حديث الجمعة: اخلاق رشيد مشتقاقة
الأنوال نيوز
حديث الجمعة:اخلاق
(كنت سوف اشعر بحرج لا يوصف لو انني حصلت على جائزة نوبل و استاذي توفيق الحكيم على قيد الحياة . فقد لمست في بعض مناحي حديثه عنها ميلا نحو الفوز بها. و لو بقي حيا لتحقق له ذلك).
تلك كانت كلمة نجيب محفوظ عن استاذه وصديق عمره توفيق الحكيم..
لم يغضب نجيب محفوظ من جواب صديقه لما أخبره أن هناك اخبار تروج حول ترشيحه للجائزة العالمية.قائلا:.
-خبركاذب. مادامت الجهة المنظمة لم تاخذ منك بياناتك الشخصية. فاصرف نظر عن الموضوع...
حمد نجيب محفوظ الله عز وجل عندما أعلنت النتيجة وكان صديق عمره قد لبى نداء ربه. فمابين الاديبين من الوشائج والصدق والعرفان لا يقاس بحصول أحدهما على جائزة دون الاخر فقد سجلا معا حضورهما الخالد ما كتب العمرحروف الحياة ...
لم يقف الاديب الكبير امام الميكروفونات يثني على نفسه ويرجح كفة فوزه بها على كفة توفيق الحكيم لم يذهب الى البلد المانح لتسلم الجائزة.. لم يغير موعده اليومي بالمقهى عندما كان ملك السويديثني عليه عن بعد لم يحقد على استاذه توفيق الحكيم ويصرح للاعلام قائلا: خابت نبوءة توفيق الحكيم وفزت بالجائزة.. الرجل زاهد في اي مكسب مادي ولا يحتاج الى من يعرف به . فقد عرفت به رواياته وقلمه الاثير
عندما اقارن سلوك مثل هذا بسلوك من يسعى لاجثتات الاخر وحجب صوته وصورته واسمه حقدا وحسدا. احمد الله عز وجل الذ ي لا يحمد على مكروه سواه ان هيئة الدفاع نقيبها هو الزمن.
يتهافت المتهافتون ويجري المتحمسون ويلمع صورته التافه والجاهل والانتهازي. فيقول الزمن كلمته لانه هو خير ناقد...
عندما يجري نحوك من قرأ كتبك واطلع على افكارك ولمس مواقفك عن كثب . فتلك هي جائزة الزمن التي لم تنلها وانت على السجادة الحمراء ..بل وانت مارفي شارع علال بن عبد الله.
لم يدفع نجيب محفوظ بمنكبيه للظفر بجائزة نوبل . ولم يغضب من صاحبه توفيق الحكيم . بل قال:.
_هو اولى بها مني وكم كنت سوف احرج لو ظل على قيد الحياة .ونلتها بدلا منه
تلك هي الأخلاق.
ياايها المتدافعون نحو المناصب و الجوائز و السجادات الحمراء . طالب الولاية لا يولى . مهما اوصدتم الابواب دوننا. فميزان الغت والسمين بيد الزمن . فهو القاضي النزيه..
فاذا قلت مثل نجيب محفوظ ان صاحبك اولى منك بجائزة او منصب غصبته دون وجه حق سواء كان حيا او ميتا ؛حاضرا اوغائبا تاكد انك على خلق عظيم..
أوكي..