العناية بالذات والتفاعل مع المجتمع لتفادي الهشاشةالنفسية

الأنوال نيوز بقلم : محمد الغياط استاذ باحث في علم النفس التربوي
إحدى نتائج هشاشتنا النفسية هي أننا نقوم أحياناً بتضخيم أي مشكلة تظهر في حياتنا إلى درجة تصورها ككارثة وجودية، نسميها ماساة في بعض الاحيان هذا النوع من التصور الذهني لالمبالغ فيه وهذه الصورة قد تذمر شخصية الفرد دون ان يشعر ان المسالة لا تتطلب هذا التضخيم والتهويل المبالغ فيه هذه العملية هي عبارة عن حالة شعورية تعتريك عند وقوعك في مشكلة ما، تجعلك تؤمن أن مشكلتك أكبر من قدرتك على التحمل، فتشعر بالعجز والانهيار عند وقوع المشكلة وتظل تصفها بألفاظ سلبية مبالغ فيها لا تساوي حجمها في الحقيقة، وإنما هي أوصاف زائدة لا وجود لها إلا في مخيلتك، فيزيد ألمك وتتعاظم معاناتك،وقد تضطرب وتفقد التوازن .. .
وقد تغرق في الشعور بالتحطم الروحي والإنهاك النفسي الكامل، وتحس بالضياع وفقدان القدرة على المقاومة تمامًا، وتستسلم لألمك وتنهار حياتك كلها بسبب هذه المشكلة.
في حين أن الأمر يتطلب منك فهم المشكلة وتحليل عناصرها واتخاد القرار المناسب حسب قدراتك وان لاتستسلم ابدا لأي مشكل ولاتجعله يؤثرعلى تفكيرك أو يدفعك لاعتقادات سلبية عن ذاتك او وسطك الأسري وتجنب الخوض في الأشياء الهامشية وركز على الحلول المناسبة بالاعتماد على نفسك لتتغلب على الصعاب فلكل مشكلة حلول والأمر في غالب الاحيان يتعلق بقدراتك ومهاراتك الحياتية في تدبير اللحظة دون ان تترك الياس يسيطر على أفكارك ....
فلابد من العناية بالذات والتوافق مع النفس و التفاعل مع المجتمع ان الذات هي حصيلة تجربة الشخص للظواهر المتنوعة التي تشكل أفكاره وعواطفه وادراكه وهي تختلف عن النفس ..
كما تتجلى الهشاشة النفسية في أشكال أخرى في تعاملاتنا اليومية: فنحن نعظم مشاعرنا ونجعلها حَكمًا نهائيًا على كل شيء تقريبًا ونقرر اعتزال كل ما يؤذي مشاعرنا ولو بكلمة بسيطة .. نكره نقد أفكارنا لأن النقد بالنسبة إلينا صار كالهجوم .. نعشق اللجوء إلى الأطباء النفسيين في كل شعور سلبي في حياتنا ونهرع إليهم طلبًا للعلاج .. لا نتقبل النصيحة ولا نرغب في التواصل مع الاخر في حين ان الاستعانة بالامهات والاباء والأخ والاخت والجدة والجد والخال والخالة والعم والعمة لاستشارتهم في حل بعض المشاكل فعل له أهمية كبيرة في بعض الاحيان وخاصة غي بداية المشكل .
في الايام الاخيرة ظهرت افكار تتعلق بتقدير الذات والثقة في النفس والبحث عن الراحة النفسية والاعتزاز بالذات ، الي درجة أن البعض يعتبر نفسه قادر على عمل كل شيء وحده ، وان الأنانية دفعت بالكثير الي الاعتقاد بانه لاجدوي من الاخر ولاحاجة للشخص بالاقارب والأسرة والاصدقاء في حياته . وهذا شعور واتجاه خاطيء في اعتقادي نجده بكثرة عند بعض الأشخاص اللذين تعرضوا لاحباط في تطلعاتهم او الفشل في علاقة اجتماعية اوصداقة فتتشكل لهم نظرة سوداوية عن الحياة وعن المؤسسسات وعن العلاقات مع الاخر .
في حين ان الانسان اجتماعي بطبعه مهما كانت له من الامكانات فلابد ان يحتاج لعلاقة وتواصل وتفاعل مع الآخرين اما ليؤثر فيهم او يستند عليهم او يخطبون وده وصداقته وكما يقول المثل "اليد الواحدة لاتصفق "
اذا كانت للفرد الثقة في نفسه فستكون له ثقة بالاخرين لان هذه الثقة لا تخلق من عدم بل تخلق من تفاعل ومن تجارب الفرد مع الاخر حتى يستطيع الفرد من التوافق النفسي وليميز ويعرف بين مايريد وما لا يريد .
ان الرفاهية النفسية هي تقدير الذات و الاحساس بصورة الجسد الإيجابية وكلها اضحت تشكل عوامل اساسية في اكتساب الصحة النفسية وفي اعتقادي أن الهشاشة النفسية للفرد تتسبب فيها عدة عوامل ونزعات فردانية وعوامل اجتماعية وثقافية واقتصادية فتفاعل الفرد مع هذه العوامل سلبا ، يمكن ان يؤدي الي هشاشة نفسية وتفاعله بالايجابي سيؤدي حتما إلى صحة نفسية جيدة .
●محمد الغياط استاذ باحث في علم النفس التربوي فاعل جمعوي المغرب
أوكي..