في الذكرى الخمسينية لتأسيس الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب إجماع على وطنية ونضالية الدكتور عبدالكريم الخطيب

الأنوال نيوز
خلد الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، السبت 27 يناير 2024، بمجمع مولاي رشيد للشباب والطفولة ببوزنيقة، الذكرى الخمسينية لتأسيسه على يد الراحل الدكتور عبد الكريم الخطيب.

وبعد عرض فيلم تسجيلي يوثق أبرز محطات الاتحاد منذ تأسيسه قبل خمسين سنة من طرف الراحل عبد الكريم الخطيب، تناول الكلمة الأمين العام للاتحاد الاستاذ محمد الزويتن اعتبر من خلالها ان مسار الاتحاد منذ سنة 1973 مر بمرحلتين أساسيتين، المرحلة الاولى مرتبطة بفترة التأسيس وإنشاء الاتحاد كمكون ينضاف للمشهد النقابي بمرجعية جديدة هي مرجعية الدولة المغربية، بهدف تحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية، خلال فترة حساسة من تاريخ المغرب عرفت اضطرابات سياسية واجتماعية، ساهم خلالها في الاستقرار والخروج من الازمة.

وأوضح الامين العام أن الاتحاد انفتح على مجموعة من القطاعات المتعددة ووسع من بنائه التنظيمي بقيادة الدكتور الخطيب رحمه الله، الذي انخرط في الدفاع والترافع عن القضايا الوطنية، ودعم الحركات التحررية في افريقيا واسيا، بالاضافة الى نصرة القضية الفلسطينية.
واعتبر الزويتن،أن المرحلة الثانية من تاريخ الاتحاد ارتبطت بالانفتاح على جيل الصحوة الاسلامية ما ساهم في التطور التنظيمي والميداني والتمثيل البرلماني، كما ساهم الاتحاد في العمل الديبلوماسي الموازي خدمة للقضية الوطنية والوحدة الترابية وقضايا الشغيلة بشكل عام.

من جانبه، قال عبد الاله الحلوطي رئيس المجلس الوطني للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، ان الاجيال التي مرت على المركزية النقابية، طيلة خمسين سنة تدل على ان نقابة الاتحاد عتيدة، مشيرا ان مناضلي ومناضلات الاتحاد يتشرفون ان يكون الدكتور الخطيب هو مؤسس نقابتهم، برؤيته البعيدة التي جعلته يدرك أن المغرب في حاجة لنقابة مثل نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب.
وشدد الحلوطي على ضرورة مواصلة الاتحاد للنضال والقيام بادواره اتجاه الشغيلة والوطن، رغم محاولة بعض الجهات اضعافه واقصائه او التضييق عليه.
وقال الحلوطي ان منطق الاقصاء والابعاد ليس من مصلحة وطننا، رغم محاولة البعض اليوم ان يكون له رأي واحد و ان يسمع نعم فقط وليس لا.

وأضاف المتحدث أن هذا الجمع يحضره أربع امناء عامين منهم ثلاثة سابقين منذ التسعينات لغاية اليوم، يؤكد ان منظمة الاتحاد قوية ولا تخضع لمنطق الصراع وتخضع للمساطر و الديموقراطية الداخلية واستقرار القرار،مشددا على أن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ليست نقابة لقيطة.
ولم يفت الحلوطي ان يتحدث عن القضية الفلسطينية التي كان موقف الاتحاد دائما الى جانبها، لانها ليست قضية فلسطين فقط بل هي قضيتنا جميعا، فما يحدث الان من همجية وابادة جماعية للشعب الفلسطيني غير مسبوقة، يؤكد ان هذا الكيان لا يمكن الاتفاق او التطبيع معه.
من جهته، قال محمد يتيم الكاتب العام الاسبق، للاتحاد ان المناسبة تعتبر جد مهمة بانها تجعلنا نقف من اجل استحضار تاريخ طويل من الكفاح والنضال في هذه النقابة العتيدة.
واشار يتيم، ان الدكتور الخطيب كان صاحب فكرة مبدعة تكمن في خلق نقابة ذات مرجعية اسلامية، وهي المرجعية التي تقوم عليها مبادئ وقيم الاتحاد.
كما اكد على ضرورة استحضار روح الخطيب ونضاله وسعيه في مصالح المواطنين ودفاعه ونضاله من اجل القضية الفلسطينية وكل الشعوب المظلومة، مؤكدا ان الراحل لم يكن زعيما سياسيا فقط بل اجتماعيا ايضا، اذ لم يكن يرد اي شخص يقصده في مظلمة من المظالم.
بدروه اشاد الدكتور سعد الدين العثماني رئيس مؤسسة الدكتور عبدالكريم الخطيب للابحاث والدراسات بهذه المبادرة للاحتفاء بالذكرى الخمسينية على تأسيس الاتحاد على يد الراحل الدكتور الخطيب، وقال العثماني ان اللحظة تستدعي الشكر والامتنان لرجل استثنائي في تاريخ المغرب المعاصر .
واكد العثماني ان الدكتور الخطيب هو شخصية مغربية إسلامية افريقية استثنائية، بل قد وصفه جلالة الملك محمد السادس في رسالة التعزية لاسرته بالشخصية الناذرة المثال في خدمة الوطن، و بأنه كان مسترخصا الغالي والنفيس في جميع المسؤوليات التي تقلدها.
وأضاف العثماني أن المرحوم الخطيب كان مناضلا مجاهدا وطنيا مخلصا غيورا محبا لوطنه وللدين والعلم والعلماء؛ ولا يتردد ابدا في الدفاع عن المبادئ التي يؤمن بها، وله في كل مرحلة من المراحل التي مر منها المغرب المعاصر جولات ومواقف تاريخية ومشرفة.
كما ذكر العثماني مجموعة من المواقف الخالدة في تاريخ د الخطيب خاصة على مستوى مكافحة المستعمر الفرنسي وترأسه لجيش التحرير وبذل الغالي والنفيس من أجل وطنه.
أوكي..