توازي القانون والفساد: تحليل آليات منح السكنيات لموظفي التعليم بإقليم بنسليمان (الجزء الثاني)
الأنوال نيوز بقلم : ربيع الكرغي
يعتبر موضوع توزيع السكنيات الوظيفية، وخاصة في قطاع التعليم، إحدى القضايا الحيوية التي تحتمل الكثير من النقاش والدراسة نظرًا لتأثيرها المباشر على استقرار الموظفين وكفاءتهم الوظيفية في إقليم بنسليمان، يطرح السؤال حول مدى مطابقة عملية الاستفادة من هذه السكنيات مع الأسس القانونية المعمول بها، وما هو الدور الذي يلعبه الفساد الإداري في التأثير على هذه العملية.
يستهدف هذا المقال تقصي حقائق منح السكنيات لموظفي التعليم بتراب المديرية الإقليمية للتعليم بنسليمان، مع التركيز على الشق القانوني للعملية وكذلك على جوانب الفساد الإداري وكيفية تأثيرها على مبدإ الشفافية والعدالة في التوزيع في ظل النظم الإدارية، يُفترض بعملية توزيع السكن الوظيفي أن تكون منضبطة بأطر قانونية واضحة تضمن العدالة والمساواة بين كافة المستفيدين في الحال المثالية، تتم هذه العملية وفق لوائح محددة تبرز شروط الاستحقاق وتتبع معايير موضوعية مثل الأقدمية في السلك التعليمي، الوضع العائلي، والاحتياج الفعلي للمسكن مع ذلك، تُثار شكوك حول سوء الإدارة والتساهل في تطبيق هذه المعايير في بعض الحالات، مما يفتح الباب أمام الفساد الإداري والمحاباة يتمركز النقاش حول تفشي بعض الممارسات التي تنطوي على منح السكنيات بطرق غير مبنية على الاستحقاق الحقيقي، وهو ما يُخشى أن يترتب عليه هدر للموارد العمومية وترسيخ للمحسوبية. الأهم من ذلك، إذ لم يتم التصدي لهذه الانتهاكات، تتعرض الثقة العامة في الأجهزة الإدارية للزعزعة، ويخسر المواطنون الإيمان بالعدالة وشفافية إجراءات الدولة في هذا السياق، يسعى المقال إلى استكشاف ما يلي:
أولًا: تحليل الأطر القانونية الحاكمة لتوزيع السكنيات الوظيفية ومدى تطبيقها في الواقع الفعلي بإقليم بنسليمان .
ثانيًا: استعراض دراسات حالة محددة تبرز الأوجه المختلفة للإجراءات التي تمت وتسليط الضوء على المعوقات والتحديات التي تواجه العملية.
ثالثًا: تناول أدلة ملموسة وشهادات من الموظفين تؤكد وجود تجاوزات أو ممارسات سوء الإدارة.
رابعًا: استطلاع الخطوات والإجراءات التصحيحية التي يمكن أن تسهم في استرجاع النزاهة وضمان العدالة في توزيع السكنيات ولعلنا، من خلال هذا الفحص، قمنا بإلقاء الضوء على أهمية الإصلاح الإداري وضرورة الشفافية والمساءلة كأسس للحكامة الرشيدة، وفي المحصلة، كضمانات لتكريس عدالة اجتماعية واحترام للمرفق العام.
(يتبع)
أوكي..