أم كلثوم على خشبة مسرح الأوبرا الملكية تغنى "سلوا كؤوس الطلا " قصيدة من نظم أمير الشعراء أحمد شوقي

الأنوال نيوز : الكاتب ملوك عبد العزيز
الست لا تشرب الخمر، في 7 من نوفمبر عام 1936،وقفت كوكب الشرق ،
أم كلثوم على خشبة مسرح الأوبرا الملكية لتتغنى بكلمات من نظم أمير الشعراء أحمد شوقي بك في قصيدة بعنوان "سلوا كؤوس الطلا" كان مطلعها هذه الأبيات: سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها واستخبروا الراح هل مست ثناياها ولهذه الأغنية قصة لطيفة..
أم كلثوم عندما جاءت إلى القاهرة،واختلطت بالوسط الفني،وتعملقت في المجال كانت تعلم علم اليقين أن منافسها الأكبر في بر المحروسة وغريمها الذي ينازعها على عرش سلطنة الطرب الأستاذ محمد عبد الوهاب،تقريبًا شبه ملازم لأحمد شوقي،يكاد يكون الأب الروحي له،لذا كانت تؤثر الإبتعاد عن شوقي طالما كان عبد الوهاب في معيته.
حتى جاء يوم ما في عام 1932،فيه قام أحمد شوقى بتوجيه دعوة لأم كلثوم،كي تقوم بالغناء في حفل كبير في داره "كرمة بن هانيء"،وقام بدعوة الكثير من أكابر المجتمع وقتها ونبلاءه،وعليه لبت الست الدعوة بسرور وحبور.
في هذه الأمسية صدحت الست بكل جمال وعذوبة،وأطربت الجميع وسلطنتهم،وأحس أمير الشعراء شوقي بك بالكثير من السعادة تغمره،وقام من مجلسه ليحيي أم كلثوم بعد أن غنت،وأبدعت،حيث قدم لها كأسًا من الطلّا (الخمر) ولكن أم كلثوم لا تشرب الخمر،ولكنها لا تريد أن تُحرج أمير الشعراء.
فقامت بالتصرف بشكل ذكي وديبلوماسي كعادتها، حيث أخذت منه الكأس،ووضعته على شفتيها دون أن ترشف منه قطرة واحدة،لأنها لا تشرب الخمر كما أسلفنا !!
ولكن شوقى لاحظ هذا الأمر وأعجب كثيرًا بتصرفها الديبلوماسى وبذكائها وكياستها، هذا بجانب إعجابه الكبير بطربها وغنائها في هذه الأمسية البديعة. ونتيجة لذلك لم يحرجها وتظاهر بأنه لم يلاحظ شيئًا.
وعندما انصرفت الست ومعها كل الحضور،جلس أمير الشعراء ونزل عليه الوحي ليكتب كلمات رقيقة تعبر عن هذا الحدث وكان نظم هذا القصيدة البديعة
وفي الصباح أرسل أحمد شوقي مع سائقه مظروف مغلق الى بيت الآنسة أم كلثوم لتفتحه وهي تظن أنه مكافئة مالية جراء إبداعها في سهرة الأمس،إلا أنها وجدت بداخل المظروف ورق يحمل كلمات قصيدة بعنوان "سلوا كؤوس الطلا" .. وفي نهاية القصيدة يأتي ذكر أم كلثوم نفسها في آخر الأبيات!!
أخذت أم كلثوم القصيدة بمظروفها وألقتها في الدرج لتنساها لسنوات عدة،مدة ما يزيد عن 4 أعوام!!
يحكي العملاق رياض السنباطي في لقاء تليفزيوني نادر يقول "شاهدت بنفسي عن هذه الواقعة"يا أم كلثوم أيام الصبا ذهبت،قام أحمد رامي بالتعديل لتصبح:
يا جارة الأيك أيام الهوى ذهبت،وخرجت لنا هذه الأغنية البديعة من واقع موقف طريف حقيقي أفرزها من خيال وإبداع أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته.
جدير بالذكر أن أم كلثوم لم تغني لأمير الشعراء في حياته أبدًا، وإنما غنت بعد رحيله بسنوات، حيث غنت 10 أغاني من إبداع أمير الشعراء، من أشهرها:
سلوا كؤوس الطلا ولد الهدى،سلوا قلبى ليها، نهج البردة وكفاية لحد كدة.روووول
أوكي..