التعاضديات: حُماة الصحة الاجتماعية و أبطال التضامن – تجربة التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية
الأنوال نيوز :أمين الحميدي مندوب الممثل للعاملين بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة
في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه أنظمة الرعاية الصحية، تبرز التعاضديات كمؤسسات أساسية تساهم في دعم الحماية الاجتماعية الصحية و تعزيز التضامن بين المواطنين. تعد هذه المؤسسات غير الربحية دعامة قوية لتوفير خدمات الرعاية الصحية بشكل عادل و مستدام، و ضمان حقوق الأفراد في الصحة.
ومن أبرز النماذج الناجحة التي تؤكد على أهمية هذا الدور، نجد "التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية"، التي أضحت مرجعًا يُحتذى به على المستوى الوطني و الدولي. تعمل التعاضديات على سد الفجوات في النظام الصحي الوطني من خلال تقديم خدمات إضافية مثل تغطية العلاجات غير المغطاة بالكامل، توفير الأدوية، تقديم الفحوصات و العلاجات المتخصصة، وبأسعار تنافسية مقارنة بالقطاع الخاص. هذا الدعم يتيح للأعضاء الاستفادة من رعاية صحية متقدمة دون الوقوع في أعباء مالية مرهقة.
التجربة المغربية، وخاصة نموذج "التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية"، تشهد على قدرة هذه المؤسسات على إحداث فرق حقيقي في حياة الأفراد، تحت إدارة حازمة ورؤية استراتيجية واضحة، تمكنت التعاضدية من تقديم خدمات متميزة والتواصل الفعّال مع أعضائها، مما ساعد على تحسين جودة الرعاية الصحية و توسيع نطاق المستفيدين.
على الصعيد الوطني، تمثل هذه التعاضدية نموذجًا رائدًا في إدارة الموارد الصحية، حيث شهدت تحسينات ملحوظة في بنيتها التحتية الصحية وتطويربرامج صحية وقائية. كما أدى التحول الرقمي إلى تبسيط الإجراءات و تسريع الخدمات، مما قلل من التعقيدات البيروقراطية التي كانت تعيق تقديم الخدمات.
أما على المستوى الدولي، فقد حظيت هذه التجربة بتقدير عالمي، حيث اعترفت عدة هيئات دولية بنجاحاتها في مجال الحماية الاجتماعية الصحية. و أصبحت التجربة المغربية نموذجًا ملهمًا للدول التي تسعى إلى تطوير أنظمتها الصحية و الاجتماعية.
و مع ذلك، لا تزال التعاضديات تواجه تحديات كبيرة، أبرزها القيود المالية و التغيرات التشريعية. على سبيل المثال، أثار مشروع القانون 54.23 في المغرب مخاوف بشأن تأثيره على استقلالية التعاضديات و قدرتها على تقديم الخدمات.
ورغم هذه التحديات، تشير تجربة "التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية" إلى أن الشفافية و الإدارة السليمة يمكن أن يتغلبا على هذه العقبات.
تظل التعاضديات، وخاصة "التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية"، ركيزة أساسية في تعزيز الحماية الاجتماعية الصحية، مما يتطلب مواصلة تطوير خدماتها و التعاون مع الحكومة لضمان بيئة تشريعية تدعم دورها كمؤسسات حيوية في المجتمع.
أوكي..