد، بشتى الحيل، قبل ذلك، لأكثر من قرن!!!.
في السياق التاريخي الماكروني:
مرت سنة على زلزال الحوز المشؤوم وتم الاستغناء- اسفا- عن نية فرنسا مساعدة ضحايانا تحت الانقاض، مساعدة إنسانية منها، لخبرتها العلمية والتقنية والمدنية، و ل" تحضرها" في مجال الحوادث والفياضانات والزلازل، فخاطب ماكرون المغاربة مباشرة ! عن "حسن نية" فرنسا، ربما، كالكثير من دول العالم الكبيرة، في المساعدة الانسانية، في ما حذقت و نبهت السلطات المغربية على أنها قادرة على تدبير شؤون الزلزال بنفسها، تنظيما لوجبيستيكيا للعرض الدولى، وجرت مياه كثيرة تحت النهر، لامجال للحديث بتدقيق عنها الان، كمال ومصير المساعدات المالية المجمعة وكمصير الارض و حقوق الانسان بالمنطقة المنكوبة،....
لكن السؤال المطروح، اليوم، لماذا رفضت المملكة البارحة عرض ماكرون في ما تم استقباله اليوم أيما استقبال، وكيف ولماذا تحلل جليد ثلاث سنوات تقريبا على تباعد بين بلدنا وفرنسا، عموما، فظهر اليوم استقبال لرجل دولة حقيقي!؟ فما الذي تغير في غضون السنة الواحدة، والثلاث سنوات السابقة كلها، ام أن السياسة تقاس ببيض النمل، كما قال لينين، كما تتبدل فيها المصالح ببن عشية وضحاها، و تغير المواقف، وان لا صديق داءم في هذا العالم ولا عدو وخصم دايم، كما قال تشرشل...!؟
وذلك، علما ان عاهل البلاد تقدم في افتتاح البرلمان لهذه السنة/ 2024 بدعوة رسمية للرئيس مكرون، كانت قد سبقت ذلك ترتيبات رسمية من تحت الطاولة، اثناه هذا الاخير عليها/ على الدعوة- حضوريا/ عمليا- في خطابه داخل قبة البرلمان المغربي، وأن فضل عاهل البلاد أن يغيب عن الجلسة، فظهر ماكرون متحدثا وحيدا مزهوا من قلب قبة البرلمان في أمور جدية لا تسعف معا الهواتف والانترنيت..، وتدعو إلى تطبيق أكثر من مسمار على طاولة الامضاءات الرسمية !!
لعله من الصعب و المحرج اليوم، على اثر زيارة الوفد الفرنسي الوازن، صحبة عدد غفير من رجال أعمال وخبراء فرنسا، وعلى رأسهم الرئيس ماكرون، فامضاء حوالي 22 اتفاقية او نوايا ووعود للتعاون بين البلدين، ولمدة ترهن تلاثين سنة من قدر المغرب، في مجالات شتى، وفي "الصحراء المغربية، اليوم وغدا"، لصالح الساكنة المحلية بالجنوب، دون الاشارة الصريحة الى ما ستستفيذه فرنسا من هكذا عقود، على مستوى تأمين المال والشغل وغير ذلك، لأبنائها ...سبق اذن وان كان السبق لفرنسا/ المستعمر القديم، فيها، مقارنة مع طموح "دول غربية عظمى" أخرى، أو صاعدة، وايبانيا على وجه الخصوص، مؤكدة ما سبق من عقود والتزامات بينها وبين المملكة الشريفة. كيف لنا أن لا نسأل و قد جربنا نتائج عقود تجارية واقتصادية سبقت لنا مع فرنسا، دون فاءدة كبرى على بلادنا!؟
والحال ان المصلحة الوطنية قد تقتضي يوما ضرورة تعامل بلدنا للمثل بالمثل، مع بلدان اخرى، كان تعقد اتفاقا جديدا مع روسيا، اليوم، مثلا، لا يحدوه الا تبادل المصلحة المشتركة و الندية الشريفة، لغة اليوم النافذة، في عالم كثير التموج والتحول واللايقين..!!...!
