د.محمد التهامي الحراق : الطريقة القادرية البودشيشية روح الشريعة ومصدر اشعاع علمي وروحي
الأنوال نيوز
بِمِنّة ربانية كريمة، وفي زيارة ود واستمداد وصلة رحم روحية لمذاغ العامرة شرق المغرب، حيث الزاوية الأم للطريقة القادرية البودشيشية، وافقنا يوم الجمعة 2024/08/23 الليلة العلمية الأخيرة من دروس الجامعية الصيفية التي تنظمها مشيخة الطريقة، ضمن اعتكاف الجمال، والممتدة كل عام طوال شهر غشت. وإنها لعمري مكرمة أن تنظم الطريقة القادرية البودشيشية أنشطة روحية وعلميّة وجمالية رفيعة في شكلها ومعناها، تشمل كل الفئات، مخيما للأطفال، وورشات للشباب، واعتكاف ذكر، وجامعة تكوين في مختلف العلوم الشرعية والروحية والعصرية لفائدة النساء والرجال من مختلف الفئات والأعمار؛ وذلك في التزام خاشع، وهمة عالية، واجتهاد محمدي نادر المثال في العالم الإسلامي. كل ذلك تحت إشراف العالم العارف، رمز الطريقة وعنوان سرها، الشيخ المربي الدكتور سيدي جمال القادري حفظه المولى وشفاه ونفع به؛ وتحت عناية رئيس مؤسسة الملتقى العالمي للتصوف، "جمال الجمال، وبشارة العارفين" د.سيدي منير القادري البودشيشي، وكذا أخيه رئيس "مؤسسة الجمال للمديح والسماع والفن العريق"، الذاكر الواجد والمبارك الألمعي سيدي معاذ؛ حفظهم الله جميعا بحفظه، وبارك فيهم وبهم في الحس والمعنى.
وقد ظفرتُ، في هذه الزيارة المباركة رفقة أستاذي وقدوتي العلامة العامل والذاكر الواله سيدي أحمد الحراق؛ وأخي وشقيقي في النشأة والوجد والمحبة الأستاذ سيدي سعيد بن سلطن؛ باستقبال كريم، وحفاوة باذخة، وتضمخت أرواحنا بأنفاس ربانية متلألئة في مجلس جمع بين المذاكرة والذكر، بين العلم والوجد؛ حيث وافقنا درسين ختاميين عميقين رفيعين؛ الأول للدكتور سيدي سعيد بيهي رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الحي الحسني بالدار البيضاء، حول "التصوف وترشيد التدين"؛ ودرس للأستاذ الذاكر سيدي رضا كيسر حول "أهمية الحفاظ الماء في المغرب الراهن والنظرة الملكية السامية في ذلك…".
وقد سررنا الغاية بلقاء عدد من العلماء والفضلاء والمفكرين والقراء والذاكرين والمحبين في هذا المجمع النوراني المتفرد، ووقفنا على الجهود السخية المبذولة من لدن الطريقة في التكوين العلمي والروحي والتأطير التزكوي بأساليب غاية في التنظيم والضبط والتحيين، بعيدا عن كل دعوى، وفي نكران ذات، وثبات إيمان، وصدق وطنية، ووعي عميق ورشيد بطبيعة الرسالة الروحانيّة للتصوف اليوم، والحاجة الراهنة الماسة إلى معارفه ومكارمه وأخلاقه كونيا في عالم مرتبك حسا ومعنى.
فخالص الشكروالاعتباروالامتنان للشيخ العارف سيدي جمال شفاه الله، وثناء جميلا للدكتور المنتسب سيدي منير، وتقديرا متلألئا للذاكر الألمعي سيدي معاذ؛ وصادق الدعاء لكل الفقراء والمريدين والعاملين في هذه الطريقة المباركة، على بذلهم الحاتمي وصبرهم الأيوبي، كيما يسهموا بتميز مع إخوتهم في سائر الطرق والمشارب، في الحفاظ على توهج الزوايا المغربية وإشعاعها في التأطير والتكوين والترشيد والتزكية والجمال، تحت لواء مؤسسة إمارة المومنين، مفخرة المغرب، ومصدر إشعاعه الروحاني المتفرد في العالم.
أوكي..