تثمين التنسيق الوطني التاريخي لمواجهة صمت الحكومة وتحقيق المطالب واسترداد الحقوق
الأنوال نيوز
اتفقنا أم اختلفنا شئنا أم أبينا سيبقى يوم 19 أبريل 2024 حدثا استثنائيا بكل المقاييس في تاريخ النقابات الصحية بالمغرب، لأنه اليوم الذي انتفضت فيه النقابات القطاعية الثمانية بقطاع الصحة بكل جرأة ومسؤولية ونكران للذات، وتجرَّد الكتاب الوطنيون من كل القبعات والانتماءات سوى الانتماء الواحد والأصيل لصرخة المهنيين.
تاركين وراءهم كل الأمور الثانوية والخلافات الهامشية، أمام معركة مصيرية تهم جميع الموظفين بكل فئاتهم، تهم مستقبل آلاف المهنيين والموظفين أمام غطرسة الحكومة، التي تنكرت لكل التضحيات والأرواح التي قدمت فداءً للوطن، تنكرت لصبر وتضحيات جنود الوزرة البيضاء، الذين تركوا الأسر والأبناء وقطعوا المسافات استجابة لنداء الوطن في الزلازل والنوازل والكوارث والأوبئة، تنكرت للأسف لجميع توصيات ملك البلاد حفظه الله وأيده، الذي أمر واستوصى خيرا بنساء ورجال الصحة.
هاته الحكومة التي رفعت شعار الحوار، وحينما اكتملت جولات الحوار الماراطوني وأفضت إلى اتفاق مع النقابات قلبت الطاولة على الجميع وتنكرت لكل شيء وأبدت صمت القبور، حكومة استخفت بشركائها الاجتماعيين رغم ما أبدوه من حسن النية لصالح الوطن، وخدمة للمواطنين، حكومة تحاول ربح الوقت استخفافا بعقول وطموحات وانتظارات الشغيلة الصحية.
لهذا لا تستحق هذه الحكومة المتنكرة الجاحدة المتقلبة إلا المواجهة دفاعا عن حقوقنا وتحقيقا لمطالبنا العادلة، وهذه المواجهة تقتضي وحدة نقابية قوية وصادقة، وتنسيقا نقابيا صلبا، استراتيجيا، دائما ومستمرا، يؤطره ميثاق وحدة دائم، وهذا ما أحدثه هذا التنسيق الوطني غير المسبوق، وبهذه المناسبة لا يسعنا في الجامعة الوطنية لقطاع الصحة المنضوية تحت لواء الإتحاد الوطني إلا أن نرفع قبعة التحية والشكر والتقدير لكل السادة الكتاب الوطنيين، ولكل أعضاء المكاتب الوطنية لجميع الهيآت نقابية، على غيرتهم واستجابتهم تحقيقا لآمال ورغبة المنخرطين والأعضاء وعموم الشغيلة التي أشادت بهذا التنسيق التاريخي، وتراهن عليه لاسترداد الكرامة التي مرغتها هذه الحكومة في الأرض، ناسية أو متناسية أن مهنيي الصحة هم مغربيات ومغاربة أحرار لا يقبلون الذل والمهانة، ولا يقبلون التلاعب والتسويف أو التخويف، ولا يقبلون أن تنزع عنهم صفة الموظف العمومي، ويرفضون كل ما يخُطط له في الظلام، ويحاك في الكواليس. وأن تنزيل مشروع المجموعات الصحية الترابية سيكون لنا فيه الكلمة الفصل، ما لم يتم التدقيق في حماية وضعية الموظفين وحفظ حقوقهم كاملة.
وعليه فإننا ندعو جميع منخرطي وأعضاء ومتعاطفي جامعتنا ونقابتنا إلى الاستجابة الفورية لبنود ومضامين هذا التنسيق، وفتح القلوب، وتذويب الخلافات، ومد الأيدي لجميع مناضلي النقابات القطاعية بالجهات والاقاليم، واستحضار حجم تحديات المرحلة، وتغليب الحكمة، والمصلحة العامة، وجعل أولى الأولويات إنجاح التنسيق وتفعيله على جميع المستويات لاسترداد الحقوق، وتحقيق المطالب المتفق عليها مع الوزارة في المحطات السابقة، وإنجاح الإضراب الوطني ليومي 24 و25 أبريل 2024 الذي دعا له التنسيق الوطني.
كما ندعو الغيورين في هذا الوطن، وحكماء الدولة، ورجالاتها الأوفياء من المسؤولين إلى تنبيه الحكومة، أو العابثين فيها إلى تدارك الأمر، وتصحيح ما يجب تصحيحه، والتعاطي مع ملف قطاع الصحة بما يتناسب وتضحيات رجاله ونسائه، وما يقتضيه الوضع، وما يستحقه الموظفون من اعتبار وتقدير، بالاستجابة لمطالبهم، وما يضمن مستقبلا آمنا للخدمات الصحية للمواطنين تحقيقا للأمن الصحي ببلادنا، وللسيادة الوطنية في المجال الصحي، وقاية، وتكفلا، وعلاجا، وصناعة، وإنتاجا.
كما ندعو وزارة الصحة إلى تحملها مسؤولية الوفاء بكل التزاماتها، وعهودها التي عاهدت بها الشغيلة في حواراتها السابقة، وتنفيذ الاتفاقت المبرمة دون تسويف أو مماطلة.
وعاشت الوحدة النقابية والتنسيق الوطني.
أوكي..