لقد ذكر ماكرون في خطاب رسمي وعلني، اكتسب كامل الشرعية الشعبية، حسب ما تقتضيه الديموقراطية، بمعناها الغربي، مشرعن امام البرلمان المغربي/ ممثلي الامة، وامام "العالم الديموقراطي الغربي"، المؤمن ب"المؤسسات"، وعلى راسه فرنسا، المتآكلة، ذكر باتفاق/ عقد فاس التاريخي، واستبدال محمد بن يوسف لاخيه عبد الحفيظ، ذات 1912، ريما لتسهيل عملية التدخل الفرنسي التدريجي والمتواصل!؟
والحال أن استعمار بلدنا بدأ منذ سنوات من قبل، على الأقل في بؤر هنا وهناك، قصد تعميم الخطة الجهنمية -لاحقا وبالتدريج الممنهج- على باقي تخوم المغرب، تلك كانت "سياسة التخوم" الاستعمارية، مع تعليق الحدود ( مما استغل عليه الجيلالي العدناني) ولم يحصل على الاستقلال السياسي الا منتصف الخمسينات من القرن الماضي، حسب اطروحة نفس المؤرخ المغربي المغمور (2014/ 2024)، وقد كنا ننكت على شقيقتنا الجزائر التي غطست لأكثر من 130 سنة تحت وطأة الاستعمار الفرنسي، لتنتهي -انذاك- كشعبة من شعب فرنسا- ما وراء البحار، ولا نعترف، عن جهل اكيد بتاريخنا الفعلي، الا "بالاربعين سنة" التي احتل فيها "المغرب الوعر التضاريس والرجال"، وهو كذلك، ليكبد الاستعمار الفرنسي- الاسباني وصلات المقاومة الباسلة...!!
فهل ستمدد الثلاثين سنة من العقود، التي ابرمها المغرب اليوم مع فرنسا، ما ظل يستبق و يستوجب عقد ايكس ليبان جديدة ، ثانية، علما على ان هذا "العقد المئوي/ مئة سنة"، يسمح قانونيا بالتجديد عند نهايته!؟
وظل ماكرون يخبر بكل ثقة نفس "رجل دولة حقيقي"، ويذكر بمغامرات وحكايات افراد مغمورين، لا نضالات جماعات أو مجموعات او قبائل...، الا ان يتحدث مثلا عن احمد أوموحا اوحمو الحنصالي، الملقب آنذاك بالقاتل الأحمق ، وحيث يعتبر في المغرب من الوطنيين والمقاومين الاحرار،... ليتحدث ،كما يحلو له، عن عبد الله بن عائشة - السفير العلوي الداهية- مبعوث الملك اسماعيل الى بريطانيا، انذاك....
لا ادري هل في ذلك شماتة او تقديرا منه لمقرصن سلاوي- مغربي جبار عنيد !!؟ و قل ما نجد، فوق ذلك، وزراء مغاربة -اليوم- بقدر و بنفس شكيمته و ثقافته او فصالته في التفاوض عن المهاجربن، كما كان يتفاوض، هو، عن أسرى البحر من القراصنة المغاربة مع خارجيات اوروبا!
ويغرق ماكرون خطابه باسماء واسماء لمستشرقين و قادة وضباط ورجال الثقافة والفن، خفت ان لا يتبعه ويستسيغه في ذلك نوابنا الأكابر ، او لا يهتموا بما يحضر لهم ولبلدنا من مخانق فيناموا، أو ينومهم، وهم من لا حذق وغيرة كبيرة عندهم، و لا مستوى تعليمي لغوي وثقافي واسع يذكر، لاغلبهم..! على فكرة، كانت "فكرة القطيع" واردة، الى حد كببر، إذ كلما بدأ أحد -انذر لذلك- التصفيق، الا وأتم الباقون الواجب وبصخب، وكيف لا، مخافة ان يسجل غيابهم في ذلك!!
