وفي الصدد ذاته، دعا زعيم حزب “الكتاب” إلى “الرفع من قيمة العمل السياسي ومصالحة المواطنين مع الفضاء السياسي والمؤسساتي وتقوية منظومة حقوق الإنسان والحريات الجماعية والفردية”، مسجلا “وجود إرادة الملك على هذا المستوى بدليل إعطاء الانطلاقة لمسلسل النموذج التنموي الجديد”.
وفي ما يتصل بالممارسة السياسية في عهد الملك محمد السادس، أورد بنعبد الله “توفير الفضاء السياسي وشروط وجوده وتأطيره لحمل مسلسل التغيير إلى جانب عاهل البلاد”، لافتا في هذا الصدد إلى “المصادقة على دستور 2011″، واصفا هذه الخطوة بـ”المقاربة الرائدة والمختلفة عن كل الدول العربية الأخرى التي عرفت هزات وتخلخت أوضاعها الداخلية بعد ما سمي بالربيع العربي”.
وأثنى قائد حزب “الكتاب” على “موقف الملك محمد السادس باحتضان المطالب السياسية والاقتصادية والاجتماعية المعبر عنها في إطار الحراك الذي عرفه المغرب”، مبرزا أنه “من العوامل المساعدة على احتضان هذه المطالب الإصلاحات الاقتصادية الكبيرة التي قادها المغرب في البنيات التحتية الكبرى الأساسية من موانئ ومطارات وطرق سيارة”.
“لا يمكن أن نتكلم عن هذه الحقبة دون الإشارة إلى إدخال بُعد العدالة الاجتماعية في مواكبة كل هذه الإصلاحات”، يشدد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ويواصل مفسرا أنه “لا يمكن أن تكون لهذه الإصلاحات آثار إيجابية واسعة إلا إذا أشركت عموم المواطنين”، موردا في هذا الصدد “مثال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وعددا من المبادرات المرتبطة بالتغطية الاجتماعية الشاملة كسعي يستمر إلى اليوم بأوجه مختلفة”.
وبخصوص واقع المجال الثقافي والديني في عهد حكم الملك محمد السادس، توقف زعيم حزب “الكتاب” عند “إدخال الثقافة كبعد ليس فقط تراثي وقيمي ولكن كبعد تنموي”، مشيرا في هذا الصدد إلى “الاعتراف باللغة والثقافة الأمازيغية بمبادرات مقدامة في بداية العهد وبدسترتها سنة 2011”.
وعلى المستوى الديني، اعتبر بنعبد الله أن ربع قرن من حكم الملك محمد السادس “عرف مبادرات جريئة لإصلاح الفضاء الديني وليكون الإسلام المغربي المعتدل فضاء منيرا بالنسة لعدد من الدول الإفريقية”.
وفي ما يتصل بالقضية الوطنية للمغاربة، أورد الفاعل السياسي أن “ملف الصحراء المغربية استفاد من الطفرة الإصلاحية التي عرفها المغرب في بداية عهد الملك محمد السادس بحيث أن كل ما استطاع المغرب أن يوفره من مستجدات على مستوى الديمقراطية وإشاعتها وطي صفحة الماضي وتوسيع فضاء حقوق الإنسان والسير قدما نحو إقرار مساواة بين المرأة والرجل”.
وعلى مستوى انخراط المغرب في معالجة القضايا الدولية، تابع المتحدث ذاته أنه “يحق لنا أن نعتز بكل ما حققه المغرب بعد 25 سنة من اعتلاء الملك محمد السادس للعرش على مستويات عدة”، مشيرا إلى أن “موقع المغرب بين الأمم خلال هذه الفترة أصبح متميزا بحكم ريادته في قضايا دولية والتي كانت له فيها مبادرات خلاقة”.
وضمن القضايا التي اعتبر بنعبدالله أن المغرب تفوق في التعاطي معها خلال فترة حكم محمد السادس، أشار إلى “قضايا البيئة ومواصلة الاهتمام بقضايا الماء والمناخ والانخراط في كل ما هو أمني على الصعيد الدولي والسعي لإقرار السلام العالمي”.
وأضاف قائد حزب “الكتاب” أن ربع قرن من تولي الملك محمد السادس حكم المغرب رافقه تنامي دور المغرب في الانخراط في القضايا الدولية، مسجلا “تعزيز موقع المغرب إقليميا ومتوسطيا وإفريقيا وفي علاقة بالمجال الأوروبي”.
وتابع بنعبد الله أنه خلال عهد الملك محمد السادس “اتخذ المغرب مبادرات عدة سمحت له أن يطور بشكل أساس علاقاته مع كل هذه الفضاءات المذكورة”، محيلا على “المجهودات المقدامة التي بذلها شخصيا الملك محمد السادس لجعل المغرب يحتل الموقع اللائق به”.
واستحضر الفاعل السياسي “تغير ملامح العلاقات بين مختلف الدول الإفريقية وبين المغرب في إطار مفهوم رابح ـ رابح وفي إطار نظرة مجددة لمبدأ التضامن جنوب ـ جنوب”، مسترسلا أنه “من الواجب الوقوف على المبادرة الأخيرة المرتبطة بالواجهة الأطلسية والتي تشكل استمرارية للسعي الملكي لتمكين الدول الإفريقية من الاستفادة من كل ما يوفره المغرب على مستوى هذه الواجهة”.
ولم يفت بنعبد الله التذكير بمشروع أنبوب الغاز المغربي ـ النيجيري بالإشارة إلى “استفادة الدول التي يعبر منها هذا الأنبوب الاستراتيجي من عوائده الاقتصادية والتنموية والتي يبلغ عددها 13 دولة غرب إفريقيا”.
وفي يتصل بالسياسة المغربية إفريقيا، أثنى الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية على “قرار الملك محمد السادس الرجوع إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي والذي غير موازين القوى داخل هذه المنظمة الإقليمية بتعزيز منحى احتلال المغرب للمكانة اللائقة به على المستوى القاري وتزايد دعم مبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية”.
ووصف نبيل بنعبد الله مبادرة الحكم الذاتي، والتي أتى بها الملك محمد السادس سنة 2007، على أنها “مبادرة تاريخية واستراتيجية مكنت المغرب من دخول مرحلة جديدة على مستوى دفاعه عن وحدته الترابية وحصد مكتسبات جديدة باحتلاله موقع إيجابي في دفاعه عن حوزة الأقاليم الجنوبية”.
أوكي..