تمت تلك "السردية الاستعمارية المستجدة" أمام البرلمان المغربي، وبهتافات على المقاس للجمهور الواقف على هامش الطرقات المؤدية اليه،.... دون الاشادة الواجبة بمقاومة وبطولات الشعب المغربي المكافح ضد بلاده/ فرنسا، إذ "العداوة تلبية والصواب اكون !!؟" !!
و هل يجرؤ الحديث في ما كبدته مقاومة الاطلس والريف والجنوب، والقرى و المدن، و ضد كل تحالفات الاستعمار الهمجي الغاشم، من خسائر في الضباط والجنود والعتاد...!؟ ونعلم أن جنرالات فرنسا الجزائر كانوا يحسبون الف حساب للمغرب، لبلد كله رجالات مقاومة، وقد تراجعوا عن خاطرة اجتياحه من شرق الجزائر، إذ كانت نيتهم محوه من الخارطة والحاقه بالجزائر الواسعة العريضة، التابعة انذاك لفرنسا الإمبريالية. لقد تنبهوا إلى أن مقبرة اكبر واجل مما اذاقتهم الثورة الجزائرية البطلة، حينها، كانت تنتظرهم...! علمت حينها المعنى الوجودي لمقولة أن نكون او لا نكون!!
اي مرارة واحتقار قد يتجرعها ممثلو أمة، لا ذوق لهم في الغالب، لما تجرأ ماكرون، باشد التجرؤ و سفور الراكب على حصان يرفس الارض المقدسة، على النقد الصريح و اللاذع لمقاومة الشعب الفلسطيني البطل؟. ولا غرابة في أن يبدء خطابه بالحديث عن ملحمة السابع من أكتوبر 2023 ، التي اذاقت الكيان والغرب برمته و تابعيهم من الخونة العرب، الويل والمرارة.
انه يعلم أنه حدث جبار قلب فيه شبان المقاومة العالم رأسا على عقب! وكان عليه وهو الضليع في التواصل أن يسوق استقراء يجر به السميعة- رويدا رويدا- إلى قبول نتائج وغايات الخطاب/ الزيارة، حاول استمالة الحضور البرلماني والوصية عليه وعلى ذكاء واختياراته وخصوصياته، إلى أن لا مصلحة لكلا الشعبين الفرنسي والمغربي من مساندة تلك المقاومة التي جرت الويلات على المدنيين!! متى كان استقلال الشعوب بدون ضحايا، ومتى كان الكفاح من أجل استرداد الارض المسلوبة نزهة في جنان...!!
ثم إن سكان الكيان كلهم تدربوا على حمل السلاح والقتل، رجالا ونساء، فهم جنود لكيان عسكري، نسبة الاحتياطي فيه كبيرة جدا، تم زرعه لكي لا تقوم لسكان المنطقة طائلة، من طرف الإمبريالية العالمية، بالحديد والنار ونقود وذهب عائلة روتشيلد السخية، المتجمعة -حيلة- من ابناك ألمانيا وفرنسا، وغيرهما... !
أن قضية تحرير فلسطين قضية الشعب المغربي المقدسة، والتي وضعها، كشعب، في مصف الصحراء المغربية. كما أنه لا يقبل استقبال من حملوا السلاح وقتلوا واغتالوا وابادوا أبناء ارض فلسطين، وهم من قضوا عشرات السنين مغتصبين أرضا ليست أرضهم، مغتربين. لقد وصف ماكرون نضال الشعب الفلسطيني المشروع ب "همجية" فصيل وازن فيه، أراده فصيلا معزولا عن باقي قوى المقاومة وعن الحاضنة الشعبية المدنية: حماس، وإن طالب بوقف الحرب بين الفرقاء، دون وصفها بإبادة "صهيو-عرقية جماعية"، وبالاحرى الإقرار بصهيونية اسرائيل الاكيدة!
انه لمن الأسف الشديد أن يجد من بين "النواب الكرام" من اختلف عليه البقر، فخلط بين ما قدم له ماكرون، رجل التواصل بامتياز و الداهية- خريج المدرسة السياسية الفرنسية المتميزة- في طابق واحد- عسل صحراء المغرب و سم "همجية المقاومة"- الفلسطينية اللبنانية!!!
فأي مقاومة كانت، مغربية او غيرها، فهي تعتبر في عند المحتل و الغاصب والمستعمر والمصفق له وبني صه# يون "ارهابا موصوفا"،.... قلنا، انه من المؤسف حقا ان يجد "عراب روتشيلد" من يصفق لذلك و بحرارة ! ولتجد ايضا من بينهم -من الأحرار لا العبيد-، من يرفع عاليا راية فلسطين المكلومة ويندد في وجهه!
وكيف له ان يقر بذلك، وهو الخصم، المتحدث تارة بقسوة وتعالي الحاكم الاستعماري المستبد، وأخرى بحنية و ضمير وعطف الانساني وسكينة المتوافق، المتربص من أجل الأهداف والمصالح المشتركة....!!! الذي يشتري الود الماسخ، لصالح بلده طبعا.... و حيث بدت الأمة المغربية والعربية المسلمة مغيبة، الا ما تم تمثيله -كيفما اتفق- بالمؤسسة التشريعية، و هناك، في هياكل مقاومة المحتل، عبر التصفيق المبتذل، وما تم تعبئته وحشده لهذه المناسبة التاريخية، او لغيرها، من "جمهور الغوغاء"...!؟
و كذا في تلكؤ وتشويش وتناقض فاضح، لما لا يمكن اخفاؤه، في خطابه الرئاسي المذاع، بالذات، في قنوات فرنسا، عند الاعتراف ب"مغربية الصحراء الغرببة" ( الغربية، قال)، الشرط الذي خطته الدبلوماسية المغربية -بدهاء- لكل تعامل نافع مع اقطاب العالم، مدركة لأهمية "ممر النصر والفلاح" الذي أصبح -منذ مدة- يشكله المغرب، عبورا لأفريقيا الجوهرة/ الثمرة ...
نفس الشيء يمكن رصده لتقييم فعلية الاستقلال الاقتصادي والثقافي/ اللغوي لبلادنا على سلطة مراكز قرار برانية- حاكمة، و ضرورة سمو "السيادة الشعبية" الحقة على بلادنا وثرواتها ومصيرنا، مما يسمح باعادة طرح اشكالية النفوذ وتوزيع الثروة بالبلاد، ....الا ما يمكن أن تتسابق عليه النخب الاقتصادية والسياسية والثقافية، المتزلفة، مما وصفها المستشرق الكبير جاك بيرك ب"البيادق" لفرنسا، لإعادة نفس الأنظمة والعلاقات الخارجية- الدولية...والنظام الحاكم. يبدو أن الثلاثين سنة القادمة من العقود الاستثمارية/"القروض، اساسا" والمواكبة قادرة على تثبيت الحكم القاءم وإعادته، إلا إذا كان للتاريخ قول اخر، مكره..!! خوفي على بلاد أن تظل تابعة متأخرة إلى الابد..
ما يحسب لقيادتي البلدين هو تفكيرهما المشترك في المستقبل واستباق احداثه والسباحة فوق أمواجه لما يناهز الثلاثين سنة القادمة، فمن يا ترى سيحسن العوم، المغرب ام فرنسا، ومن المستقبل حقا، الشعب المغربي ام الشعب الفرنسي، ... ام انهما سيركبان نفس الزورق، رابح- رابح، وباي ريادة عضمى، ...وباي معنى!؟
مراجع
-العدناني الجيلالي، الصحراء على محك الاستعمار، 2014، المغرب، قيد الترجمة الآن.
-خطاب ماكرون بالبرلمان المغربي, الجمعة 1 نونبر 2024، أثر الزيارة الثلاثة أيام التي أقامها في المغرب،
- المجلس الأعلى للتخطيط، المغرب
أوكي..